واقع سيء يترجمه خطاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الكنيست الإسرائيلي، إذ لا يمكن أن يكون هناك دعم ووحدة حال مع الكيان الاسرائيلي الغاصب أكثر من ذلك.
دعم ترامب الواضح لمجرم حرب الإبادة على غزة بنيامين نتنياهو وإشادته بجيشه المدجج والتأكيد على التسليح الاميركي لهذا الجيش والتباهي بنتائج القتل والدمار التي حققها يؤكد ذلك، كما أن التلميح الواضح لثلاثة أمور خطيرة وهي ضم الضفة الغربية والاعتراف بسلطة إسرائيل على الجولان وبالقدس عاصمة للكيان المحتل يبرهن وحدة الحال بينهما ويظهر حجم الدعم الذي يقدمه.. وقد وصل به الأمر من خارج السياق إلى طلب العفو لنتنياهو من تهم الفساد الموجهة اليه!
هذا ولم يأت ترامب على ذكر فلسطين
وحل الدولتين وحقوق الشعب الفلسطيني، بل تعمَّد عدم الحديث عن ذلك في ظل جوقة التصفيق المبتذل والإطراء المتبادل بين المتحدثين.
كان كلام رئيس الكنيست واضحاً، عندما قال أن اكثر رئيس أميركي دعم اسرائيل وعمل لمصلحتها هو دونالد ترامب، وهذا صحيح.
فالرئيس الأميركي ترامب لم يسع لوقف الحرب من أجل السلام أولاً بل أن أولويته كانت إنقاذ الكيان الاسرائيلي من الرفض والاستنكار الأوروبي والعالمي، الشعبي والرسمي لحرب الإبادة التي شنتها إسرائيل على غزة وأهلها.
بالأمس القريب استخدمت ادارة ترامب حق الفيتو في مجلس الأمن دفاعاً عن اسرائيل وضد الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة، إلى أن يُنهي الحرب باتفاق منقذ وداعم لنتنياهو واسرائيل.
كان الرئيس الاميركي حريصاً على إيقاف الحرب لحفظ صورة إسرائيل وقد صفّق له طويلا، مرارا وتكرارا معظم الحاضرين في الكنيست لانهم فهموا تماما ما يفعله من اجلهم.
وكان ترامب حريصاً في الوقت نفسه على الإشادة بشخصيات اسرائيلية أخرى أشد عنصرية إرضاءً ودعماً لها.
أما فلسطين فلم يأت على ذكرها كدولة بل شدد فقط على وقف الحرب والسلام المنشود دون التأكيد على حل الدولتين التي تصر عليه الدول العربية والإسلامية والأوروبية.
أمام هذا الواقع السيء أرى الفرحة والأمل في عيون الأسرى المحررين وأهاليهم الصامدين الصابرين الذين قدموا أسمى التضحيات في سبيل فلسطين.
ويبقى الرهان في ظل هذا الواقع المؤلم والمتغير على الدول العربية والإسلامية وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية للتمسك بحقوق الشعب الفلسطيني واقامة دولته المستقلة فاذا كان ترامب حريصاً على حليفته إسرائيل فلا بدَّ ان يدرك ان لا حل دائم في هذه المنطقة إن لم يحصل الفلسطينيون على حقوقهم في العيش الكريم على أرض فلسطين.
موقع سفير الشمال الإلكتروني