2025- 07 - 16   |   بحث في الموقع  
logo إقفال فرن بالشمع الأحمر.. والسبب؟ logo سلام: لوضع حد للإنتهاكات الإسرائيلية logo عون: نتمسك بوحدة سوريا وسلامة أراضيها logo وهاب للشرع: نبهتك صباحاً… logo القمر الدموي يزور سماء بيروت… لا تفوّتوا المشهد الساحر في هذا الموعد! logo اعتصام عمال LAT في مطار بيروت: لن نقف مكتوفي الأيدي أمام تدهور الأوضاع المعيشية logo تعيين ضباط اختصاصيين في الجيش logo الجيش يعلن الحاجة لتطويع تلامذة ضباط في المؤسسات العسكرية
المشهد اللبناني في ضوء مؤشرات إعادة التشكّل الاقليمي ومشروع الشرق الاوسط الجديد!.. وسام مصطفى
2025-07-16 08:55:31

لبنان في عين العاصفة .. مصطلح لطالما اعتمدته أدبيات السياسة والاعلام لوصف التطوّرات الداهمة التي تلقي بثقلها على الساحة اللبنانية وتهدّد استقراره ومصيره وهويّته، سواء جاءت بفعل مستجّدات سياسية وعسكرية واقتصادية محلية داخلية أو إقليمية خارجية، ويبدو أنه ينطبق اليوم على الواقع الراهن الذي يطوّق لبنان من الجهات كلّها ويحمل معه الكثير من المؤشرات الخطيرة التي لا تقف عند استهداف الاستقرار والأمن بل تتجاوز ذلك لتصل إلى إعادة رسم الخارطة الجيوسياسية مع ما يرافقها من تهديدات تضرب الميزان الديمغرافي والتوزّع السكاني والطائفي وصولاً إلى إنشاء كيانات هجينة ومتناقضة تفتقد نقطة الجذب نحو محور الوطن والانتماء للدولة.


واجه لبنان منذ إنشائه، بقرار استعماري تقسيمي في العام 1920 كأحد بنود اتفاقية سايكس – بيكو، الكثير من التحديّات التي هدّدت بنيته الداخلية وكينونته الجامعة للأطياف المتنوّعة في الدين والثقافة، وكان في كلّ مرة ينجح بتجاوز اختبارات البقاء والاستمرار ولكنه بقي دوماً متأثراً بالتداخلات الإقليمية وتقاطعات المصالح الداخلية والخارجية ولا سيّما لجهة حسم طبيعة موقعه الاستراتيجي في خارطة التحوّلات في المنطقة ودوره في المعادلات المرسومة في دوائر صنع القرار في دول الشرق والغرب، خصوصاً بعد نشوء الكيان الصهيوني على أرض فلسطين المحتلة، ولكنه اليوم يواجه خطراً حقيقياً ومصيرياً يهدّد كيانه ووجوده وإمكان بقائه على خارطة الدول الفاعلة والمستقلة، أو تقزيمه ممّا عُرف بـ “دولة لبنان الكبير” إلى “دولة لبنان الصغير”، أو في أحسن حال العودة إلى نظام المتصرّفية وتحديدها بمنطقة جبل لبنان ومن ضمنها بيروت العاصمة.


من اين يأتي هذا الخطر!؟ الإعلان الصريح للمبعوث الأمريكي إلى سوريا ولبنان توم برّاك بإلحاق لبنان بدولة الشام لم يأتِ من فراغ – البعض وضعه في خانة الاختبار وجس النبض لردود الفعل اللبنانية والسورية – أماط اللثام عن جزء من الرؤية الأمريكية لخارطة المنطقة على قاعدة الفرز والضم تبعاً لمشروع الهيمنة الصهيوني تحت عنوان “إسرائيل الكبرى”، ولعلّ الأخطر في مطويات هذا الإعلان عدم إسقاط برّاك من توقعاته لما قد يحصل في لبنان من حرب أهلية تعيد البلد إلى الغرق في مستنقع الاقتتال الداخلي وصولاً إلى إسقاط السلطة المركزية وبنية الدولة تمهيداً للإطباق عليه من الشرق عبر استباحة مناطق البقاع والشمال من قبل سوريا – الجولاني، ومن الجنوب عبر استباحة المناطق اللبنانية وصولاً إلى ما بعد صيدا.


وفي هذه النقطة بالذات تحذّر أوساط مطّلعة من خطورة ما تسوّقه واشنطن على مستوى نزع سلاح المقاومة وإعطائها فرصة للدولة اللبنانية لحسم هذا الأمر بحلول نهاية العام الحالي، وترى أن الهدف ليس فقط تعرية لبنان من أقوى عناصر صموده وقدرته على مواجهة أي تهديد أمني داخلي أو خارجي، بل أيضاً تحويل السلاح إلى مادة ينقسم حولها اللبنانيون وتدفع الأطراف إلى التحشيد النفسي والحربي ريثما تحين ساعة الصفر لتعلن واشنطن البدء بتنفيذ مخططها التخريبي، ولم تجد الجهات والشخصيات اللبنانية الموجّهة أمريكياً حرجاً في تحريض رئيس الجمهورية العماد جوزف عون والجيش اللبناني على نزع سلاح المقاومة بالقوة، وإطلاق تهديدات تستبطن استعدادها للحرب وتتحدث عن وجود آلاف المسلحين الجاهزين لتنفيذ هذه المهمة.


وتوضح الأوساط أن المهلة الأمريكية المعطاة للبنان لا تعني سقفاً زمنياً محدّداً بقدر ما هو موعد متعلّق بالتطورات الميدانية التي تحضّر لها “إسرائيل” للانتهاء من الملف السوري، وقد تطرأ تعديلات على هذا السقف تمديداً أو تقصيراً بحسب التطوّرات المستجدّة على الساحة السورية، حيث سيعمل رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو على استكمال سيطرته سياسياً وميدانياً على سوريا، فيما تستكمل واشنطن خطواتها التمهيدية لإلحاق سوريا ولبنان والعراق في قطار التطبيع، ويجدر هنا – ودائماً بحسب الأوساط المطّلعة – التوقف مليّاً عند الأعداد الكبيرة للقتلى والجرحى الذين سقطوا بفعل المعارك العسكرية الضارية في السويداء بين الدروز وبين ما قيل إنها قبائل من البدو والتدخّل المباشر لقوات الأمن السورية وإقدام طائرات العدو الحربية على استهداف هذه القوات بذريعة حماية الدروز والحفاظ على ما يشكّلونه من امتداد للأمن القومي الإسرائيلي بحسب تعبير مسؤولي الاحتلال، ولعلّ مواقف المسؤولين الدروز في سوريا ولبنان التي تحذّر من خطورة هذه المعارك توضح مستوى التهديد الحاصل ليس فقط على مستقبل الدروز بل أيضاً لتداعيات ذلك على الوضع في لبنان.


وتسأل الأوساط نفسها: ما معنى الاستهداف الإسرائيلي للقوات السورية وتدمير المواقع والمراكز والمستودعات ومحو قدراتها العسكرية التي ورثتها عن النظام السابق فيما تدور في الكواليس سراً وجهراً اجتماعات ولقاءات سورية – إسرائيلية شارك في بعضها الرئيس الانتقالي أحمد الشرع نفسه!؟ وهل هناك دور إسرائيلي في تأليب القبائل للاعتداء على الدروز وتوريط الحكم الجديد في دمشق بالتدخّل والمبادرة إلى استهداف قواته واتخاذ ذلك ذريعة لتوسيع الوجود العسكري الإسرائيلي المباشر في سوريا!؟ هل يسعى نتنياهو إلى تحويل جنوب سوريا إلى شريط محتل يشبه بشكله ودوره ووظائفه العسكرية والأمنية المنطقة التي أقامها العدو في جنوب لبنان وسلّم قيادتها إلى العميل سعد حداد وبعده انطوان لحد!؟


ومهما كانت الأجوبة على هذه الأسئلة في الشأن السوري، فلا بد لأي تطوّر أن يترك انعكاساته على الداخل اللبناني نظراً للارتباط الاستراتيجي والامتداد الجغرافي والديمغرافي بين البلدين، ويطرح بدوره أسئلة كبيرة أهمها: هل هناك مخطط أمريكي – إسرائيلي لإنشاء تكتلات مذهبية طائفية في كل من لبنان وسوريا!؟ هل الهدف من الاستهداف المنظّم للأقليّات الدينية في سوريا دفعها للهجرة إلى لبنان!؟ وما هو مصير المسيحيين السوريين الذين يتعرّضون يومياً للاعتداء المباشر وعمليات القتل والتهديد المستمر بتفجير كنائسهم وتدمير منازلهم!؟ هل يدعم هذا الأمر آمال بعض اللبنانيين الحالمين بتطبيق الفيدرالية من خلال تقسيم البلد وجمع المسيحيين في “دولة جبل لبنان” وتولّي هذا البعض رئاسة هذه “الدولة” ولو على أطلال أبناء جلدته!؟


إن الخطر على مصير لبنان ووجوده لا يتوقف فقط على نزع سلاح أو استهداف طائفة بعينها بل في محوه عن الخارطة من خلال إعادة تشكّل إقليمي جديد للمنطقة يتماهى مع مشروع نتنياهو لـ “الشرق الوسط الجديد”، وإذا نظرنا إلى حدود هذا المشروع نجد أن لبنان متمركز في القلب والمحور، والعقبة الوحيدة أمام تنفيذه تكمن في وجود سلاح أدّى في مرحلة ما إلى تغيير المعادلات الإقليمية والدولية، وهو ما يزال يملك القدرة على إحباط أي مشروع توسّعي جديد وعلى الاستمرار في حماية لبنان من المخاطر التي تتهدّده، وعلى العشوائيين في الداخل أن يتخلّوا عن تبعيتهم العمياء للإملاءات الأمريكية والعودة إلى خيار الوطن حتى لا يصبح هذا الوطن إلى محمية أمريكية – إسرائيلية ويتحوّلون هم إلى أهل ذمّة لا حق لهم فيها ولا قرار.

موقع سفير الشمال الإلكتروني






ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top