في خطوة لافتة تحمل دلالات روحية وتاريخية عميقة، قدّم رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري لقداسة البابا لاوون الرابع عشر كتاباً بعنوان “على خطى يسوع المسيح في لبنان / In The Footsteps Of Jesus, The Messiah, In Phoenicia/Lebanon”، وذلك خلال لقائهما في القصر الجمهوري في بعبدا.
هدية ليست كباقي الهدايا، بل تحمل رسالة واضحة مفادها أنّ لبنان ليس مجرد مساحة جغرافية، بل جزء حيّ من الجغرافيا المقدّسة التي مرّ فيها المسيح وترك فيها بصمة لا تُمحى.
الكتاب، من تأليف الباحث الإيطالي مارتينيانو بيليغرينو رونكاليا، يعرض دراسة موثّقة حول حضور يسوع المسيح في جنوب لبنان، ولا سيما في قانا وصور وصيدا، حيث جرت معجزاته الأولى وتجلّت محطات محورية من رسالته حيث يعتمد المؤلف على مصادر تاريخية ودينية ونقدية، إلى جانب وثائق من معهد الكتاب المقدس الفرنسيسكاني، ليؤكد أن لبنان كان ركناً أساسياً في المسار الرسولي للمسيح مع شواهد لافتة عن مرور السيد المسيح والعذراء مريم في مدن لبنانية عدة.
وتأتي هذه الهدية في سياق رمزي بالغ الدلالة، خصوصاً خلال زيارة بابوية تحمل أبعاداً روحية ووطنية.
واللافت أنّها ليست المرّة الأولى التي يهدي فيها الرئيس بري نسخة من هذا الكتاب لرأس الكنيسة الكاثوليكية، ففي لقاء سابق جمعه بالبابا بينيديكتوس السادس عشر خلال زيارته للبنان، سلّمه نسخة من الطبعة الإنكليزية، وقد خطّ عليها كلمات معبّرة:
“كما البرق يضيء الليل الحالك السواد كانت زيارتك.. مع محبتي، نبيه بري.”
فهل من رسالة اراد بري توجيهها لقداسته؟
إن إهداء هذا الكتاب إلى البابا يحمل أكثر من معنى فهو قد يكون بفعل حرص رئيس مجلس النواب نبيه بري ابن جنوب لبنان على تأكيد الدور الروحي للبنان لاسيما جنوبه كأرض عاش فيها المسيح وعمل فيها معجزاته الأولى وابراز مكانته كجزء أصيل من الجغرافيا الإنجيلية.
وقد يكون ايضاً رسالة مبطنة بأن ارض الجنوب التي سار عليها السيد المسيح وصنع فيها اولى معجزاته تستحق ان يزورها خليفة بطرس الرسول ويسير على الدرب التي سار عليها مسيحه وان يعمل جاهداً من اجل الحفاظ على لبنان لانه جزء حيّ من مسار المسيحية نفسها.
يقال ان المعنى بقلب الشاعر ورئيس مجلس النواب نبيه بري لطالما تميز بقدرته على تبطين وتغليف رسائله باسلوبه الحقوقي البارع.
The post على خطى المسيح هدية بري للبابا.. ما دلالاتها وهل من رسالة؟.. حسناء سعادة appeared first on .