2025- 08 - 01   |   بحث في الموقع  
logo بمناسبة عيد الجيش.. حردان أبرق إلى هيكل مهنئاً logo تجمع علماء موقع: المطلوب ان يتكاتف اللبنانيون مع بعضهم logo في هذه المنطقة.. الجيش يضبط كمية من حشيشة الكيف! logo جنبلاط استقبل وفداً من الجماعة الإسلامية logo بوتين يمنح السفير اللبناني في موسكو “وسام الصداقة” logo جهاد أيوب لوكالة مهر:أميركا لم تترك لنا غير خيار المواجهة logo بسبب مخالفات صحيّة خطيرة.. إقفال مطعم شاورما logo خلال عملية دهم… تعرّض دوريّة لـ”الريجي” لإطلاق نار
الشرق الأوسط على فوهة بركان.. بين التسويات المستحيلة والانفجارات المتوقعة!.. بقلم: العميد منذر الأيوبي
2025-07-31 07:56:34

الشرق الأوسط على فوهة بركان.. بين التسويات المستحيلة والانفجارات المتوقعة..!


بقلم: العميد منذر الأيوبي


لم يَعُد الشرق الأوسط مجرّد مسرح الصراعات الكلاسيكية، بل تحوّل حقلآ حيآ لتسديد حسابات المحاور تناوبآ بالنار مباشرةً او بالوكالة، كما بالديبلوماسية المعتمدَِة تشبيهآ خالٍ من لياقة (العصا والجزرة)، هدف تحقيق المصالح الاستراتيجية ولو على حساب البنية الجغرافية والسياسية للكيانات مع إسقاط مفهوم السيادة سواءً بالضمِ او القضم.


توازيآ، سُجِل زوال او خفوت الخطاب القومي خلفية تراجع الدور العربي التقليدي، ترافق مع تخلٍ عن شعارات لم تُغنِ ولم تُسمِن أنتجت مَرَّ عقود يأسآ او سأم، لتطفو معادلات جديدة أفرزتها فوضى الربيع العربي وترمُد حَطب الوعي الشعبي مقابل حوافز الدور او حفظ البقاء كما النفوذ الاقتصادي والتكنولوجي هدف تسويات صنف “سلام إبراهيمي” بالرِضى المعيوب، فيما تتعاظم مؤشرات الانفجار مجددآ مع صعوبة احتواء رواسب فوضى التشظي.


تاليآ؛ لبنان في حال استقرار سطحي على خط الزلازل الإقليمي فيما الصَدع الجنوبي عميق الغور ويتعمق، وإذ بدا المشهد في ظاهره ذاهب نحو انفراج سياسي نسبي بعد انتخاب رئيسٍ للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة ما أوحَى بتجاوز حال الشغور والانقسام. إلا ان هذه الخطوات تبقى ضرورات ادارية، أمنية ومالية على رمزيتها، لا تُعَبِر عن مسار حلّ سياسي مُستدام، بل تُقرأ بوصفها مسكنات تُضَخ بالمفرق كما هي جزءٌ من مقاربة خارجية هادفة تجميد الانهيار لا معالجته.


الواقع أن هذا “الاستقرار” ليس قرارا وطنيآ بحت وليس بفعل تسوية داخلية حقيقية؛ بل نتيجة رغبة أميركية رئاسية مرحلية، زائد تلاقي مصالح إقليمية ودولية. فالمعسكرات الطائفية والحزبية لا تزال متخندقة كُلآ في حَفيرِه، كما أن النظام السياسي نفسه بعلله البنيوية مُستمرٌ في نهج إعادة تخليق العَفَن مع جمود وشلل. ولعلّ الأهم هو أن الحكومة السلامية بتركيبتها الحالية لا تملك قدرة او تفويض إتخاذ قرارات سيادية في ملفات أساسية دون إرادة تَحسُم ودعم خارجي يَسنُد، كتطبيق القرار 1701، وإعادة بناء مؤسسات الدولة، أو حتى إصلاح المنظومة الاقتصادية والمالية رغم بعض إنجازات خجولة. ثم ان ضعف الأجهزة الرقابية والقضائية مع تلاشي سمو وانحسار نزاهة سبب حال إنكفاء غير مبرر عن مكافحة الفساد السياسي والاقتصادي، ما سيجعل أية اصلاحات بنيوية أساسية لهيكل النظام كذلك محاولة السير بتعديلات دستورية تطويرية فتيلًا لأزمة كبرى..!

ثم ان تطبيق آليات القرار الاممي 1701 Plus منذ إقراره في 2024 Nov 27 وإن أتى نتاج الضرورة سندآ لتوافق غير مباشر في حينه بين طرفي التأثير تحديدًا الولايات المتحدة وإيران، إلا ان احتفاظ العدو الاسرائيلي بحرية الخردقة وعدم الإلتزام أزمة تطول.


من زاوية التحليل الجيوسياسي، خرج لبنان من دائرة الربط الإيراني إلى حد ما، ليتحول مع سوريا “مساحة استراتيجية عازلة”؛ لكنه مكبل في آن بالوضع السوري محاولآ درء عواصفه بإجتماعات امنية لبنانية-سورية مانعة انزلاق بضمانة المملكة، في حمأة تموضعات ومتغيرات إقليمية ترى فيها بعض الطبقة السياسية عن غباء او لا مبالاة فرصة للمقايضة وفق مصالحها لا خطرآ وجوديآ.


ماذا عن المساعي الاميركية والدولية لحث الدولة ومجلس الوزراء مجتمعآ إقرار خارطة تنفيذ حصرية السلاح بمراحل زمنية محددة ..؟ لا يزال حزب الله يتحرّك وفق معادلة دقيقة ضَمَنَها شروط النقاش (الإنسحاب، وقف الخروقات وإعادة الإعمار) حول السلاح والاستراتيجية الدفاعية او الوطنية. لتأتي تصريحات المبعوث الاميركي توم براك التحذيرية فور مغادرته بيروت إلى باريس رافعة حجم الضغوطات ولتعمم قلقآ من رد الفعل الإسرائيلي القائم على القوة التدميرية العمياء، ليسقط الرهان تاليآ على نجاح مساعيه طالما دوره ساعي البريد لا المُفاوِض المُفَوَض..! ‏


توازيآ، سيخضع مجلس الوزراء لإمتحان الثلاثاء القادم حيث ستكون ترويسة جدول الأعمال قرار حصرية السلاح. فيما كشفت مصادر سياسية عن أن “رسائل دولية وصلت إلى لبنان تفيد أنه مقبلٌ على تصعيد اواخر شهر آب ما لم تتجه السلطة اللبنانية مجتمعة الى اتخاذ اجراءات تواكب الاجندة الدولية” يضاف اليها أجواء سلبية ترددت على إسماع الرئيس سلام خلال زيارته باريس الأسبوع الفائت.


يبقى ان الجنوب وحزب الله ليس مسألة لبنانية فقط، بل قضية مُدرجة ضمن مفاوضات دولية ثنائية او مشتركة هدفها نزع السلاح وضمان امن اسرائيل، ترسيم الحدود اللبنانية البرية بالاتجاهات الثلاث، ومستقبل قوات الطوارئ الدولية UNIFIL الذاهب نحو “تجديد ولاية مع تخفيض عديد وحصر نفقات”، ما يجعل “التهدئة” مؤقتة. إذ لا يمكن تسوية أي نزاع على معادلة كسر إرادة طرف وفرض أجندة دولية متجاهلةً الديناميات الداخلية. اما الحديث عن “التسوية الشاملة” فأداة تعطيل حتى الآن أكثر منه مسعى للحل، التسويات المطروحة بعيدة عن منطق العدالة السياسية، هي محاولة فرض توازنات جديدة. من هنا فإن ما يسمى بـ”السلام” في صيغته الاميركية-الاسرائيلية متجاهلآ حل الدولتين سيكرّس حال جمود قابل للانفجار.


من جهة اخرى؛ يبدو اصرار رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو على إبقاء الصراع المُتعدد الجبهات مفتوحآ دون هدف استراتيجي في خانة تأجيل المحاسبة السياسية والجزائية.. ربما يدفع هذا التمادي اركان الإدارة الاميركية إلى إجراء مراجعة شاملة لوظيفة إسرائيل على الخارطة الاستراتيجية الأميركية انطلاقآ من السؤال التالي: هل ما زالت توفر عنصر استقرار وإتزان لحماية مصالح واشنطن..؟ أم تحولت بفضل بنيامين نتنياهو عبئآ متفجرآ يصعب ضبطه، سيما في ظل تنامي التعاطف العالمي مع القضية الفلسطينية وتراجع صورة إسرائيل لدى الرأي العام الغربي..؟


الشرق الأوسط ليس فقط على فوهة بركان… بل ان البركان في حال ثوران ولو على نحو متقطع. حقل اختبار مفتوحً أمام نظريات الصراع… لا ساحة سلام. المهدئات الجزئية والحكومات التوافقية ومشاريع التسوية “المتذاكية” لا تمثّل حلولآ بل مجرّد “صمامات إخماد” ما لم يتغير النهج العميق للسياسات المفروضة ويُرفع الغطاء الدولي عن صفقات المصالح، وتُمنَح الشعوب فرصة تقرير مصيرها دون وصاية…


ـ الكاتب: العميد منذر الأيوبي

ـ عميد متقاعد مختص في الشؤون الأمنية والاستراتيجية

موقع سفير الشمال الإلكتروني




ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top