2025- 07 - 28   |   بحث في الموقع  
logo قوى الأمن تنعى زياد الرحباني: شعلة فنّ عبقرية لا تنطفئ logo بالفيديو: انطلاق موكب تشييع زياد الرحباني من مستشفى خوري في بيروت logo ميكايليا كاش: احتفالات الترحيب رمزية ولا تلامس تحديات السكان الأصليين logo رئيس الوزراء لن ينضم إلى فرنسا في الاعتراف بدولة فلسطين logo نقمة على الحكومة و”تلفزيون المنار” يكسر “القيود” logo مانشيت “الأنباء”: الاصلاحات تابع في جلسة تشريعية logo افتتاحية ” الجمهورية”: برّاك يجنح إلى الديبلوماسية الخشنة… وتشييع مهيب لزياد الرحباني اليوم logo عناوين الصحف
طبول الحرب الإسرائيلية على إيران تُقرع من جديد.. وإيران تستعدّ!.. وسام مصطفى
2025-07-28 03:55:36

مضى شهر ونيّف على انتهاء الحرب الإسرائيلية – الإيرانية ولا تزال نذر تجدّد الحرب تتردّد على ألسنة المسؤولين في طهران وواشنطن وتل أبيب، ولكنّها هذه المرّة لن تكون في نطاق الضربات المتبادلة والاستهداف المقيّد ضمن حدود جغرافية معيّنة بل من المقدّر لها أن تتوسّع في دائرتها العسكرية وفي مستواها التدميري ودخول أطراف جديدة إقليمية ودولية إلى حلقة النار.

في تل أبيب أطلق مسؤولو العدو على هذه الحرب اسم “حرب إيران الأولى”، ويعتقدون بأن اندلاع حرب أو حروب إضافية مع إيران يكاد يكون أمراً مؤكداً، ليس من باب الفرضيات بل كذلك تبعاً للتهديدات شبه اليومية التي يطلقها هؤلاء بالقضاء على إيران الدولة والنظام والبرنامج النووي؛ وفي طهران يقول كبار القادة إنها بمثابة جولة أولى ستعقبها جولات أقوى وأقسى وأشمل، وإن إيران تستعد لحرب شاملة في مواجهة تحالف عسكري كبير، أي أنهم يفترضون دخول حلف الناتو على خط مؤازرة “إسرائيل” بدفع أمريكي ما يهدّد بانفلات الوضع من عقاله لتطال شرارات النار المنطقة كلّها وربما العالم بأسره.. فهل إيران مستعدة لذلك!؟

قبل الإجابة على السؤال لا بد من التوقف عند بعض المجريات الميدانية التي حصلت خلال الحرب، ولا سيّما في اليومين الأولين حيث كان لـ”إٍسرائيل” ضربة السبق في استهداف عدد كبير من قادة إيران العسكريين والأمنيين وعلمائها النوويين ومن بين المستهدفين المرشد السيد علي الخامنئي والرئيس الإيراني مسعود بوزشكيان اللذين نجيا، فضلاً عن تدمير منصات إطلاق الصواريخ ومواقع حيوية واستراتيجية على امتداد الجغرافيا الإيرانية، وجرى ذلك بالتزامن مع سلسلة تفجيرات بالعبوات الناسفة والمسيّرات نفّذتها مجموعات إيرانية وغير إيرانية جنّدتها “إسرائيل” لهذه الغاية وفي هذا التوقيت سعياً لإثارة الاضطراب والفوضى مقدّمة لزعزعة النظام وصولاً لإسقاطه.

انتظرت طهران الضربة المحتومة واستعدّت لها ولكنها وقعت في فخ الخداع والمباغتة كما صرّح بذلك رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ولئن التبس على الإيرانيين تقدير حجم ومستوى واتّساع أجندة الحرب الإٍسرائيلية على مستوى الأهداف البشرية والمنشآت، إلا أن المفاجأة الكبرى كانت في عدم انطلاق صواريخ منظومة الدفاع الجوي التي أعدّتها إيران أوتوماتيكياً لمواجهة أي تهديد جوي، ليس بسبب التشويش الالكتروني بل لأن شيفرات الإطلاق لم تكن مفعّلة ما جعل “إسرائيل” تستبيح الأجواء الإيرانية بدون أي عائق، ما دفع القيادة الإيرانية للاعتماد على منظومتها الدفاعية المحلّية.

توقّفت الأعمال الحربية بإعلان ترامب تدمير البرنامج النووي الإيراني والردّ الإيراني على قاعدة “العديد” الأمريكية في قطر، أما نتنياهو فقد التقط أنفاسه الأخيرة التي قارب أن يلفظها إثر العقاب الإيراني الذي تمثّل بالتدمير الهائل الذي أحدثه القصف الصاروخي على مدن ومواقع العدو العسكرية والحيوية على امتداد الكيان المؤقت، ولكن هذه المسألة لم تكن ذات أهمية لدى المسؤولين في طهران بقدر الخطوات التي أجروها عقب وقف إطلاق النار على قاعدة استخلاص العبر، وفي مقدّمتها معالجة مكامن فشل التصدي الجوي.

فور انتهاء المعركة طار وفدان إيرانيان ضمّا مسؤولين في السياسة والأمن والعسكر، وحط أحدهما في موسكو فيما الآخر قصد بكين، وكانت مهمّة الأول إجراء جردة حساب ووضع النقاط على الحروف لمعرفة سبب تعطّل منظومة الدفاع الجوي الروسي وارتباط ذلك بقطبة مخفية بين موسكو وواشنطن على خلفية الحرب الروسية – الأوكرانية، والبحث في مكان تموضع الروس في أي جولة حربية كبرى قادمة، أما الوفد الثاني فقد أنجز عقد اتفاقات عسكرية ضخمة لاستيراد طائرات حربية ومنظومات صواريخ جوية صينية متطوّرة، واستند التوجّه الإيراني نحو الصين إلى دراسة نتائج الحرب الباكستانية – الهندية الأخيرة، والتي أثبتت فيها الصواريخ الصينية فعاليتها الكبرى في إبادة أسراب الطائرات الهندية ما شكّل عنصراً حاسماً في وقف الحرب.

عاد الوفدان سريعاً إلى طهران لتعلن كل من موسكو وبكين استعدادهما للوقوف إلى جانب إيران دعماً سياسياً ولوجستياً على أعلى مستوى، فيما واصلت الأجهزة الإيرانية استكمال استعداداتها للمواجهة كالتالي:

– البناء على ما أفرزته الحرب من وحدة وطنية شاملة اجتمعت على العداء لأمريكا و”إسرائيل” ووثّقت العلاقة بين الدولة وبين الشعب والنخب السياسية موالاة ومعارضة من جهة، وبين فئات الشعب الإيراني بمختلف عرقياته وقومياته واتجاهاته الفكرية والسياسية من جهة ثانية، وتأكيد كلّ هؤلاء على الوقوف وراء القيادة العليا المتمثلة بالسيد الخامنئي.

– الاستمرار في بناء البرنامج النووي وتطويره والمضي في عمليات التخصيب بما ينص عليه القانون الدولي باعتباره محوراً سيادياً يرتبط عضوياً باقتدار الدولة الإيرانية وتطوّرها.

وتجدر الإشارة هنا إلى الخطأ الاستراتيجي الذي يرتكبه الغرب بإعلان البرنامج هدفاً للحرب الأمريكية – الإسرائيلية على إيران، حيث إن الإيرانيين على اختلاف انتماءاتهم وتناقضاتهم يجمعون على اعتباره خطاً أحمر يمنع على أي أحد في الداخل أو الخارج المسّ به على الإطلاق.

– إعادة إعمار ما هدمه العدوان الأمريكي – الإسرائيلي في المنشآت المدنية والعسكرية، وهذا الجانب – وفق خبراء في الشأن الإيراني – يعدّ عملاً روتينياً في إيران فتكاد المشاريع العمرانية والإنشاءات وأشغال البنى التحتية المنتشرة في طهران والمدن الكبرى تكون الخبز اليومي المعتاد للشعب، ولكن هذه الأعمال تكتسب هذه المرّة طابعاً مميّزاً في أثرها المعنوي يعتزّ به الإيرانيون لأنه نتيجة عدوان.

– ترجمة العبر المستخلصة من الحرب في إطلاق ورش تنظيمية عليا وشاملة تتّصل بإعادة هيكلية الأجهزة العسكرية والأمنية وإجراء التعيينات والمناقلات اللازمة التي تكفل تحقيق ثلاثة أهداف: الكفاءة، الدافعية، الإخلاص، فضلاً عن رصد إمكانات القدرة على التكيّف والمرونة في العمل؛ فقد شكّلت الحرب مناسبة لرصد مكامن الخلل في عمل هذه الأجهزة ومعالجتها بشكل مباشر وفعال.

ـ رفع مستوى الجهوزية العسكرية البشرية والتقنية وتطويرها في تشكيلات الجيش و”حرس الثورة الإسلامية” (سباه باسدران) والتعبئة العامة (بسيج)، وشملت أسلحة البرَ والجو والبحر حيث يأخذ المسؤولون الإيرانيين بالحسبان إشراك سلاح الجو في أي مواجهة مقبلة فضلاً عن احتمالات التصدي لأي عمل عسكري بري قد يتم بواسطة عمليات إنزال للجنود على الأراضي الإيرانية.

ـ تطوير عمليات الاعتماد على سلاحي الصواريخ والمسيّرات باختلاف أنواعها ومدياتها وأحجامها وقدراتها التدميرية، فقد أثبت هذا السلاح فعاليته في إنهاك “إسرائيل” عسكرياً وأمنياً واجتماعياً ونفسياً، سواء لجهة الأثر التدميري الذي أحدثته وإصابة الأهداف المحدّدة لها أو لجهة قدرتها على إسقاط منظومات الدفاع الجوي والقبب الحديدية ألأمريكية والإسرائيلية.

ـ الاستمرار في حملة التحصين الداخلي من خلال تعقّب واكتشاف الشبكات التابعة للموساد أو لأجهزة الاستخبارات المعادية، ويوضح مطّلعون أن مؤسسات الأمن الإيرانية نجحت برصد مواضع اختراق هذه الأجهزة للمؤسسات والبنى الاجتماعية في إيران، واستفادت من حال الحرب لتجرّد حملات مكثّفة لمداهمة واعتقال وتفكيك الكثير من الشبكات المنتشرة على الأراضي الإيرانية، فضلاً عن تصفية عدد كبير من مشغّليها، وما يُعلن عن ذلك في الإعلام ما هو إلا نذر يسير عن الواقع.

يكرّر المسؤولون في إيران من أعلى الهرم إلى قاعدته إنهم لا يريدون الحرب، ولكنهم مستعدّون لها في حال فُرضت عليهم، وحديث الساعة في الشارع الإيراني أن الحرب قادمة لا محالة وهم ينتظرونها بوعي كامل لأخطارها الوجودية، ليس فقط بالنسبة لإيران بل لـ”إسرائيل” أيضاً، لذلك تراهم كأنهم يتوقون لها لأنها توفّر الفرصة السانحة لإزالة “الغدة السرطانية” من الوجود وهم واثقون من تحقيق هذا الهدف.

موقع سفير الشمال الإلكتروني




ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top