تتواصل يومياً في طرابلس مشاهد الإشكالات الفردية التي لا تلبث أن تتطور إلى إطلاق نار عشوائي، لتصيب الأبرياء وتلحق الأضرار بالمحال التجارية والممتلكات، في مدينة تُعد القلب الاقتصادي للشمال وأحد أهم مراكز الحركة التجارية في لبنان.
اشكال سوق الذهب ليس الأول ولن يكون الأخير، فالأسواق الشعبية والمراكز الحيوية في المدينة تعيش منذ فترة تحت وطأة القلق الدائم حيث أن أي إشكال يتطور لاطلاق رصاص ويؤدي إلى سقوط ضحايا بريئة كحالة المواطن الذي كان يمر صدفة في سوق الذهب وطالته رصاصة طائشة في يده، وكحالة تجار السوق الذين سارعوا الى اقفال متاجرهم وسط رصاص طائش يتنقل بين الأزقة والساحات بلا رادع.
هذا الواقع، الذي بات متكرراً بشكل مقلق، يهدد الأمن ويضرب ما تبقّى من دورة اقتصادية يحاول أبناء طرابلس الحفاظ عليها رغم كل الظروف.
فوفق تقرير لمنظمة دولية ان الاشكالات الامنية على مستوى لبنان ككل وقع ٦٧٪ منها في الشمال ومعظمها في طرابلس، وهي لا تقتصر فقط على إطلاق النار، بل تشمل إشكالات عائلية، اجتماعية واقتصادية ومعظمها في وضح النهار وسط عجقة التسوق ما يثير الهلع في نفوس اهل المدينة وروادها رغم الحملات الامنية والدوريات المستمرة للجيش والقوى الامنية والتي اضفت بعض الطمأنينة الا انها ليست كافية اذ ان ترك الشوارع والأسواق مرتعاً لقلة من الخارجين على القانون يُعد ضرباً مباشراً لأرزاق الناس واعتداء على كراماتهم وحقهم في الأمان.
طرابلس مدينة العلم والعلماء تستحق ان تكون آمنة بلا خوف ولا رصاص طائش او موجّه، اذ لا يجوز أن تبقى المدينة رهينة مزاج أفراد يعبثون باستقرارها وأمنها وحقها في حياة طبيعية. طرابلس ” ام الفقير” والمدينة الجامعة لكل اطياف المجتمع تحتاج الى قرار حازم بفرض الامن قبل ان تتجه الامور الى كوارث اكبر.
موقع سفير الشمال الإلكتروني