في 21 أيلول- سبتمبر من كل عام، يحتفل العالم بيوم السلام العالمي، وهو مناسبة لا تعكس فقط أهمية السلام كقيمة إنسانية سامية، بل تدعونا أيضاً للتأمل في واقعنا الحالي.

 تأسس هذا اليوم بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1981، ليكون منصة لتعزيز قيم السلام وتوعية الأفراد بأهمية هذه القيمة في عالمنا المليء بالتحديات. وقد أُطلق شعار عام 2025 من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة تحت عنوان “اعملوا الآن من أجل عالم يسوده السلام”، ليكون دعوة ملحة للعمل الجماعي نحو سلام دائم.

لكن، ورغم الجهود الكبيرة المبذولة على مختلف الأصعدة لتعزيز السلام، يبقى السؤال الأهم: أين نحن من السلام الحقيقي اليوم؟ في عالم يتسم بالصراعات المستمرة والأزمات الإنسانية المتفاقمة، وتزايد التوترات السياسية والإجتماعية، يبدو أن تحقيق السلام الدائم لا يزال بعيد المنال. فالكثير من الدول تعاني من ويلات الحروب والنزاعات، مما يؤثر بشكل مباشر على حياة الملايين من البشر، ويجعلهم يفتقدون أبسط حقوقهم في الأمن والكرامة.

وفي ذكرى يوم السلام العالمي،

يتجدد النداء من أجل السلام الحقيقي الذي لا يتحقق إلا بوقف الحروب والصراعات التي تعصف في قطاع غزة، و أن تتوقف حرب الإبادة الجماعية والعدوان المستمر على الشعب الفلسطيني، مع ضرورة إنصافه ومنحه حق العودة.

كما يتطلب السلام الفعلي، إنهاء الصراع بين روسيا وأوكرانيا وتوقف الحروب في الشرق الأوسط، مما يستدعي جهوداً حقيقية وشجاعة من جميع الأطراف لتحقيق حلول شاملة تضمن حقوق الشعوب والإستقرار.

وفي خضم هذه التحديات، لا بد من أن نتذكر أن السلام ليس مجرد حلم بعيد، بل هو هدف يمكن تحقيقه من خلال الجهود المشتركة والتعاون بين الأفراد والدول لأنه هو أنشودة الحياة الطبيعية الصافية حيث يبدأ من داخل كل إنسان حينما يكون متصالحاً مع نفسه متحرراً من أعباء الضغينة والكراهية. وعندما يتم تعزيز العلاقات الإيجابية مع الآخرين، يستطيع كل فرد أن يخطو خطوات فعّالة نحو بناء عالم يسوده السلام.

وفي هذا السياق، لا بد لنا من أن نذكر قول المهاتما غاندي: ‘لا يوجد طريق للسلام، فالسلام هو الطريق."”

في يوم السلام العالمي، لماذا لا نتعهد جميعاً بالعمل من أجل تحقيق السلام، ليس على الصعيد العالمي فحسب، بل أيضاً في تفاصيل حياتنا اليومية؟ فكل جهد صغير، مهما كان بسيطاً، يمكن أن يُحدث تأثيراً عميقاً ويقربنا خطوة نحو السلام الحقيقي.

 لما لا نجعل من هذا اليوم فرصة للتفكير والعمل، لنكون جزءاً من الحل، ولنبني معاً مستقبلاً مشرقاً يسوده السلام والمحبة والإحترام المتبادل بين الدول المتحضرة جمعاء ليسود السلام الإجتماعي والإنساني في كل بقعة من بقاع الإرض العطشى لروح السلام ولجرعة ماء الأمان والإستقرار على مسرح هذه الحياة، فعندما تتغلب قوة الحب على حب القوة، سيعرف العالم السلام الحقيقي.

وعسى السلام يأتي إلينا كمعجزة من السماء، ليعيد الحياة إلى عالم حزين يخلصه من البلاء وليكن سلام دائم على أهل السلام!

موقع سفير الشمال الإلكتروني