2025- 11 - 05   |   بحث في الموقع  
logo بالصور: غارة إسرائيلية تستهدف سيارة logo تحذير من "الأمن العام" logo البزري: الانتخابات النيابية ستجري في مواعيدها logo الأمن العام حذّر من روابط مزيفة تنتحل اسم الصليب الأحمر لسرقة بيانات المواطنين logo زحمة سير خانقة.. والسبب “انخساف الطريق”! logo "أفيان" (AVIAAN) تدشن "آرتهاوس" (Arthouse) النيويوركية في دبي بالتعاون مع "كليدور" (Clédor) كشريك تطوير logo توقيف شخصين بجرم النصب والاحتيال logo سعيد لميشال المرّ: "قبضاي!"
ممداني... حين صفعت نيويورك وجه ترامب!.. (جواد سلهب)
2025-11-05 08:39:15

لم يكن فوز زهران ممداني برئاسة بلدية نيويورك مجرّد حدث انتخابي عابر، بل كان زلزالًا سياسيًّا وثقافيًّا هزّ أركان المشهد الأميركي من الداخل.
فمن قلب المدينة التي كانت تُعرف بأنها “عاصمة العالم”، خرج صوت شاب مسلم، من أصول إفريقية، يحمل أفكارًا اشتراكية وتوجهات مناهضة للتمييز الطبقي والعنصري، ليصبح أول من يتوّج بهذا المنصب في تاريخ المدينة... وكأنّ نيويورك أرادت أن تقول لترامب: ها هو وجه أميركا الذي حاولت طمسه، يعود اليوم ليحكمها!
 ترامب... الأب الروحي للهزيمة

قد يبدو مدهشًا، لكنّ فوز ممداني هو في جوهره أحد ثمار مرحلة ترامب نفسها.
ذلك الرئيس الذي أطلق العنان للعنصرية، وحوّل الاقتصاد إلى أداة ابتزاز سياسي، وعمّق الانقسام الطبقي، لم يدرك أنه كان يصنع جيلًا مناهضًا لسياساته.
جيلٌ خرج من بين المدن الكبرى، يرفض خطاب الكراهية، ويرى في العدالة الاجتماعية والبيئية والاقتصادية طريق الخلاص.
وبينما أراد ترامب أن يزرع الخوف من “الآخر”، نبت في أميركا “آخر” أقوى، أكثر وعيًا، وأكثر تصميمًا على استعادة روح المساواة.
من هنا، يمكن القول إنّ ممداني هو النتيجة الأكثر نقاءً لردّة الفعل الشعبية ضد الترامبية.

 صفعة في المعقل الرأسمالي

لم تكن نيويورك يومًا بعيدة عن المال والنفوذ، لكنها هذه المرّة قالت لا.
قالت لا لمصالح العقارات، ولا لحكم الشركات، ولا لاحتكار السلطة في يد الصفوة.
ففي لحظة انتخاب ممداني، تحوّلت المدينة إلى منبر للمستضعفين، ورفع الناس شعار “من الشعب وللشعب”، لا “من المال وللمال”.
إنها صفعة معنوية مؤلمة لكلّ ما مثّله ترامب: التمييز، التفاخر بالثروة، والاستخفاف بالإنسان.

 ما بعد الفوز... بداية المعركة

فوز ممداني لا يعني أنّ الطريق مفروش بالورود.
فالنظام الأميركي العميق لا يتقبّل بسهولة أي مشروع يهدّد نفوذ المال والسلاح.
لكنّ ما جرى في نيويورك هو إعلان عن ولادة تيار جديد داخل أميركا نفسها، تيار يريد دولة تهتم بالناس لا بالمصارف، وترى في التنوع مصدر قوة لا تهديدًا.
إنها بداية صراع طويل بين “أميركا الترامبية” و”أميركا الإنسانية”، بين الجشع والمساواة، بين من يريد الهيمنة على العالم ومن يريد إعادة تعريف العدالة في الداخل.

في الدلالة الرمزية: أميركا تتغيّر

منذ عقود، كانت واشنطن تُصدّر الوصفات الجاهزة للديمقراطية بينما تُخفي تناقضاتها الداخلية.
اليوم، يأتي فوز ممداني ليقول إنّ أميركا نفسها باتت بحاجة إلى ثورة قِيَم.
الثورة التي بدأت من نيويورك قد تمتد إلى مدن أخرى، لتعيد رسم المشهد السياسي الأميركي على أسس جديدة، وربما لتضع حدًّا لهيمنة الخطاب الترامبي على وعي الأميركيين.

ختاماً

إنّ فوز زهران ممداني ليس فوزًا فرديًا، بل هو صرخة من قلب نيويورك في وجه النظام الأميركي الجشع.
صرخة تقول: “لقد سئمنا الرأسمالية المتوحشة، آن أوان العدالة”.
فبينما يرفع ترامب من جديد شعار “أميركا أولًا”، جاءت نيويورك لتقول له بوضوح:

أميركا لن تكون عظيمة إلا عندما تكون عادلة... وعدالتها بدأت باسم ممداني.




ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBAANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top