بدأت بعض ملامح الإنتخابات البلديّة والإختياريّة في الضنّية تتضح على نحو كبير، بالتزامن مع إقفال باب الإنسحاب من الترشّح للإنتخابات منتصف ليل يوم الإثنين ـ الثلاثاء الماضي، والإعلان رسمياً عن تشكيل لوائح ستتنافس يوم الأحد المقبل في عدد من البلدات والقرى، مع ترقب إعلان اللوائح الأخرى المتنافسة في الأيّام المقبلة قبل موعد فتح صناديق الإقتراع.
وإذا كانت إنتخابات هذا العام مشابهة في بعض النقاط لآخر إنتخابات بلدية واختيارية جرت في العام 2016، فإنّ هناك بعض النقاط المختلفة عنها، شكلاً ومضموناً، ما سيرسم مشهداً بلدياً جديداً في المنطقة سيرافقها طيلة السّنوات الستّ المقبلة، بانتظار الإستحقاق المحلي المقبل بعد ستّ سنوات.
في الشكل بقيت البلديات الأربع الكبرى في الضنّية تستقطب الأنظار، وسط ترقّب واسع لنتائجها، نظراً للتنافس الكبير الذي تشهده عادة، وهي بلديات: بخعون، سير، السّفيرة وكفرحبو.
في بخعون، كبرى بلديات المنطقة يدور تنافسٌ بين لائحتين إحداهما مدعومة من النائب جهاد الصمد الذي حافظت اللوائح المدعومة منه على الفوز بالمجلس البلدي للبلدي كاملاً في الدورات الأربع السّابقة منذ العام 1998، وكذلك اللوائح الإختيارية، وأخرى مدعومة من النائب عبد العزيز الصمد والنائب السابق قاسم عبد العزيز، وسط تنافس يختلط فيه السّياسي بالعائلي، وتحت ظلال عُرف يحكم الإنتخابات البلدية في بخعون منذ العام 1963، الذي اعتبره رئيس بلدية بخعون السّابق زياد جمال بأنّه “عُرف يشبه إتفاق الطائف”، مع تسجيل إعتراض وملاحظات أبداها البعض على العُرف.
وفي سير، يدور تنافس بيت لائحتين الأولى مدعومة من النائب السابق أحمد فتفت ونجله النائب السابق سامي فتفت، وأخرى من العائلات. وفي حين لم تتضح ملامح الإنتخابات في سير بعد، فإنّ هناك ترقب إذا ما كان النائبان فتفت سيستطيعان إعادة البلدية إلى حضنهما السياسي بعد خسارتهما لها في انتخابات عامي 2010 و2016، خصوصاً بعد عزوف منافسهما الرئيسي رئيس البلدية السابق أحمد علم عن الترشّح للإنتخابات.
أمّا السفيرة، فيدور التنافس فيها بين لائحتين الأولى مدعومة من النائب السّابق أسعد هرموش، والثانية مدعومة من نسيبه بلال هرموش، وسط إصطفاف عائلي واضح خلف اللائحتين.
أمّا في المضمون، فقد كان لافتاً الإعلان أمس عن فوز 13 بلدية بالتزكية في قضاء المنية ـ الضنية، منها 12 بلدية في الضنّية وواحدة في المنية، وهو أمر يحصل للمرّة الأولى، إذ لم يُسجل في أيّ إنتخابات بلدية سابقة فوز بالتزكية إلا لعدد محدود من البلديات لم يتجاوز أصابع اليد الواحدة، ما يشير إلى حجم الجهود التي بُذلت في قرى وبلدات الضنية لتجنّب خوض الإنتخابات، والتوافق على أعراف منها قديمة ومنها مستحدثة حول المجالس البلدية أثمرت التزكيات التي تمّ التوصّل إليها.
وكذلك، سُجل عزوفاً كبيراً لرؤساء البلديات الحاليين في الضنية عن الترشّح للإنتخابات المقبلة، لأسباب مختلفة، منها الأزمات المالية التي عانت منها البلديات في السّنوات الأخيرة، بينما لوحظ إندفاعة شبابية للترشّح وخوض غمار الإستحقاق المحلي لأول مرّة.