في إطار عام قوامه وقف اطلاق النار وتبادل الاسرى، وافقت حركة حماس على المقترح المعدل للمبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف والهادف الى انهاء الحرب الجنونية المندلعة في قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول ٢٠٢٣، لكن التوصل الى الاتفاق دونه عوائق كثيرة بطلها رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ففي وقت اعلن فيه ويتكوف أمس الأربعاء عن تفاؤله “بإمكانية التوصل الى وقف مؤقت لاطلاق النار في القطاع”، مؤكداً “السعي الى حل طويل الأمد للنزاع في الشرق الأوسط”، كانت المواقف والردود السلبية تتوالى من الجانب الإسرائيلي معتبرة ان ما وافقت عليه حركة حماس لا يتناسب مع المطالب الإسرائيلية.
وبحسب المعطيات المتوافرة، فإن الجانب الاسرائيلي متمسك بما ورد في المقترح الاصلي لويتكوف اي الإفراج عن عشرة أسرى أحياء في اليوم الأول من بدء الهدنة، على ان يتم الاتفاق على مدة الهدنة بعد بدء سريانها اضافة الى تسلمه عشرة أسرى إسرائيليين أحياء في اليوم الأخير لوقف اطلاق النار.
الى ذلك، يستمر نتنياهو في تعنّته ورفضه لكل ما من شأنه وقف الحرب، حيث اعاد قبل يومين الوفد الاسرائيلي المشارك بمفاوضات الدوحة الى تل ابيب ورفع سقف شروطه مطالباً بنزع سلاح حركة حماس، ونفي قادتها الى الخارج، اضافة الى تطبيق مقترح الرئيس الاميركي دونالد ترامب المتعلق بتهجير سكان غزة الى خارج القطاع.
تجدر الاشارة الى ان سببين رئيسيين يقفان خلف موافقة حركة حماس على مقترح ويتكوف المعدل، الاول هو وقف حالة التجويع التي يعاني منها سكان قطاع غزة بسبب الحصار الاسرائيلي المشدد والذي يمنع ادخال المساعدات الغذائية، والثاني هو الحصول على ضمانات بالوصول الى وقف دائم ومستدام لاطلاق النار.
غير ان المفارقة هنا في ظل التناقضات بين مواقف الفريقين، هو اصرار دونالد ترامب وتصريحاته العلنية برغبته في انهاء الحرب في قطاع غزة. الا انه، ورغم اقتناع الادارة الاميركية بجدية موقف المقاومة الفلسطينية وان قادتها لا يراوغون، تواجه هذه الادارة معضلة كبيرة تتمثل في انعدام الارادة السياسية لدى بنيامين نتنياهو في انهاء الحرب، ويعود ذلك لرغبة نتنياهو في ارضاء حكومته اليمينية التي تمارس ضغوطاً كبيرة عليه لعدم وقف الحرب، اضافة الى محاولته وضع حركة حماس في خانة “المعرقل” لكل اتفاق او مقترح يقدمه الوسطاء.
اذاً، هي محاولة جديدة من بنيامين نتنياهو يلعب فيها على الحبلين”، فهو يظهر لليمين المتطرف في اسرائيلي بأنه مستمر في الحرب، وفي الوقت عينه يعمل على اظهار نفسه للدول الاوروبية والغربية بمظهر رجل السلام المنفتح على التفاوض. الا ان الاعيبه هذه باتت مكشوفة وهدفه بالاستمرار في الحرب لم يعد خافياً على احد. فهل سيستمر نتنياهو في ذرّ الرماد في العيون ام ان ادارة ترامب ستنجح في الزامه بوقف الحرب والانسحاب من القطاع؟
موقع سفير الشمال الإلكتروني