بين ترقب للرد الأميركي على الرد اللبناني على الورقة التي حملها طوم برّاك والذي قد يأتي عبر السفارة في عوكر، وبين متابعة الورشة الاصلاحية من خلال الجلسة التشريعية المتوقعة هذا الأسبوع لمناقشة قانون المصارف، فإن الأيام المقبلة ستكون حافلة داخليا بالحركة. ولعل أكثرها انشغالا هو ما يتعلق بالورقة الأميركية والضغط الذي يمارسه برّاك من خلال تصريحات تحمل تلميحات يستدل منها أن المهل المعطاة للبنان لن تكون طويلة. فيما الجانب اللبناني متمسك بمبدأ تنفيذ بنود الاتفاق الحالي الذي ما زالت اسرائيل تمعن في خرقه، لاسيما عدم انسحابها من النقاط الخمس التي تحتلها في الجنوب. الجواب اللبناني غير كاف مصادر مطلعة لفتت في اتصال مع جريدة “الأنباء” الإلكترونية الى غياب الثقة بين حزب الله وما يسعى لتحقيقه الموفد الاميركي الذي تلقى جواباُ لم يعتبره كافياً من رئيس الجمهورية جوزاف عون ومن رئيس مجلس النواب رداً على الورقة الاميركية. فالرئيسان عون وبري طالبا برّاك بالضغط على إسرائيل للانسحاب من الجنوب اولاً، وبذلك تصبح قضية سلاح حزب الله قابلة للحل بعد تشكيل لجان مشتركة من الجيش اللبناني والحزب لتحديد نوعية السلاح الذي سيوضع بعهدة الجيش كمرحلة أولى. على ان يلي ذلك البحث في الاستراتيجية الدفاعية التي يرى فيها حزب الله تعويماً لخسارته، لأنه يعتبر تسليم السلاح من دون تحديد أي دور مستقبلي له هو بالنسبة إليه هزيمة مدوية قد تفقده دوره السياسي والعسكري، وهذا الأمر. بنظره أخطر من هزيمته امام اسرائيل بحسب المصادر التي ترى أن برُاك بدأ يدرك صعوبة أن يسقط حزب الله كل أوراقه. لكن إدارته الاميركية ما زالت متشددة في موضوع السلاح ولن تحيد عنه قيد انملة، لانها تخشى من عودة إيران الى تعويم الحزب ومده بالسلاح بطريقة او بأخرى على غرار ما تفعله مع الحوثيين، ما قد يتسبب بحرب جديدة على لبنان لا أحد يمكنه توقع نتائجها. مهمة معقدة المصادر اشارت الى ان مهمة برُاك ما تزال معقدة، لكنها لم تستبعد تكرار زياراته الى لبنان لأن وقت تسليم أوراقه لم يحدث بعد طالما أن اسرائيل ما زالت منشغلة في غزة. لكن بعد التوصل الى اتفاق هدنة بين اسرائيل وحماس فلا أحد يمكنه أن يتوقع كيف سيكون ردها على حزب الله. المصادر ذكّرت كيف ان اسرائيل بعد إلحاقها الهزيمة بحماس في أيلول الماضي كيف ارتدت إلى لبنان والحقت بحزب الله هزيمة لم يكن يتوقعها، من خلال عملية البيجر واغتيال الأمين العام السابق السيد حسن نصرالله. ولم تستبعد المصادر تكرار تلك التجربة لأن إسرائيل لا شيء يمنعها من سفك المزيد من الدماء. السويداء وفي غضون ذلك، تتواصل المساعي والاتصالات لتثبيت اتفاق وقف النار في محافظة السويداء السورية، ومن ثم معالجة الآثار المدمرة للمجازر التي ارتكبت بحق أهالي المحافظة، والشروع في حوار يفضي إلى حل جذري ودائم في إطار وحدة سوريا. أما في لبنان فينشط الحزب التقدمي الإشتراكي على خط منع أي انعكاسات سلبية لأحداث السويداء من خلال تكثيف اللقاءات المشتركة في العديد من المناطق، والدعوات لتغليب لغة العقل ورفض الوقوع في الأفخاخ الإسرائيلية. وداع زياد الرحباني وبعيدا عن الملفات الشائكة التي تثقل البلد يودع لبنان اليوم، أحد عباقرة الموسيقى والفن زياد الرحباني، نجل الكبيرين الراحل عاصي الرحباني والسيدة فيروز. ويتوقع يكون التشييع في المحيدثة – بكفيا بالحجم الذي يستحقه زياد إن على المستوى الرسمي أو الشعبي.