2025- 11 - 20   |   بحث في الموقع  
logo مجزرة عين الحلوة.. إعادة رسم المشهد في المخيمات الفلسطينية بلبنان!.. بقلم: د. محمد أبو طربوش logo سلام في عشاء "بيروت 1": دولتنا لن تنهض بلا سلاح واحد وأمن مستدام logo بالفيديو: بعد النداء العاجل.. الجيش في بيت ليف logo الأساتذة المتعاقدون في "اللبنانية" الى الاضراب؟ logo ميلانيا ترامب بفستان إيلي صعب logo الجيش الإسرائيلي يتهم "الحزب" باستغلال المدنيين وتعريضهم للخطر logo بري: لمواصلة تقديم الشكاوى وعقد جلسة عاجلة لمجلس الامن الدولي logo شحادة: الاستثمار الرقمي نافذة لإعادة تنشيط الاقتصاد
مجزرة عين الحلوة.. إعادة رسم المشهد في المخيمات الفلسطينية بلبنان!.. بقلم: د. محمد أبو طربوش
2025-11-20 04:39:01

تعكس الغارة التي استهدفت مخيم عين الحلوة مساء الثلاثاء الماضي بعدًا مأساويًا جديدًا للأزمة الفلسطينية في لبنان. فقد أودت هذه الغارة بحياة 13 فلسطينيًا وجرح العشرات، معظمهم من الشباب الذين كانوا يمارسون الرياضة في ملعب مغلق بعيدا عن أي نشاط عسكري أو أمني.


يعيد هذا المشهد فتح جراح الفلسطينيين ويثير القلق على مستقبل المخيمات، مسلطًا الضوء على هشاشة الوضع الأمني والاجتماعي لسكانها في ظل السياسات الممنهجة لدولة الاحتلال.


وتأتي هذه الحادثة في سياق إقليمي حساس، ما يجعل من الصعب النظر إليها كحدث منفصل عن التطورات السياسية الأخيرة. فالعدوان على المدنيين يعكس استراتيجية أوسع تهدف إلى فرض واقع جديد على الأرض ومحاولة إعادة تشكيل ملامح النفوذ والسيطرة في المخيمات الفلسطينية بلبنان.


ملعب يتحول إلى ساحة مجزرة


لم يكن الاستهداف عشوائيًا، بل وقع في مكان يمثل متنفسًا يوميًا للشباب الفلسطيني. فملعب كرة القدم المغلق، الذي يرتاده الفتيان لممارسة الرياضة، تحوّل فجأة إلى ساحة دمار، ما يؤكد الطبيعة المدنية للشهداء وطابعهم البريء.


وهذا يوضح أن الهدف ليس عسكريًا، بل رمزيًا: ضرب حياة الشباب اليومية ومحاولة التأثير النفسي والاجتماعي على سكان المخيمات.


وتسعى هذه السياسة إلى توجيه رسائل متعددة؛ أولها زعزعة ثبات المخيمات، وثانيها إرسال إنذار الى كل من يحاول الحفاظ على حياة طبيعية في هذا الوسط، وثالثها استهداف رمزية المخيم نفسه، الذي يمثل شاهدًا على نكبة الشعب الفلسطيني وحقه في العودة.


السياق الإقليمي والدولي


لا يمكن فصل هذه الغارة عن المناخ الدولي بعد القرارات الأخيرة المتعلقة بالقضية الفلسطينية. فالهجمات على المخيمات تأتي في وقت تحاول فيه دولة الاحتلال التكيّف مع الضغوط الدولية والتطورات على الأرض. الهدف هو خلق وقائع جديدة تعزز موقفها السياسي والعسكري، بما في ذلك إعادة ترسيم خطوط النفوذ والتأثير في المخيمات الفلسطينية.


كما يجب النظر إلى هذه الحوادث في سياق سياسة التفتيت التي اعتمدها المشروع الصهيوني تاريخيًا، والتي تهدف إلى زعزعة استقرار المجتمعات الفلسطينية وتشتيت جهودها في الدفاع عن حقوقها. فالضربات على المخيمات لا تستهدف الأفراد فقط، بل تستهدف رمزية اللجوء الفلسطيني والحياة الاجتماعية التي تحافظ على تماسك الهوية الفلسطينية في الشتات.


المخيمات ساحات مواجهة


تؤكد مجزرة عين الحلوة أن المخيمات الفلسطينية ليست مجرد مناطق مأهولة، بل ساحات مواجهة رمزية بين همجية الاحتلال ورغبة الفلسطينيين في الحفاظ على كيانهم الاجتماعي والثقافي.


إن استهداف المدنيين والشباب على حد سواء يظهر أن دولة الاحتلال تسعى لإعادة صياغة المشهد في المخيمات، وتحويلها من بيئة للثبات والتمسك بالحقوق إلى مناطق ضغط وتأثير سياسي.


في المحصلة، يمثل هذا الهجوم محطة جديدة في سلسلة الانتهاكات، ويطرح تساؤلات حول دور المجتمع الدولي في حماية المدنيين الفلسطينيين في الشتات، ويضع المخيمات أمام تحديات معقدة تتطلب الاستعداد النفسي والسياسي والاجتماعي لمواجهة محاولات تهديد حياتهم اليومية.


 





The post مجزرة عين الحلوة.. إعادة رسم المشهد في المخيمات الفلسطينية بلبنان!.. بقلم: د. محمد أبو طربوش appeared first on .




موقع سفير الشمال الإلكتروني



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBAANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top