2025- 07 - 27   |   بحث في الموقع  
logo باسيل عن الرياضة في البترون: نطمح ان نصبح في الدرجة الاولى logo روسيا: تدمير 99 مسيرة أوكرانية وتعطل حركة القطارات بفولغوغراد logo الكرملين يعلن إلغاء عرض كبير للبحرية الروسية “لأسباب امنية” logo هاشم: لإعادة إعمار الجنوب وتثبيت أبناء المنطقة في أرضهم logo أسبوع من الأشغال في شارع غورو.. وقطع كلي للطريق بدءاً من الغد logo في بعلبك.. من أوقفت “أمن الدولة”؟ logo ميشال عون: مؤلم رحيلك يا زياد logo بُشرى سارّة لقطاع التعليم الرسمي في لبنان... إليكم التفاصيل!
بين قيود انكسرت وصوت خفت: جورج يُولد… وزياد يغيب بقلم: د. كلود عطية
2025-07-27 08:25:31

في اللحظة نفسها التي تنفكّ فيها أغلال جورج عبدالله، تنعقد في القلب عقدة…

كأنّ الكون لا يسمح لنا بفرحةٍ كاملة، كأنّ كل انتصارٍ نحتاج أن نمرّره من مصفاة الوجع كي نتأكد أننا ما زلنا أحياء.


جورج يخرج من المعتقل، جسدًا ناحلًا، لكن روحه بوزن وطن.

يعود إلينا كأنّه لم يغادر يومًا، يعود ليربّت على كتف التاريخ، ويقول له: “أنا لم أنكسر، أنت الذي تهت”.

هو فرحٌ يشبه البكاء، فرحٌ لا نحتفل به بالمفرقعات، بل بالدمع، بالكلمات، بارتعاش الصوت حين ننطق اسمه: جورج عبدالله.


لكن قبل أن تكتمل الزغرودة، يأتي النبأ…

زياد الرحباني رحل.


يا لهذا التوقيت الموجع.

يا لهذا التلاقي بين الحرية والفقد، بين المهد والمنفى الأخير.

وكأنّ جورج خرج ليجد أنّ الصوت الذي غنّى له، وسَخِر معه، وكتب له العالم بشكلٍ آخر… قد صمت.

أيّ تراجيديا هذه؟

أيّ عدالة كونية تجعل يدينا ترفعان في لحظة واحدة: الأولى للسلام على حرٍّ عائد، والثانية لوداع مناضل بالكلمة، لم يغادرنا يومًا إلا إلى عمقنا؟


زياد…

لم تكن فنانًا فقط.

كنت خللاً جميلاً في نظام العالم، نشازًا ضروريًا في سمفونية القطيع.

كنت حجرًا في حذاء الطغاة، وضوءًا يحرج العتم.

أدمنت الحزن بقدر ما أدمنت الحقيقة، وسخرت من كل شيء، حتى من نفسك، لأنك كنت أكبر من أن يأكلك الغرور.


اليوم، جورج يطلّ من نافذة الحرية، يتنفس شمسًا حقيقية، فيما زياد يغلق شباكه الأخير، ويذهب بهدوءٍ يُشبه ضحكته الحزينة.


ما هذا الوطن الذي لا يمنح أبناءه فرحة صافية؟

لماذا دائمًا الفرَح عندنا مشوبٌ بالخذلان؟

لماذا لا نعرف الانتصار إلا منقوصًا، ولا نعرف الموت إلا حين يختطف نوره الأجمل؟


بين فرحةٍ مسجونة خرجت، وغصّةٍ حرة رحلت…

نقف نحن، جيلٌ تائه، نربّي الخسارات، ونُلبِسها أسماء أحبّتنا.


لكننا نعرف، كما كان زياد يقول، أن الكارثة الحقيقية أن نعتاد.

فلنعتنق هذا الحزن جيدًا، ولنصرخ بفرحٍ باكٍ:

مرحبًا بك جورج، وسلامًا عليك زياد، ما دامت الكلمة أقوى من السجن، وما دام الحنين لا يُقبر.

موقع سفير الشمال الإلكتروني




ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top