2025- 10 - 24   |   بحث في الموقع  
logo حنكش: رئيس المجلس يتخطّى أي ممارسة دستورية logo موقف أميركي متشدد من سلاح "الحزب" logo الرئيس عون استقبل 3 سفراء عُيّنوا في الخارج: للاهتمام بشؤون الجاليات والسهر على تلبية احتياجاتها logo وزير التجارة الصيني: بإمكان بكين وواشنطن إيجاد سبل لتسوية خلافاتهما التجارية logo الخير يرحب بتعيين مجلس إدارة مرفأ طرابلس: يملأ فراغاً هاماً logo "الاقتصاد" تصادر مولّدين مخالفين في خطوة غير مسبوقة logo لبنان يتمسّك بالآلية غير المباشرة مع إسرائيل logo جريمة في طرابلس.. مقتل شاب بإطلاق نار
لعنة العقـد الثـامـن.. هواجس أم حقيقة الكيان الغاصب!.. بقلم: د. عبدالرزاق القرحاني
2025-10-24 07:56:13

منذ نشوء الكيان الصهيوني عام 1948، رافق المشروع الإسرائيلي هاجس البقاء والبحث عن شرعية تاريخية وأمنية في محيط عربي وإسلامي يرى في وجوده جسماً غريباً مزروعاً في قلب المنطقة.


ومع مرور العقود، باتت فكرة ما يُعرف بـ “لعنة العقد الثامن” تتردد في الأوساط الأكاديمية والسياسية والإعلامية، في الداخل الإسرائيلي وخارجه، كهاجس وجودي يهدد مصير الدولة العبرية مع اقترابها من عقدها الثامن (2028)


تعود فكرة “لعنة العقد الثامن” إلى قراءة يهودية مستمدة من التاريخ العبري، تشير إلى أن معظم الكيانات والدول اليهودية السابقة ـ من مملكة داود وسليمان إلى مملكة الحشمونيين ـ لم تعمّر أكثر من ثمانية عقود قبل أن تنهار بفعل الانقسامات الداخلية أو الغزوات الخارجية.


وقد تبنّى بعض المفكرين الإسرائيليين المعاصرين هذه المقاربة، معتبرين أن الدولة العبرية الحديثة تسير على خطى أسلافها، وأنها قد لا تتجاوز “العقد الثامن” من عمرها إذا لم تُجدّد مشروعها الأخلاقي والسياسي والاجتماعي.


وبقراءة موضوعية في الأسباب البنيوية للأزمة الإسرائيلية، نرى أن الانقسام الداخلي العميق، لم يعد صراع بين يمين ويسار فقط، بل أصبح بين تيارات دينية متشددة وأخرى علمانية، بين “الأشكناز” و”السفارديم”، وبين المستوطنين والدولة المدنية. وقد تفجرت هذه الانقسامات بشكل غير مسبوق مع حكومة نتنياهو الأخيرة ومحاولاته لتقييد صلاحيات القضاء، ما أعاد إلى الواجهة شبح الحرب الأهلية الداخلية.


كما أن تآكل الردع الأمني والعسكري، من بعد حروب متلاحقة منذ 1948، جعل دولة إسرائيل أمام تحديات جديدة غير تقليدية، مقاومات شعبية، وصواريخ تطال عمقها بفعالية وتقنية، وأمن داخلي هشّ أمام حروب استنزاف طويلة.


ولعل “طوفان الأقصى” في 7 تشرين الأول 2023، شكل نقطة تحوّل تاريخية في وعي المكونات الإسرائيلية، إذ كشف هشاشة منظومة الأمن الأسطورية، وطرح مجدداً سؤال البقاء بكل موضوعية وجدية.


أما الأزمة الديموغرافية والهُوية، فإسرائيل تواجه هذه المعضلة المزدوجة، بارتفاع نسبة الفلسطينيين داخل الخط الأخضر وفي الأراضي المحتلة، وبتراجع معدلات الهجرة اليهودية مقابل زيادة الهجرة العكسية.


كما يعاني المجتمع من أزمة هوية بين “دولة يهودية” و”دولة ديمقراطية”، وهي معادلة لم تستطع تل أبيب حسمها منذ تأسيسها.


بالاضافة إلى تراجع الدعم الدولي النسبي، فعلى الرغم من استمرار الدعم الأميركي، فإن صورة إسرائيل في الغرب تتآكل تدريجياً، خاصة بعد حرب غزة الطويلة وتزايد الاتهامات بارتكاب جرائم إبادة. حتى أن داخل الجامعات والمجتمعات الغربية، برزت موجة تعاطف واسعة مع الفلسطينيين، ما ينذر بتحوّل استراتيجي في المزاج العالمي تجاه الصهيونية.


وفي المآلات المحتملة للمشروع الصهيوني، تتعدد السيناريوهات حول مستقبل إسرائيل في ظل “لعنة العقد الثامن”:


أولا: سيناريو الانكماش والانغلاق، فقد تلجأ إسرائيل إلى الانكفاء خلف حدود محصنة، وتكثيف هويتها الدينية-القومية، مما يحولها إلى كيان منعزل عن محيطها الإقليمي والدولي.


ثانيا: سيناريو التفكك الداخلي، وهذا ما يخشاه بعض المفكرين الإسرائيليين من أن يتحول الانقسام الداخلي إلى صراع أهلي فعلي، يؤدي إلى انهيار المؤسسات المركزية.


ثالثا: سيناريو التحول أو الاندماج، وهذا طرح من يرى أن إسرائيل لن تزول بالضرورة، بل ستضطر إلى إعادة تعريف ذاتها، من مشروع صهيوني استعماري إلى كيان مشترك أو دولة ثنائية القومية.


وتبقى الهواجس التي تؤرق النخبة الإسرائيلية متعددة الجوانب:


– هاجس الزوال التاريخي، حيث يتحدث مفكرون مثل “بيني موريس” و”يوفال هراري” عن احتمال زوال الدولة بفعل التآكل الداخلي أكثر من الخطر الخارجي.


ـ هاجس الشرعية الدولية. بناء على تصاعد الأصوات التي تضع إسرائيل في خانة “دولة فصل عنصري”، مما يزيد من المخاوف من عزلها دبلوماسياً كما جرى مع نظام جنوب أفريقيا.


ـ هاجس فقدان السيطرة. نظراً لصعود وصمود قوى المقاومة في الإقليم وتبدّل موازين القوة الدولية، مما يجعل الإسرائيليين في هاجس نهاية “آحادية العصر الأميركي” الذي وفر لهم الحماية والغطاء.


“لعنة العقد الثامن” ليست نبوءة غيبية بقدر ما هي قراءة لواقع مأزوم بكل موضوعية. فالدول لا تنهار بسحر ساحر، بل حين تفقد قدرتها على التكيّف مع المتغيرات المحيطة.


والمشروع الصهيوني الذي قام على القوة والغلبة والدعم الخارجي، يواجه اليوم اختبار البقاء الذاتي أمام بيئة لم تعد تقبل بوجوده بالشكل الذي فرض به نفسه قبل سبعة عقود منصرمة.


قد لا تكون نهاية إسرائيل حدثاً دراماتيكياً وآنياً، بل مساراً طويلاً من التآكل البطيء في الشرعية والأمن والهوية. و “لعنة العقد الثامن” هي في جوهرها إنذار داخلي قبل أن تكون تهديداً خارجياً، ورسالة إلى مجتمع يعيش صراعاً مع ذاته أكثر مما يخشى أعداءه.


وإن كان التاريخ يعيد نفسه، فإنه أيضاً يذكّر وبوضوح شديد أن الكيانات التي تُبنى على القهر والاغتصاب لا يمكن أن تدوم مهما طال الزمن.



 



Related Posts

  1. هل ينسف الخلاف على قانون الإنتخابات جلسة المجلس الثلاثاء المقبل؟.. عبدالكافي الصمد
  2. وقفن مع غزة... وجوه نسائية غربية اعطت مفهوماً جديداً للنضال...من هن؟.. حسناء سعادة












The post لعنة العقـد الثـامـن.. هواجس أم حقيقة الكيان الغاصب!.. بقلم: د. عبدالرزاق القرحاني appeared first on .




موقع سفير الشمال الإلكتروني



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBAANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top