يوماً بعد يوم يرتفع منسوب التوتر بين الولايات المتحدة الأميركية وفنزويلا تحت ذريعة أميركية بمكافحة المخدرات، وللغاية نشرت الحكومة الأميركية ما يقارب الـ١٥ الف جندياً مع عتادهم، إضافة الى حاملة الطائرات جيرالد فورد، التي تضم تسع أسراب جوية، وقدرات مضادة للسفن، كما سفينة قيادة متكاملة للدفاع الجوي والصاروخي تدعى “وينستون تشرشل”.
توازياً، تواصل واشنطن سلسلة ضغوطاتها على كراكاس، وتمثل آخرها، امس، بتصنيف “كارتيل دي لوس سوليس”، او ما يعرف بـ”كارتيل الشمس”، والذي يرأسه نيكولاس مادورو، رسمياً منظمة إرهابية أجنبية. وكان وزير الخارجية الاميركية مارك روبيو قد اعلن في وقت سابق من الشهر الحالي ان “كارتيل الشمس” مسؤول عن أعمال عنف إرهابية في جميع أنحاء النصف الاميركي من الكرة الأرضية.
وفي اطار تضييق الخناق اكثر واكثر على فنزويلا، دعت إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية جميع شركات الطيران المدني العاملة في المجال الجوي لفنزويلا إلى الحذر نتيجة الوضع الأمني المتدهور وما وصفته بـ”النشاط العسكري المتزايد”، الامر الذي دفع بست شركات طيران الى ايقاف رحلاتها الجوية من والى كراكاس، وهي “ايبيريا” الاسبانية، “لاتام” التشيلية، “افيانكا” الكولومبية، “غول” البرازيلية، و”كاريبيان” الترينيدادية. وفي وقت اشارت فيه المعلومات الى ان الغاء الرحلات هو اجراء مؤقت حتى نهاية تشرين الثاني الحالي، اكتفت شركة الطيران التركية بتعليق رحلاتها الجوية لمدة ثلاثة ايام فقط.
الى ذلك، تلفت مصادر متابعة الى ان القرار الاميركي بتوجيه ضربة لكراكاس لم يحسم بشكل نهائي بعد، لا سيما وان هناك رأيين متناقضين داخل الفريق العامل في البيت الابيض، حيث يدعو الاول الى القيام بضربة عسكرية فيما يعارض الرأي الثاني هذه الخطة. اضف الى انه، ورغم قرار دونالد ترامب بقطع كل قنوات الاتصال الديبلوماسية بين البلدين، اشار ردا على سؤال صحفي منذ بضعة ايام الى انه سيتصل بنظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو ويتكلم معه في “امر محدد”.
من جانبها، رفضت الادارة الفنزويلية القرار الاميركي بإدراج “كارتيل الشمس” على لائحة المنظمات الارهابية، معتبرة ان الهدف من كل ما يقوم به ترامب هو الاطاحة بالرئيس نيكولاس مادورو، وتغيير النظام في البلاد. هذا وتتحدث مصادر مطلعة على مجريات الاحداث، ان صراع المحاور بين اميركا وروسيا والصين ينعكس اليوم على فنزويلا.
والهدف الاميركي من فرض المزيد من العقوبات والتلويح بالحل العسكري، هو لوضع اليد على مختلف الموارد الطبيعية، واهمها البترول.
اذاً، هي محاولة اميركية جديدة لاحكام سيطرتها على بلاد تعتبرها “حديقتها الخلفية”، من مختبف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وبإنتظار ان تتبلور الصورة النهائية لما سيحدث في الايام المقبلة، يبقى السؤال: الى متى سيتمكن الشعب الفنزويلي من الصمود خاصة وان اقتصاده بات يعاني من التضخم وانهيار العملة الوطنية؟..
موقع سفير الشمال الإلكتروني