حصد الفيلم السوري القصير "دوما تحت الأرض" لتيم السيوفي، جائزة "القمر الذهبي" للأفلام الوثائقية، الصادرة عن مهرجان "القمر السابع" الفرنسي... وجرى تصوير العمل خلال العام 2018، في مدينة دوما، قبل أن يهجّر النظام السوري أهلها باتجاه الشمال السوري، في العام نفسه... مَشاهد العمل "لم تكن بحاجة إلى المؤثرات والإبهار البصري"، فما يظهر في الفيلم نتيجة حقيقية للقصف الذي تعرضت له مدينة دوما الخارجة عن سيطرة النظام البعثي الأسدي منذ العام 2013، قبل أن يعيد السيطرة عليها بنهج الأرض المحروقة العام 2018...
"من يكتب حكايته يرث أرض الكلام ويملك المعنى تماماً"، بهذه الكلمات يقدّم تيم السيوفي فيلمه الوثائقي، ويقول "مع تساقط القنابل والبراميل على مدينة دوما، في الغوطة الشرقية، لجأ المدنيون إلى الأقبية والطوابق السفلية في أبنيتهم، كنت واحداً منهم، مسكت بالكاميرا، وحاولت تصوير ما لا أستطيع التعبير عنه بالكلمات"... ويعرض الفيلم في مشاهده الأخيرة صورة الطفل عمران الذي قُتل مع أفراد أسرته جراء القصف الذي يتعامل معه النظام السوري كأداة ووسيلة للنصر، لا باعتباره جريمة تصفية وإبادة بحق السوريين، بحسب السيوفي.
أهدى تيم السيوفي الفيلم لكل السوريين الذين قضوا في سجون النظام تحت التعذيب، وللمعتقلين ومن مات تحت القصف. حصد الفيلم جائزة "الفيلم القصير" في مهرجان "البحر المتوسط من خلال الصور" في مرسيليا، وجائزة "أفضل فيلم وثائقي قصير"، وجائزة "منظمة العفو الدولية" في الدورة الـ17 لمهرجان "أندي ليزبوا" البرتغالي. كما نال الفيلم استحسان اللجان المشرفة في أكثر من مهرجان ومسابقة سينمائية، من أبرزها مهرجان "كويناكواتو" الدولي في المكسيك، حيث أشارت لجنة التحكيم إلى الفيلم باعتباره صُنع "من أجل لحظة عابرة وذاتية لواقع يتطلب منا التوقف عنده". وفي الدورة الـ24 لمهرجان "روكارد" الكندي، نال "دوما تحت الأرض" تنويهًا من لجنة تحكيم المسابقة الرسمية...
ولد تيم السيوفي في دوما، بريف دمشق العام 1994، بدأ دراسة هندسة الصوت والموسيقى العام 2009 ولم يتّمها بسـبب الحصار الذي فُرض على المدينة والغوطة الشـرقية، وعمل كمدير ومهندس صوت لاستديو "رسل" في مدينة دوما العام 2014. بعد بدئه العمل الصحافي كمصور ميداني العام 2013، عمل كمدير تصوير في عدد من الأفلام الوثائقية الطويلة والقصيرة كان آخرها الفيلم الوثائقي الطويل "لسه عم تسجل" (2018)، ولديه كتاب بعنوان "سلامات من إدلب" يضم ما يقارب 120 صورة التقط قسماً منها في الغوطة والقسم الآخر في إدلب. ويحكي عن قصص الناس وكيف كانوا يعيشون في الغوطة، وكيف يعيشون حالياً في إدلب بعيداً من القصف أو الأخبار الساخنة التي تنتقل يومياً.