يغادر الحبر الاعظم لبنان اليوم وفي قلبه كماً من الفرح والامتنان لاستقبال تاريخي تجلت فيه كل معاني الاحترام والتقدير سياسياً وشعبياً.
قضاء زغرتا كان له حضوره اللافت في هذه الزيارة الباباوية دينياً وسياسياً واعلامياً فزغرتا
ليست غريبة عن المحطات الكبرى ولا عن الأدوار التي تتعدّى حدود الجغرافيا. فهي بلدة الإيمان المتجذّر، البلدة التي يسير ابنها الطوباوي البطريرك اسطفان الدويهي على طريق القداسة والتي ابنها الاخر بطل لبنان يوسف بك كرم بات خادماً لله وايضاً على طريق القداسة، ناهيك عن الكم الكبير الذي اعطته من مطارنة، رهبان، راهبات ونساك .
اسم زغرتا سطع ايضاً خلال الزيارة الباباوية عبر أحد أبنائها الإعلاميين الذي اختير ليكون ضمن الفريق الإعلامي المرافق لقداسة البابا في زيارته إلى تركيا ثم إلى لبنان، ومنها في العودة إلى روما.
إنها لحظة استثنائية، ليس بالنسبة للإعلامي الزغرتاوي فحسب، بل لكلّ من يعرف قيمة هذا الحضور ورمزيته. فأن ترافق رأس الكنيسة الكاثوليكية في جولة تحمل رسائل سلام ووحدة، يعني أنك تشارك في تسجيل لحظات تصنع التاريخ، وتوثّق لحظة بلحظة حركة رأس الكنيسة الكاثوليكية وهذه مسؤولية اعلامية كبيرة اختارت المؤسسة اللبنانية للارسال ان تسلم هذه الحصرية للزغرتاوي جو فرشخ.
حمل الإعلامي معه من زغرتا أصالة تربّت عليها البيوت، وثقافة احترام الآخر، وروح الانفتاح والإيمان التي تُميز أبناء المنطقة. وفي كل محطة من الرحلة – من القسطنطينية إلى بيروت، ومن أرض الشرق إلى الفاتيكان – كان صدى الحضور الزغرتاوي يرافقه: جدّية في العمل، رصانة في الكلمة، واحترام عميق لقداسة الحدث.
وفي لبنان، بدا هذا الحضور أكثر دفئاً. فالإعلامي الذي ينتمي إلى أرض عرفت معنى القداسة عبر أوديتها ورهبانها وقديسيها، حمل إلى التغطية الإعلامية روحاً تشبه هذا التراث المضاء بالشموع والصلوات وكان يمثّل محطته الاعلامية كما يليق بها: بثقة، بتواضع، وبانتماء أصيل.
تجربة يُحسد عليها جو فرشخ ببُعدها الروحي والاعلامي، حيث تتلاقى الرسالتان وقد تجلى هذا الامر عندما طلب الاعلامي فرشخ من قداسته ان يبارك محطته الاعلامية ويوقع له قبعة تحمل اسم لبنان.
ليس غريباً على زغرتا أن تكون حاضرة في مثل هذه اللحظات. فهي لطالما أنجبت أصحاب رسالة، من ميادين الثقافة إلى الإعلام، ومن العمل الوطني إلى الروحي. واليوم، مع هذا الحضور الإعلامي المشرّف، تقدّم زغرتا مرة جديدة نموذجاً عن قدرتها على الوصول إلى حيث يُصنع الضوء.
إنه حضور زغرتاوي يشبه ناسه: صادق، ثابت، ومشرّب بالرجاء… وحيث يكون الرجاء، تكون زغرتا دائماً.