2025- 12 - 01   |   بحث في الموقع  
logo على خطى المسيح هدية بري للبابا.. ما دلالاتها وهل من رسالة؟.. حسناء سعادة logo لبنان يتأرجح على وقع توقيتات الحرب.. وخيار الشعب والأمّة مقاومة!.. وسام مصطفى logo منتخب قطر لكرة السلة يهزم لبنان في تصفيات كأس العالم 2027 logo "البابا مطّلعٌ على مشاكل لبنان".. سلام: "الحزب" التزم ببنود وقف الأعمال العدائية logo بالصور: البابا لاوون يزور دير راهبات الكرمليات في حريصا logo سلام: البابا مطّلع على مشاكل لبنان.. والمصريون لم ينقلوا النداء الأخير كما يُشاع logo حصاد “″: أهم وأبرز الاحداث ليوم الأحد logo طقس اليوم الثاني لزيارة البابا
لبنان يتأرجح على وقع توقيتات الحرب.. وخيار الشعب والأمّة مقاومة!.. وسام مصطفى
2025-12-01 03:46:32

اعتاد الشعب اللبناني فيما مضى من زمن قريب أن يرهن حياته ومصيره بتوقيت زيارة يجريها موفد أمريكي إلى بيروت من هنا أو أوروبي من هناك، ليتوقّع قبلها أو بعدها أو خلالها تصعيداً في الاعتداءات الإسرائيلية ضد لبنان، ولطالما اقترن أسماء آموس هوكشتاين ومورغان أورتاغوس وتوم باراك بسيل من التوقّعات النارية المتزامنة مع حملة تهديدات يسوقها مسؤولو العدو تنذر بتجدّد الحرب على لبنان، ومؤخراً بات اللبنانيون يؤقتون زمنهم على وقع جولة سفير من هنا أو مبادرة عربية من هناك ويأملون بأن تحمل بشارة الخلاص وإخراج لبنان من النفق المظلم، ولكن سرعان ما تتلاشى الآمال وتعود القضية إلى المربع الأول بفعل الثابت الإسرائيلي اللامتغيّر حيال مقولة حصرية السلاح ونزع سلاح المقاومة.


وظنّ البعض أن الزيارة الرعوية التي يعتزم البابا لاوون الرابع القيام بها في لبنان من شأنها اختراق مسار التوقّعات الروتينية لتنتقل توقيتات الحرب إلى حين مغادرته بيروت، إلا أن “إسرائيل” أعلنت بكل وقاحة أنها لن تلتزم بوقف العدوان خلال الزيارة، وهذا الأمر يعدّ بحد ذاته إمعاناً في ضرب قيمة لبنان الوجودية واحترامه كبلد وانتهاكاً لسيادته الوطنية وتمثّله في المنظومة الدولية؛ أما في الداخل فقد رفعت جوقة التطبيع مستوى خطابها الشعبوي باتجاه تسويق “تعليمة” جديدة تنص على المطالبة بإجراء مفاوضات مباشرة مع “إسرائيل” حتى قبل إنجاز الحكومة مشروعها بنزع السلاح من جنوبي الليطاني، وهو ما رأته أوساط سياسية استعجالاً في غير محلّه ولا يحمل أي مسوّغات ضرورية.


وتتوقف الأوساط عند ثابتين وطنيين أثبتا رسوخ القرار الوطني بموازاة الضوضاء السياسية التي يثيرها مريدو التطبيع في لبنان وهما موقفا رئيس الجمهورية العماد جوزف عون وقائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل بما عرّضهما لحملة شعواء من جوقة السفارات، يضاف إليهما مناقبية قائد قطاع جنوب الليطاني العميد الركن نيكولاس تابت الذي أسقط ادّعاءات العدو كما مزاعم بعض الداخل حول إنجاز المهام المولج بها في الجنوب، فحسم خلال جولة نظّمها للإعلاميين أن “تنفيذ الخطة تجاوزت نسبة 80% من دون أي عوائق أو اعتراضات، ومعظم المنازل التي جرى استهدافها في المنطقة هي منازل مدنية خالية من السلاح” موضحاً أن “الكيان الإسرائيلي رفض قيام لجنة الميكانيزم الكشف عليها وأصرّ على استهدافها”، وأكّد أنّ “ما من جهة ومن ضمنها إسرائيل قدمت أي دليل على دخول أي سلاح الى جنوب نهر الليطاني، كما لم تُثبت هذا الأمر للجنة الميكانيزم”.


ودعت الأوساط إلى التوقف عند إعلان قـوات “الـيـونـيـفـيـل” ارتكاب قوات الاحتلال “أكثر من عشرة آلاف انتهاك جوي وبرّي خلال عام من بدء اتفاق وقف الأعمال العدائية في لبنان”، وهذا الإعلان يعدّ وثيقة أممية تؤكد مسؤولية “إسرائيل” عن استدامة حال الحرب مقابل التزام المقاومة التام بوقف الأعمال العسكرية على الرغم من استمرار العدو باعتداءاتها وتنفيذ عمليات الاغتيال لكوادر المقاومة وفي قلب المناطق السكنية كما حصل أخيراً بقصف مبنى في حارة حريك واستشهاد هيثم الطباطبائي (السيد ابو علي) ورفاقه، هذا عدا عن سقوط ما يقارب 350 شهيداً ومئات الجرحى نتيجة هذه الاعتداءات إلى جانب عمليات تجريف الأراضي الزراعية و”مسح” المنازل في القرى الجنوبية الأمامية وبناء الجدران العازلة عند الحدود وتغيير جغرافية المنطقة باتجاه تحويلها إلى شريط أمني عازل.


وتتساءل الأوساط السياسية نفسها: طالما أن المقاومة أوقفت منذ عام كامل عملياتها العسكرية ضد الاحتلال ومستمرة في اعتماد هذا القرار حتى الآن حرصاُ على الاستقرار الداخلي، وطالما أن الجيش اللبناني ملتزم بتنفيذ القرار الحكومي بحصر السلاح والكشف عن الأنفاق والمستودعات ومنصات إطلاق الصواريخ جنوبي الليطاني وتفجير الذخائر التي يعثر عليها، ولا يردّ على العدوان الإسرائيلي المتمادي ولا يقدم على أي إجراء حربي ضد جنود الاحتلال الذين يتجوّلون عند الحدود، وطالما أن العدو كما أبواقه في الداخل يزعمون أن الحرب قضت على الجزء الأكبر من قدرات المقاومة وهي في طور إعادة تأهيل نفسها وكوادرها، فمن الذي يقاوم في الجنوب!؟ وما الذي يمنع العدو من المضي في استباحة الأراضي اللبنانية!؟ وما هي حسابات العدو في ظل الواقع الراهن!؟


إن الرد على هذه الأسئلة يأخذنا إلى اليوم الأول الذي تلا الإعلان عن وقف إطلاق النار حيث تقاطرت الناس من أماكن نزوحها المنتشرة على مساحة لبنان نحو الجنوب في زحف غير مسبوق، وهي تعلم أنها لن تجد منزلاً يؤويها أو أرزاقاً ترعاها، وتعلم أن العدو قد دمّر قراها ونهب ممتلكاتها، ولكنها آلت على نفسها الرجوع إلى الأرض التي احتضنتها حتى لو على ركام، وأصرّت على البقاء في هذه الأرض حتى لو تحت خيمة أو بيت بلاستيكي، وانتظرت موسم قطاف الزيتون بما تبقى من أشجار نجت من نيران العدو الحارقة، ويتابع أبناؤها اليوم دروسهم التعليمية حتى لو تحت شجرة، ويقفون جنباً إلى جنب مع جنود الجيش اللبناني المنتشرين في القرى الأمامية حصن حماية متبادل في مواجهة عدوان إسرائيلي يومي.. إنها العودة نفسها لشعب الجنوب التي تكلّلت بالتحرير في أيار العام 2000 وبالنصر في العام 2006، ولكنها اليوم مكلّلة بالصبر والصمود والتمسّك بالأرض.


إن المقاومة خيار مفروض على الأمّة.. مقاومة الشعب التي تأبى الخضوع والاستسلام وترفض الذلّ والهوان، والتي لا يقهرها معتدٍ أو غازٍ مهما تعاظمت التحدّيات والتهديدات؛ وشعب لبنان ليس استثناءً في تاريخ الشعوب الثائرة ضد الظلم والاحتلال والمطالبة بالسيادة والاستقلال، وقد أثبت هذا التاريخ أن قوة الدولة تنبثق من قوة شعبها الذي يقف خلفها وإلى جانب جيشها في مواجهة المحتلّين، فكيف بهذا الشعب الذي صمد طوال سنيّ القهر في ظل الاحتلال حتى ذاق طعم الانتصار، وهو اليوم يقف خلف مقاومته وجيشه ليعيد واقعة التحرير من جديد غير عابئ بتهديدات أو توقيتات حرب قادمة، وعلى من لا يؤمن بهذه الحتمية التاريخية أن يتّعظ من تجارب الشعوب وثوراتها ويعيد تصحيح بوصلته السياسية ويتّخذ الموقف الصحيح في تبنّي خيار المقاومة لأنها السبيل الأقوى لاستقلال لبنان وسيادته.


 


 


 


The post لبنان يتأرجح على وقع توقيتات الحرب.. وخيار الشعب والأمّة مقاومة!.. وسام مصطفى appeared first on .




موقع سفير الشمال الإلكتروني



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBAANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top