كتب رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس المطران عطالله حنا عبر صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي: “كي لا ننسى، نساء صنعت تاريخاً ومفهوماً جديداً للنضال الانساني من اجل الحرية والعدالة وهن:
فرانشيسكا ألبانيز، غريتا ثونبرغ، آنا كاسبريان، آبي مارتن، ياسمين أچار، ونيكول جينز” ليرد عليه احد متابعيه طالباً منه اضافة الاميركية راشيل كوري التي ضحت بحياتها فداء لاهل غزة.
فمن هن هؤلاء النسوة وماذا فعلن من اجل غزة في زمن تكاد فيه الأصوات الحرة أن تُخنق؟
انهن نساء غربيات قررن أن يرفعن الصوت دفاعاً عن العدالة في فلسطين منددات بالابادة الجماعية.
ـ فرانشيسكا ألبانيز، المقرّرة الخاصة للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، تحملت هجوماً غير مسبوق من اللوبيات الإسرائيلية لأنها وصفت الأمور بأسمائها: “الاحتلال هو جذر المأساة، وغزة تعاقب جماعياً”. لم تخضع للضغوط، وظلت تصرخ داخل أروقة الأمم المتحدة داعية الى تعليق الاتفاقات التجارية مع اسرائيل لانها تساهم في حرب الابادة بقطاع غزة.
ـ غريتا ثونبرغ، الناشطة البيئية السويدية، التي رفعت علم فلسطين في كل تظاهراتها، معلنة تضامنها مع غزة ومع الأطفال الذين يقتلون بلا ذنب. اثارت بمواقفها وتعليقاتها هيستيريا الصهاينة في العالم كونها تحظى بشعبية وثقة وتعاطف عالمي لاسيما في صفوف الشباب.
ـ آنا كاسبريان، الإعلامية الأميركية من أصل أرمني استخدمت منصتها لتفكيك الرواية الإعلامية المهيمنة في الغرب، وانتقدت بجرأة الدعم غير المشروط لإسرائيل، فتعرضت لهجماتٍ إلكترونية وإعلامية، لكنها لم تتراجع.
وقد دعت كاسباريان الولايات المتحدة إلى الابتعاد عن الصراعات التي تخوضها إسرائيل، واتهمت الجيش الإسرائيلي بارتكاب إبادة جماعية في غزة.
ـ آبي مارتن، الصحافية والوثائقية الأميركية، تُعد من أبرز الأصوات الحرة في الإعلام. عبر أفلامها وبرامجها، كشفت جرائم الحرب الإسرائيلية. آبي جعلت الكاميرا سلاحاً للمقاومة واكدت ان هولوكوست غزة افظع من افلام الرعب والخيال، كما قالت ذات مرة: “لا أعرف كيف أُخبر أطفالي أن العالم شاهد كل هذا ولم يفعل شيئاً”.
ـ ياسمين أچار، الكاتبة والصحافية والناشطة الالمانية من اصل تركي، استخدمت قلمها لتصوير المأساة الإنسانية في غزة من منظورٍ نسوي وإنساني. كتبت عن الأمهات تحت الركام، وعن الأطفال الذين كبروا قبل أوانهم، مؤكدة أن ما يجري ليس صراعاً سياسياً بل مأساة إنسانية عميقة. شاركت في اسطول الصمود واعتقلتها السلطات الاسرائيلية الا انها لم تتمكن من اسكاتها.
ـ نيكول جينز، الباحثة والناشطة الحقوقية، تناولت في مقالاتها وتحقيقاتها الميدانية معاناة الفلسطينيين وفضحت صمت المؤسسات الغربية. وقفت إلى جانب الحقيقة رغم تهديداتٍ ومحاولات إسكاتها، لتصبح جزءاً من شبكة نساء عالميات قررن أن لا يصمتن. من ابرز اقوالها ” ليس لدينا اموال للكوارث ولكن لدينا اموال لاسرائيل من اجل ابادة جماعية في غزة”.
* راشيل كوري شابة اميركية من أبرز الرموز النسائية التي خُلد اسمها في الذاكرة الفلسطينية والعالمية.
جاءت إلى قطاع غزة عام 2003 وهي في الثالثة والعشرين من عمرها، مؤمنة أن الإنسان الحقيقي لا يمكن أن يقف متفرجاً على الظلم. في السادس عشر من آذار من العام نفسه، قُتلت راشيل تحت جرافة إسرائيلية بينما كانت تحاول، بجسدها الأعزل، منع تدمير منزل عائلة فلسطينية في رفح. صورتها وهي تقف في وجه الجرافة أصبحت رمزاً عالمياً للشجاعة، وروايتها “رسائل من راشيل” التي نُشرت بعد رحيلها كشفت عن عمق إيمانها بالقضية الإنسانية الفلسطينية.
من خلال هذه الأسماء، تتجلى صورة جديدة للمرأة في العالم المعاصر: ليست فقط أماً أو ناشطة، بل صوتاً يعبر عن إنسانية مهددة.
هؤلاء النسوة لم يحملن سلاحاً، لكن كلماتهن أصابت الهدف بدقة في وجه التواطؤ الدولي، فأصبحن وجهاً آخر للمقاومة، واصبحت مواقفهن تعبر عن ما فقده العالم من صدق وشجاعة.
موقع سفير الشمال الإلكتروني