2025- 10 - 28   |   بحث في الموقع  
logo تنسيق لبناني - استرالي logo بالصور: 11 مليون حبّة كبتاغون.. من لبنان إلى سوريا logo عقيص: الجواب عند الدولة logo إلى أصحاب الأموال المحوّلة.. تنبيه! logo زيارة "حاسمة" لبراك إلى بيروت logo خلال زيارتها للمسؤولين في لبنان.. هذا ما طلبته أورتاغوس! logo لقاء برّي وأورتاغوس: بحث في خيارات التفاوض مع إسرائيل logo اللجنة الإعلامية لزيارة البابا: موقع لتسجيل اعتماد الإعلاميين
مراهقة الإذاعة والشعر الأبيض هيام حموي تعود مع دفاترها!...(جهاد أيوب)
2025-10-28 10:00:53

لا يشبع القلم ولا يرتوي من ذكرها كما هي لا تشبع أو ترتوي من الإذاعة، والإذاعة عشقها وقلقها وشغفها وملابسها وملعبها والعالم الذي تخبئ فيه العابها...إنها المذيعة الذهبية هيام حموي كبيرة المقام والتجربة حتى غدت حارسة الإذاعة الوحيدة في الزمن العربي "المكركب" والذائب أمام خجل التواصل الاجتماعي، والزمن العربي اليوم هو الغريب!
هي اليوم ناطورة العمر، تحمل مفاتيح كل الإذاعات التي عاشرت مذياعها وجدرانها من دمشق إلى "مونت كارلو" و"الشرق" وخميرة العمل في "شام إف إم" الدمشقية على مستوى هطول المطر في كل الفصول لينتعش القطر السوري...
نعم صوت هيام حموي كان ولا يزال ذاك المطر الدائم، وإن أراد هذا الغزير الراحة يتصالح مع شمس صوت هيام ليكتسب أكسيد الحياة، ويعود نشيداً ونشيطاً.. حتى الشتاء يشتاقها، والربيع يغمر الحقول من طيف صوتها، والخريف يتصالح مع نبراتها، والصيف يدرك سحر الابتسامة من خبايا حنجرتها لترتسم لوحة ذهبية قالو إنها:" ذاكرتنا"!
بعد أوجاع سوريا المتلاحقة، بدأت مواسم الهجرة، ونالت إذاعة " شام إف إم Tv" حصتها لتستقر في بيروت مع تغيير كلي لطريقة تحلق الصوت والصورة، ولكن الثابت صوت هيام...وهيام حموي تعود اليوم إلى تنظيف مسامعنا من خلال برنامجها الجديد " دفاتر هيام" عبر نصف ساعة محملة بذكريات وحكايات من صفحاتها وفيها بعض من جهودها على مر السنوات، نصف ساعة الحاضر يعانق الماضي لتدخلنا الحلم، وحلمها يعانق المستقبل لربما مساحة وجودية أفضل!
"دفاتر هيام" يومياً من الأحد إلى الخميس حيث يتم الاستلام والتسليم بين الصباح والمساء في الساعة 12 ظهراً!
تابعت جميع الحلقات التي تنبش الذاكرة بذكاء وشطارة، وتقدم تاريخنا الفني والثقافي بمهارة ورشاقة دون فرض، بل من خلال إيصال المعلومة والأسماء الكبيرة التي تركت بصمة في تاريخنا مع أغنية تنسجم مع المطروح المترجم بتعليق غاية بالبساطة والأهمية، لأكتشف أن هيام تعيش اليوم مرحلة المراهقة الإذاعية وشعرها أصبح بلون الثلج، شعرها الأبيض ترجم طفولتها، ومن تحته خميرة التعب والصبر والغدر والطعنات والنجاحات وكل التميز والتفوق والجديد!
هيام هنا حارسة الإذاعة بجدارة، تحافظ على الكلمة وأصول نطقها، وترويها من حنجرتها السحرية التي تطرب كل إذن تسمعها، حنجرة هيام هي التاريخ والفرح والحزن والتألق والوطن، ومن المستحيل أن لا تجد سوريا في حنجرة هيام حموي، حنجرتها عبرت وحفرت!
حينما بدأت بمتابعة البرنامج، وقفت للحظة عند صوت هيام، هو اليوم مجبول بالحزن، فيه بحة دامعة فصاحبته من مواليد حلب، وهناك انطلقت الرصاصة الأولى، وأهلها من دمشق، ودمشق سُرق منها عطر الياسمين، وإسمها حموي، والإسم هوية سورية بإمتياز...كل هذا حملته هيام إلى غربتها الباريسية، وأخذت تطل عبر نافذة غرفتها لربما تتصالح مع طير قد زار دمشق، أو تتنشق نسمة حلبية حملها الهواء إليها، أو ورقة خريفية وصلت عبر عاصفة الحنان إلى غربتها لتخبرها عن ذاك المشوار السوري، أو تجد ظل ذاك الحالم ليعود شريكاً لسنوات خلت! 
نعم...في صوت هيام حموي جرح الوطن السوري، وعبق الحلم والماضي، وخوف اللحظة واليوم، وقلق جراح المواسم المقبلة ترجم ببحة دامعة!
نعم... في صوت هيام اليوم بريق العمر، وأوجاع المرض، وسماء يشتاق إلى ابتساماتها وضحكاتها وأفراحها!
نعم...في صوت هيام ذهب الصمت حيث أبلغ الكلام، وكمشة نظر تترقب الترقب في نبرات حنجرة جبلت من تراب سوريا!
نعم...في برنامج هيام حموي الجديد "دفاتر هيام" لحظات تبحث عن راحة، وعن سكينة، وعن إشراقة جديدة ومختلفة لأمل مخالف لفكرة مشغولة بالسواد ومن حولها بصمات إبداعية مطرزة من أصوات ونغمات وكلمات إن عدنا إليها نرجع وهج الشمس التي تشرق في كل المواسم!
دفاتر هيام حموي في هذا العمر، وفي هذه المرحلة تعيد ما سرق منا، ومواجهة حتى لا نضيع بزحمة الأحداث المتعبة، وحتى لا نتوه بأزمات العمر، والعمر هو الوطن، والوطن هو سوريا!




ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBAANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top