المسألة ليست مسألة صورة تُوضع أو مشهدٍ عابر، إنما نحن أمام هجمة غير مسبوقة، والكارثة أنّها كانت نتيجة ذلك "الألف" الذي أقررناه يوم سكتنا عن قرار غير قانوني استهدف الطيران الإيراني. ومن يومها انطلقت السلسلة: ألف، باء، تاء… وإن لم نقف اليوم وقفة حاسمة فسنجد أنفسنا نقول "الياء"، أي النهاية والانكسار.
هذه السياسة المذلّة غير مقبولة، لأنها تتعامل مع بيئة المقاومة كأنها منهزمة ومكسورة، فل يُدفع الشعب ليواجه مصيره أمام سلام وأمثاله.
هذا ما يروّج له بعض المنظّرين زوراً عن قيادة المقاومة.
لكن الحقيقة أن الواقع أكبر بكثير من لبنان وحدوده؛ المشروع الذي يُحاك للمنطقة أوسع وأخطر. وأي دعسة ناقصة ستُمنح العدو "باساً" جديداً. غير أن قيادة المقاومة تدرك ببصيرة ومعرفة متى يحين الوقت المناسب لإعادة رسم المعادلة الداخلية، وهي لن تمنح العدو فرصةً مجانية.
أما هذه الحكومة المؤقتة، فكل يوم يمرّ يزيد من فشلها وعجزها عن تنفيذ ما كُلّفت به. سلام الذي تعهّد بالمهمة مقابل رئاسة المحكمة الدولية يعيش اليوم مأزق نفاد الوقت، وكل محاولاته اليائسة لا تعني سوى سقوط مدوٍّ.
إنه عهر سياسي موصوف، ونهاية رجلٍ راهن عليه نتنياهو وخيّب ظنون الأمريكان. وسيكتب التاريخ: هنا انهارت رهاناتهم، وهنا انتصر صمودنا.