2025- 11 - 21   |   بحث في الموقع  
logo السِلم الأهلي يَعْلُو ولا يُعْلَى عليه!.. بقلم: العميد منذر الأيوبي logo أصواتُ المغتربين.. تراجع ملحوظ للتأثير في الإنتخابات المقبلة!.. عبدالكافي الصمد logo رجّي: تحذيرات من ضربة إسرائيليّة على لبنان logo "اليونيفيل": نأسف لإصابة العسكري ونعمل مع الجيش logo بهية الحريري تمثل سعد الحريري في احتفال سلطنة عمان logo "الميدل إيست" بخطط توسّع و"فلاي بيروت" قريبا في الخدمة logo رحيل المشايخ.. وقيمة الموت logo الجميّل: قرار الدولة يثبت نفسه بتوقيف نوح زعيتر
السِلم الأهلي يَعْلُو ولا يُعْلَى عليه!.. بقلم: العميد منذر الأيوبي
2025-11-21 04:02:53

الزيارة المؤجلة.. رسالة أبعد من البروتوكول..


في لحظة تتشابك فيها الضغوط الخارجية مع هشاشة الداخل اللبناني، أعاد قرار واشنطن إلغاء اللقاءات التي كانت مقررة مع قائد الجيش العماد رودولف هيكل، وما ترتّب عليه من تأجيل الزيارة، طرح الأسئلة حول موقع المؤسسة العسكرية ودورها في خضم المرحلة. غير أنّ هذا التطوّر، مهما بلغت دلالاته السياسية، لا يغيّر في جوهر النهج الذي اعتمدته القيادة العسكرية: إدارة اللحظة بهدوء، وقراءة المشهد بمعايير المصلحة الوطنية لا بردّات الفعل.


الجيش اللبناني، عبر قيادته الحالية، أثبت قدرة نادرة على التعامل مع التوازنات الدقيقة في بلد قائم على تقاطع حساس بين ما هو ثابت وما هو قابل للاشتعال. ورغم تعدّد الضغوط والتجاذبات، بقيت المؤسسة العسكرية على مسافة واحدة من الجميع، حريصة على الاستقرار، ملتزمة بما تقرّره الدولة حصراً، لا بما يُفرض عليها من الخارج أو الداخل. هذه المؤسسة ليست امتداداً لأي محور، بل آخر أعمدة التوازن التي لم تنزلق يوماً إلى لعبة الحسابات الضيقة.


أما الطروحات التي تتحدث عن دفع الجيش إلى صدام داخلي، فهي تعكس جهلاً بطبيعة البنية اللبنانية وبماهية دور المؤسسة العسكرية. من يعرف تاريخ الجيش يدرك أنّه لم يكن أداة لتصفية الخصومات، ولا منصة لفتح جبهات داخلية. أي مواجهة من هذا النوع تعني ضرب آخر خطوط الأمان الوطني، وهو ما تدركه القيادة وتتعامل معه كمسؤولية وجودية.


في ضوء ذلك، يفرض الواقع على الشركاء الدوليين قراءة أكثر عمقاً لموقع الجيش ودوره. فالمؤسسة العسكرية تعمل وفق خطة واضحة وإيقاع منضبط، وتضع السلم الأهلي فوق كل اعتبار. أما محاولات الضغط أو التشكيك أو محاصرة الجيش سياسياً وإعلامياً، فلا تؤدي إلا إلى إضعاف لبنان نفسه، وليس قيادته العسكرية التي أثبتت قدرتها على الصمود في وجه آلاف الضغوط.


التجارب المتراكمة جعلت من الجيش اللبناني مؤسسة صلبة رغم التحديات، خبرت العواصف وبقيت واقفة. وهذا ما يجعل دعمه واجباً وطنياً لا نقاش فيه، بينما يصبح التشكيك بدوره مغامرة باهظة الكلفة على بلد لا يملك ترف المخاطرة.


في الختام، يبقى السلم الأهلي الحدّ الفاصل بين الدولة والفوضى، والجيش صمّام هذا الحد. المسؤولية اليوم تقتضي أن يُترَك ليؤدي دوره بعيداً عن الضوضاء، باعتباره آخر المؤسسات القادرة على حماية ما تبقّى من توازن لبنان.


 


 


 









The post السِلم الأهلي يَعْلُو ولا يُعْلَى عليه!.. بقلم: العميد منذر الأيوبي appeared first on .




موقع سفير الشمال الإلكتروني



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBAANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top