اثارت حادثة سرقة “مجوهرات لا تقدر بثمن” من متحف اللوفر في باريس عاصفة من التساؤلات حول أمن أهم صرح ثقافي في العالم، وحول كيفية تمكن أشخاص من اختراق أنظمة الحماية المتطورة لمتحف يضم بين جدرانه كنوزاً ليست مالية فقط بل تراثية وفنية،
فاللوفر، الذي لطالما شكّل مرآة الحضارات ومقصد ملايين الزوار سنوياً، يبدو اليوم في مواجهة أزمة ثقة حقيقية اذ ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها لسرقة قطع نادرة، إذ شهد في العقود الماضية حوادث مشابهة كشفت هشاشة في منظومة الحماية، رغم الطابع الأسطوري الذي يحيط به.
هل هي جريمة منظمة نفذتها شبكات دولية لتجارة الآثار؟ أم تواطؤ داخلي من موظفين أو خبراء مطّلعين على الثغرات الأمنية؟ أم أن المسألة أعمق، ترتبط بخلل في سياسات الحفظ والتوثيق داخل المتاحف الكبرى التي تكدّس آلاف القطع من دون رقابة صارمة؟
مهما تكن الإجابات، فإن هذه الحادثة تدق ناقوس الخطر حول قدرة المتاحف العالمية على حماية ما تكتنزه من تحف وقطع فنية نادرة من الصعوبة بمكان بيعها او التصرف بها.
يقول الخبير في القطع الفنية مروان نخول ل: “إن ما حصل خلال السرقة يدعو للدهشة ويطرح الكثير من علامات الاستفهام لجهة الامن ولجهة العثور على التاج المسروق في محيط المتحف، فهل وقع من اللصوص خلال هروبهم ولماذا استغنوا عن قطعة لا تقدر بثمن وكيف لم يلاحظ احد وجود رافعة تقوم بكسر نافذة ولماذا لم تعمل صفارات الانذار؟.
ويلفت نخول الى ان هكذا مسروقات تقف وراءها عصابات منظمة اذ من الصعب على لصوص عاديين تصريفها او بيعها في السوق السوداء ولا يمكن التصرف بها الا عبر تقطيعها من اجل بيع أجزاء منفردة منها لاخفاء هويتها الحقيقية وهذا الامر يقوم بها اخصائيون متمرسون وبالتالي لا يمكن ان يكون الامر سرقة عادية.
ويرى انه من الممكن استرجاع المسروقات والقاء القبض على السارقين اذا تركوا ثغرة ما وراءهم، فالذكاء الاصطناعي بات اليوم اداة رئيسية في ملاحقة اللصوص واعادة المسروقات، لافتاً الى سلسلة مسروقات اثرية تمت استعادتها كمثل “رأس الرسول بولس” اذ عثر عليه في قبو منزل في فرنسا على اثر تحقيق مشترك بين الشرطتين الفرنسية والايطالية، وكذلك تمت استعادة لوحة “الموناليزا” التي سرقت من متحف اللوفر نفسه ولوحة “الصرخة” تمت استعادتها بعد ان سرقت من متحف اوسلو عبر عملية سرية للشرطة النرويجية.
ويختم نخول بالاشارة الى ان اساليب اللصوص تطورت ايضاً مع تطور التكنولوجيا ما يدفع الى اعادة النظر في معنى الامان الثقافي لان سرقة قطعة فنية او اثرية، بعيداً عن الخسارة المادية، فهي سرقة للتراث الثقافي الإنساني ولجزء من ذاكرة البشر.
إسرائيل تبتزّ لبنان!.. غسان ريفي
حصاد “″: أهم وأبرز الاحداث ليوم الأحد
في طرابلس.. هذا ما ضبطته مديرية الجمارك
The post ليست المرة الأولى…تساؤلات تتجدد حول سرقة متحف اللوفر!.. حسناء سعادة appeared first on .
اشترك و أضف بريك لتلقي الأخبار
طباعة المقال
ارسل إلى صديق
اضافة إلى المفضلة
حفظ الموضوع