تُعدّ الطائفة العلوية في لبنان مكوّناً أساسياً في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية، وتتميّز بكثرة خريجيها ومثقفيها، إذ أن المستوى التعليمي لأبنائها متقدّم ورفيع، ومعظم شبابها وفتياتها هم من خرّيجي الجامعة اللبنانية، الجامعة الوطنية التي يفترض أن تكون بيتاً جامعاً لكل اللبنانيين.
غير أنّ ما يجري اليوم في ملف تفرّغ دكاترة هذه الطائفة أمرٌ غير مقبول على الإطلاق، ويشوبه الكثير من المظلومية والإقصاء. فشرط الجامعة الوطنية هو التعاقد، وجميع دكاترة الطائفة العلوية حُرموا من هذا الحق لأسباب طائفية بحتة، بحجّة “عدم الحاجة”، في وقت نعلم فيه أنّ التعاقد تمّ مع دكاترة من طوائف أخرى فقط لأنهم مدعومون سياسياً وطائفياً.
ولعلّ المثال الأحدث ما حصل بالأمس مع أحد دكاترة الطائفة الإسلامية العلوية (دكتور في علم الاجتماع)، حين أعلنت كلية الصحة في طرابلس حاجتها إلى أستاذ في هذا الاختصاص، لكن النتيجة كانت رفضه وعدم استدعائه حتى للمقابلة الشفهية، فقط لأسباب طائفية، بل إن ملفه لم يُفتح في عمادة كلية الصحة في بيروت.
ويُذكر أنّه قبل نحو عشر سنوات، وعند إقرار آخر ملف للتفرّغ، جرى تفرّغ حوالي 400 دكتور غير متعاقد في الجامعة اللبنانية، بحجّة تطبيق أعراف “الميثاق الوطني” وصيغة “ستة وستة مكرّر”، إلى درجة أنّ بعض الأحزاب والقوى الدينية لجأت إلى الاتصال بأساتذة مغتربين وتم اقناعهم بقبول التفرّغ رغم عدم تعاقدهم، فقط حفاظاً على حصص طوائفهم في الدولة اللبنانية.
أمام هذا الواقع المرير، نطالب:
– فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ودولة الرئيس نبيه بري ودولة الرئيس نواف سلام بإنصاف الطائفة العلوية في ملف التفرّغ، إذ أن عدد دكاترتها لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة. فهل يُعقل أن يتمّ تفرّغ 1650 دكتور من مختلف الطوائف ولا يوجد بينهم دكتور علوي واحد؟ لماذا هذا التهميش؟ لماذا هذا الانتقاص؟ أيُعقل أن يُحرم أربعة دكاترة علويين فقط من التفرّغ بحجّة التعاقد؟
إنصاف هذه الطائفة واجب وطني، كما حصل مع باقي الطوائف قبل عشر سنوات. ويقع على عاتق المجلس الإسلامي العلوي، وبمشاركة المحافظ بشير خضر والنائبين العلويين، أن يمارسوا مجتمعين الضغط على المرجعيات السياسية لضمان هذا الحق، وإلا نكون قد خسرنا أعلى درجة وظيفية في الدولة اللبنانية بحجج واهية لا تُطبّق إلا على العلويين.
للأسف، في لبنان لا يُطبّق القانون إلا على أبناء الطائفة الإسلامية العلوية.اللهم اشهد أنّي قد بلّغت.
موقع سفير الشمال الإلكتروني