أثار موقف أعضاء الحزب الليبرالي في أستراليا نقاشاً محتدماً حول مراسم “أهلاً بكم في الوطن” خلال المناسبات الرسمية.
أعلنت السيناتور الليبرالية ميكايليا كاش معارضتها الشديدة لهذه المراسم التي وصفتها بأنها “رمزية مبالغ فيها”.
“الرمزية لا تُغني عن الواقع”
قالت كاش إن هذه الطقوس لا تُحدث فرقاً فعلياً في حياة مجتمعات السكان الأصليين.
وأشارت إلى أن هذه المراسم تُشعر الناس بالرضا، لكنها تغض الطرف عن الحقائق القاسية على الأرض.
وأضافت: “أنا من غرب أستراليا وأعلم أن هذه المجتمعات تحتاج إلى أفعال، لا رموز”.
مقترحات لتغيير المراسم الرسمية
في اجتماع مجلس الحزب الليبرالي بغرب أستراليا، دعي لإلغاء الطقوس من المناسبات الوطنية مثل قداس يوم أنزاك.
كما اقترح الحزب أن تقتصر الأعلام الرسمية على الأعلام الوطنية والولائية فقط، دون أعلام السكان الأصليين.
هذه الدعوات أثارت انقساماً واضحاً داخل الحزب، حيث تختلف الآراء بين القيادات المحلية والفيدرالية.
دعم لسياسات عملية بدل الشعارات
أعربت السيناتور كاش عن دعمها الثابت للسيناتور جاسينتا برايس، عضو الحزب الليبرالي عن السكان الأصليين.
كما قالت كاش: “سأدعمها في أي يوم من أيام الأسبوع، لأنها تركّز على السياسات العملية”.
وأضافت: “نحتاج إلى نتائج ملموسة تحسّن حياة أكثر الأستراليين حرماناً، لا شعارات فارغة”.
دعوة للبقاء في التيار المعتدل
من جانبه، حثّ النائب عن بيرث بات غورمان الحزب الليبرالي على الابتعاد عن المواقف اليمينية المتطرفة.
كما قال غورمان: “عليهم مواصلة العمل الجيد الذي قام به سكوت موريسون وكين وايت”.
وأشار إلى إنجازات الحكومة السابقة في توحيد رمزية الأعلام وشراء حقوق علم السكان الأصليين.
تصرّف مثير للجدل من حزب “أمة واحدة”
زاد الجدل الأسبوع الماضي بعدما أدار أعضاء من حزب “أمة واحدة” ظهورهم خلال المراسم البرلمانية.
من بين هؤلاء: بولين هانسون، مالكولم روبرتس، تيرون ويتن، ووارويك ستايسي.
قالت هانسون: “لقد طفح الكيل، هذه المراسم تقصينا نحن الذين وُلدنا هنا ولا نحتاج إلى ترحيب”.
رد حكومي وانتقاد رسمي
وصفت وزيرة شؤون السكان الأصليين مالارنديري مكارثي ما حدث بأنه “تصرف غير محترم وغير مقبول”.
قالت مكارثي إن أعضاء المجلس يمثلون ملايين الأستراليين، ومنهم سكان الأمم الأولى.
رغم ذلك، اعترفت بوجود اختلافات في الآراء حول هذه المراسم بين السياسيين والجمهور.
السلوك البرلماني تحت المجهر
أشارت مكارثي إلى أهمية الحفاظ على الكرامة والاحترام داخل مجلس الشيوخ الأسترالي.
كما قالت: “السلوك البرلماني مسؤولية جماعية، ويجب أن يعبّر عن تمثيل حقيقي لجميع الأستراليين”.
الرمزية أم العمل الحقيقي؟
يتواصل الجدل في أستراليا حول ما إذا كانت المراسم الرمزية كافية لتحقيق العدالة الاجتماعية.
بينما ترى بعض الشخصيات أن هذه الطقوس توحّد الأمة، يرى آخرون أنها لا تحل مشاكل السكان الأصليين.
المجتمع الأسترالي بحاجة إلى حوار صادق، يجمع بين الرمز والمعنى والعمل الملموس.