لم يكن المشهد مجرّد حفلة عابرة، ما ظهر في مقاطع الفيديو كان اختراقًا صريحًا لأحد أكثر المواقع الطبيعية حساسية في لبنان المكان الذي يُمنع فيه الزوّار من لمس الصخور، ويُحظر عليهم حتى التقاط صورة واحدة حفاظًا على التكوينات الدقيقة، شهد إدخال أجهزة صوت وإضاءة وديكورات وحركة كثيفة لإقامة حفل زفاف.
ما أثار غضباً واسعاً، لأن ما حصل لم يكن مجرد مخالفة، بل ضربة مباشرة لمبدأ حماية المعالم الطبيعية من الأساس.
في التفاصيل، تبيّن أنّ بلدية جعيتا طرحت فكرة إقامة الحفل بشكل شفهي فقط، من دون تقديم طلب خطي كما يفرض العقد الموقّع بينها وبين وزارة السياحة. أما الوزارة، فلم تُصدر أي موافقة رسمية لإقامة النشاط، بل سارعت إلى توجيه إنذار خطّي للبلدية بوجوب الالتزام بالضوابط التعاقدية والإدارية، والتقيد بالتعميم الصادر عن رئاسة مجلس الوزراء الذي يمنع استخدام المواقع الطبيعية والسياحية ذات الرمزية الوطنية من دون ترخيص مسبق.
وبالتوازي، تقرر إقفال المغارة مؤقتاً وتشكيل لجنة خبراء تضم ممثلين عن النادي اللبناني للتنقيب عن المغاور للكشف على الموقع والتحقق من عدم حصول أي ضرر..
أما عن المخاطر المحتملة، فيوضح الخبير في الجيولوجيا البيئية الدكتور عماد منذر لـ”” أنّ المغاور ليست فضاءات قابلة للاستخدام البشري كيفما كان، بل بيئات مغلقة ذات توازن دقيق بين الحرارة، الرطوبة، ونسبة ثاني أوكسيد الكربون.
ويقول منذر: “الهوابط والصواعد في المغارات تتشكّل عبر آلاف السنين أي زيادة في الحرارة نتيجة وجود عدد كبير من الأشخاص، أو رفع منسوب الرطوبة بسبب التنفّس والتجمّع، أو حتى الاهتزازات الناتجة عن الموسيقى ومكبرات الصوت، يمكن أن تغيّر البنية البلورية للصخور وتوقف نموّها نهائياً. الضرر هنا ليس سطحياً أو قابلًا للصيانة بل دائم”.
ويختم: إنّ مجرد اللمس قد يتسبب بترسّبات دهنية تعيق عملية التكوين الطبيعي، وإن عودة الظروف الداخلية للمغارة إلى توازنها الأصلي قد يحتاج الى أشهر أو سنوات في حال تعرضت لاضطراب ملموس.
النائب عبد المسيح: رحلت عرابتي المميزة الحنونة والمعطاءة
هاني: نعمل على تطوير الخارطة الزراعية الوطنية
The post جعيتا تحت القفل والتحقيق.. كيف دخل العرس إلى موقع يُمنع فيه الوميض؟.. صبحية دريعي appeared first on .