2025- 10 - 11   |   بحث في الموقع  
logo عبوات متفجرة على منزل غير مأهول في عيتا الشعب logo طقس الـ"ويك أند".. "بارد" logo "القوات": بري تجاوز النظام الداخلي logo علي حسن خليل: إسرائيل تحاول إخضاع لبنان والتسليم بالمخطط الأساس له logo "بعد توريط لبنان بحرب غزة".. الرئيس عون: أليس من أبسط حق إسناد لبنان؟ logo شهيد وجرحى في سلسلة غارات اسرائيلية فجراً على المصيلح logo بالفيديو: دمار هائل في المصيلح عقب الغارات الاسرائيلية logo “الصحة” تعلن حصيلة الغارات الاسرائيلية على المصيلح
القوة والآحادية الأمريكية.. بين التأثيرات الإيجابية والتبعات السلبية!.. بقلم: د. عبدالرزاق القرحاني
2025-10-11 05:36:52

منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، تَصدّرت الولايات المتحدة الأمريكية المشهد الدولي كقوة عظمى، لتفرض حضورها في مختلف الميادين السياسية والاقتصادية والعسكرية والإجتماعية. 


هذه القوة والآحادية انعكست بشكل مباشر على القرارات الدولية وعلى التوازنات العالمية، فكانت ذات آثار متناقضة تجمع بين الإيجابية والسلبية.


 


فقد ساهمت القوة الأمريكية من الناحية السياسية، في حماية بعض مناطق العالم من انهيارات كيانات سياسية، أو صعود أنظمة شمولية، ودفعت في بعض الأحيان إلى تعزيز مفاهيم الديمقراطية.


كما كان للدولار الأمريكي، باعتباره عملة احتياطية عالمية، دور في استقرار الأسواق المالية، إضافةً إلى تنامي التجارة الدولية.


وتحوّلت القواعد العسكرية الأمريكية إلى مظلة ردع في وجه صراعات إقليمية، وأسهمت في الحد من إندلاع حروب كبرى بين القوى المتنافسة.


وأثرت الشعارات التي رفعتها وتغنت بها الولايات المتحدة الأمريكية في تعزيز مفاهيم الحريات الفردية وحقوق الإنسان في عدد من المجتمعات الشرقية والغربية، إلى جانب المساهمات الإنسانية والإغاثية.


ولعبت دوراً محورياً في دعم المنظمات الدولية كالأمم المتحدة واليونسكو واليونيسف، سواء بالتمويل أو بالمشاركة في القرارات المصيرية.


إلا أن كل هذه الآثار الإيجابية لم تحجب الهيمنة التي كان لها آثار سلبية على السياسات والعلاقات الدولية والإقتصاد العالمي، والإستقرار الأمني، والجانب الإجتماعي والإنساني، وعلى قرارات المؤسسات الدولية.


 تحوّلت الآحادية والهيمنة الأمريكية في كثير من الأحيان إلى أداة لفرض إرادة سياسية تخدم مصالحها، مما همّش دور الأمم المتحدة وأفقدها الحيادية.


وتسبّبت العقوبات الاقتصادية الأمريكية في أزمات خانقة وظالمة لعدد من شعوب المنطقة.


وأفرزت التدخلات العسكرية الأمريكية في مناطق عدة مثل فلسطين والعراق وأفغانستان حروباً مدمرة وأزمات ممتدة، فضلاً عن إنتشار التطرف والفوضى في عدد من هذه البلاد المتأثرة.


أضعفت إزدواجية المعايير الأمريكية في القضايا المحقة كالقضية الفلسطينية وحقوق الشعوب المستضعفة، مصداقية الشعارات الحقوقية والإنسانية.


وقللت هذه الهيمنة من مصداقية واستقلالية المؤسسات الدولية، التي أصبحت في نظر شريحة واسعة من دول العالم. بأنها مرتهنة بالمصالح والمواقف الأمريكية.


وأدت إلى علاقات متوترة مع قوى صاعدة مثل الصين، وإلى سباق نفوذ في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية. كما خلقت استقطاباً دولياً جديداً يضع واشنطن في مواجهة محور معارض يسعى إلى نظام عالمي أكثر توازناً.


بالرغم من المظلة الأمريكية لأوروبا، خاصة في مجال الدفاع عبر حلف “الناتو”، جعلت هذه الهيمنة والآحادية، القارة العجوز في موقف هش. وأزمات متنامية في مجال الإقتصاد والطاقة وتراجع في الدور الذي كانت تتمتع به عبر التاريخ، وعجز عن التأثير والاستقلال الفعلي.


 كما ساهمت في تعميق الانقسامات، في الشرق الأوسط، فأوجدت أنظمة مرتبطة بمصالحها، وأخرى معارضة لسياساتها، تسعى إلى محور بديل مع قوى دولية وإقليمية صاعدة. 


إن مستقبل العالم يبدو رهناً بمدى تراجع أو إستمرار النفوذ الأمريكي، مع بروز أدوار جديدة لقوى دولية وإقليمية ذات تأثيرات جيوسياسية. 


والى حين ولادة هذا النظام العالمي الجديد، سيبقى العالم في مخاض أليم وعسير.


 



Related Posts

  1. "حماس" وفصائل فلسطينية: نرفض أي وصاية أجنبية على غزة
  2. الموسوي: سنحمل راية المقاومة حتى تحقيق النصر الكامل



 


The post القوة والآحادية الأمريكية.. بين التأثيرات الإيجابية والتبعات السلبية!.. بقلم: د. عبدالرزاق القرحاني appeared first on .




موقع سفير الشمال الإلكتروني



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBAANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top