2025- 05 - 30   |   بحث في الموقع  
logo في بيروت.. “ثورة” ضدّ “التوك توك” (فيديو) logo شو الوضع؟ ترقُّب لمصير السجال بين سلام و"الثنائي"... ولقاء "ممتاز" بين عون وبري! logo يسلبون المارة بقوة السلاح على طريق المطار.. هل من وقع ضحيّتهم؟ logo الراعي استقبل بطريرك السريان الأرثوذكس وزوار ومكتب راعوية المرأة logo سلام : حرص تام على صون الحريات العامة والخاصة logo حاصباني زار عودة: نؤكّد على أهمية العلاقة الإيجابية بين كل مكونات الوطن logo روسيا لمجلس الأمن: وقف إطلاق النار ليس كافيًا لإنهاء الحرب logo مفرزة زحلة القضائية توقف مبتزاً وآخر مطلوب للقضاء
لبنان في قلب الصراع على موارد الطاقة في منطقة الشرق الأوسط… بقلم: د. زكية رشيدي
2025-05-29 06:55:54

تحتوي منطقة الشرق الأوسط كميات كبيرة من النفط والغاز تجعلها محط أنظار القوى الدولية الساعية دومًا لاحكام سيطرتها على مختلف الثروات وموارد الطاقة في العالم. وبعد دراسات ومسوحات جيوفزيائية وغازية أجرتها هيئة المسح الجيولوجي الأميركي USGS، وMarine Energy Resources Assessment in the Mediterranean المعنية بتقييم موارد الطاقة البحرية في البحر الأبيض المتوسط لمعرفة كميات النفط والغاز الطبيعي الموجودة فيه تبين وجود كميات ضخمة من الغاز الطبيعي والنفط في هذه المنطقة، وهذا ما أشارت اليه أيضًا تقارير شركة “اكسون موبيل” و”شيفرون”.


كما أجرى “المركز المصري للدراسات الاقتصادية” دراسات عدة بيّنت أن المياه الإقليمية اللبنانية تحتوي على 95 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي” وفي هذه الدراسة فإن عملية المسح طالت 10% فقط من المياه الإقليمية اللبنانية وهذا مؤشر على أن لبنان يمتلك ثروة نفطية وغاز طبيعي من شأنه أن تنقله لمصافي الدول النفطية.


أمام هذا الواقع الجديد وبعد ترسيم الحدود البحرية بين لبنان والعدو الاسرائيلي في العام 2022 والتي جرت وفق مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين حُددت الحقول الموجودة في المياه الإقليمية اللبنانية. لم يبدأ استخراج الغاز الطبيعي من لبنان، بل على العكس توقف التنقيب عنه من قبل شركة “توتال” الفرنسية، وايني” الإيطالية”، والقطرية للطاقة بالرغم من أن العدو الإسرائيلي بدأ باستخراج الغاز الطبيعي من “حقل كاريش” الذي كان متنازعًا عليه مع لبنان والذي يبعد أمتارًا قليلة فقط عن حقل “قانا”، أما عُذر التوقف عن التنقيب في نيسان 2024 الذي قدمته توتال أنها لم تجد كميات كافية من الغاز الطبيعي للمباشرة في عملية التنقيب.


هذه السردية التي قامت “توتال الفرنسية” بترويجها تضعها أمام الكثير من علامات الاستفهام، حيث كتب الأميركي “سايمون هندرسون” في Washington institute for near east policy” مقالًا بعنوان “حقل الغاز الاسرائيلي قرب لبنان بدأ بالإنتاج” باشارة منه الى حقل كاريش وذلك بواسطة الشركة اليونانية “انرجين باور” المجهزة لاستخراج وإنتاج الغاز الطبيعي المسال لتصنيعه وتخزينه، رغم أن العدو يستخرج حاجاته من الغاز الطبيعي من حقلي “ليفياتان” و”تمارا” اللذين كانا يؤمنان له الاكتفاء الذاتي، إلا أنه مع بداية تجديد العدوان والحرب في 7 أكتوبر من العام 2023 على غزة وفلسطين، حيث أضحى العدو بحاجة للمزيد من هذه المادة، مما حثّه على الإسراع والطلب من “انرجين باور” لاستخراج كميات أكبر من الغاز الطبيعي من حقل “كاريش”.


أمام هذا الواقع، تتعرض سردية “توتال” لاختبار مهني يلتبسه الغموض ويفقده شفافيته، التي امتنعت حتى اليوم من إعطاء تقرير مفصل للدولة اللبنانية لتوقفها عن التنقيب في حقل “قانا” وهذا ما تناوله وزير الطاقة السابق وليد فياض في حكومة تصريف الاعمال وطلب حينها الغاء الاتفاقية مع “توتال”.


بعد دخول لبنان مرحلة وقف اطلاق النار من قبل العدو الاسرائي/لي في نهاية 2024، ومن ثَمَّ انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون بعد فراغ رئاسي دام قرابة السنتين وتشكيل حكومة برئاسة نواف سلام عادت الى الواجهة قضية التنقيب واستخراج الغاز الطبيعي، حيث قال وزير الطاقة جو الصدّي أن “توتال” وايني” والقطرية للطاقة” سيقومون بتسليم الوزير تقريرًا مفصلًا في الأسابيع المقبلة حول نتائج الحفر في البلوك رقم 9 وعليه يُبنى على الشيء مقتضاه، ولم يتم تسليم التقرير بعد…


وإن كان تصريح توتال في نيسان الماضي من العام 2024 قال أنه لا وجود لكميات من الغاز الطبيعي والنفط تستوجب التنقيب، فلماذا تعود في الآونة الأخيرة أخبار تُتداول عن احتمال عودتها للتنقيب في هذه الحقول الفارغة!!! على حد قولها…


يطرح ذلك تساؤلات كثيرة عن مدى ارتباط عودة التنقيب بإعادة الاعمار بعد العدوان الاسرائيلي على لبنان وتدميره الممنهج للأراضي والقرى اللبنانية في الجنوب والبقاع، مرافقة ذلك بشروط سياسية معينة… إذ أن “توتال” تخضع في قراراتها للسياسة الفرنسية، حيث أن فرنسا تسعى لاعادة احياء دورها السياسي المؤثر والفعال في الشرق الأوسط.


ان إدارة الصراع في المنطقة أكان عسكريا أو سياسيًا يأخذ بعين الاعتبار السيطرة على هذه الموارد، حيث بيّن الكاتب والصحفي الأميركي “توماس فريدمان” المتخصص بقضايا الشرق الأوسط تناول أهمية الغاز الطبيعي والنفط كمحرك للصراع في المنطقة وأن السيطرة عليها من خلال السيطرة على هذه الموارد ستساهم في فرز وتشكيل سياسات دولية جديدة من شأنها أن تؤدي الى تدخلات عسكرية مباشرة وغير مباشرة، وبالتالي لا يمكن فصل الصراعات والنزاعات التي تشهدها المنطقة عن هذا الموضوع، اذ اعتبر أن وجود كميات ضخمة من الغاز الطبيعي في منطقة الشرق الأوسط وخاصة البحر المتوسط من شأنه أن يوجد موازنات جديدة لكيفية إدارة الصراع في المنطقة، كما أن من شأنها أن تفتح فرص تعاون جديدة بين هذه القوة لتحقيق هدف واحد وهو السيطرة على هذه الموارد.

موقع سفير الشمال الإلكتروني






ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top