2025- 09 - 16   |   بحث في الموقع  
logo لقاء بيئيّ في "وطن الإنسان" جمع افرام والزين ويزبك logo معالجة أزمة النفايات في بيروت على طاولة سلام logo بالفيديو: حريق في طريق الجديدة logo ريفي: تكامل القوى الأمنيّة يُعيد الثقة إلى اللبنانيّين logo تدابير سير على الأوتوستراد الساحلي بين نهر إبراهيم والمدفون logo المكاري يهنئ مديرة "تلفزيون لبنان" الجديدة ويطّلع على خطط التطوير logo أسرار الصحف logo عناوين الصحف
قصيدة الشرع السياسية!.. بقلم: د. عاصم عبد الرحمن
2025-09-16 08:06:41

عندما يستشهد الرئيس السوري أحمد الشرع ببيت من فخر الفارس اليماني عمرو بن برّاقة الهمداني، فهو لا يستعيد قدرَ تراثٍ شعري وحسب، بل يُطلق صرخة سياسية واضحة تُعيد صياغة المصطلحات: الكرامة قبل المصافحة، والهيبة قبل الاتفاق، والردع قبل التنازل. فأي رسائل سياسية أراد الشرع توجيهها إلى الداخل والخارج؟


 


في تفسير الأبيات الشعرية التي تلاها الشرع أمام القمة العربية الطارئة في الدوحة كما وردت في المعاجم والأدب وتالياً إسقاطها على الواقع السياسي، تُفهم على النحو الآتي:


1.”متى تجمع القلب الذكي وصارماً، وأنفاً حميّاً تجتنبك المظالمُ”


معادلةٌ عملية تقولها الحقائق: من لا يقوِّم أدواته، ولا يحمي حدوده، ولا يملك شروط احترامه، لا يتوقع أن تُعامل دولته كشريك متوازن. الضعف يُستغلّ، والتساهل يصادر الحقوق، فالتاريخ لا يرحم المتهاونين.


2.”متى تطلب المال الممنع بالقنا، تعش ماجداً أو تخترمك المخارمُ”


ليست هنا دعوة للغزوات الطائشة، بل تأكيدٌ على أن مصادر القوة العسكرية، الاقتصادية والثقافية لا تُبنى بالاستجداء، بل بقرار وطني حازم، وبإدارة لا تساوم على الخطوط الحمر.


3.”وكنت إذا قومٌ غزوني غزوتهم، فهل أنا في ذا يا لهمدان ظالمُ”


الدفاع المشروع، وردُّ العدوان، هو حقّ الشعوب والدول. وأي سياسةٍ تسعى لتحقيق سلام مستدام لا يمكن أن تُبنى على ضعف مجحف أو استسلام مُستدام.


4.”فلا صلح حتى تقرع الخيل بالقنا، وتُضرَب بالبيض الرقاق الجماجمُ”


بوضوح صارخ يقول الشاعر: لا يمكن أن تكون المصافحة صحيحة إذا لم تكن نابعة من توازن قوى يرغم الطرف الآخر على التعاطي باحترام. فلا صلح إذاً يجرّم حقوقنا ويخفي هشاشة الموقف خلف شعارات براقة.


 


من الواضح أن الشرع الذي أصر على إيجاز خطابه أراد أن يبعث برسائل سياسية صارمة إلى الداخل والخارج على السواء:


1.إعادة بناء ردع عملي: ليست دعوة لحرب مفتوحة، لكنها مطالبة بتجمّع عربي لإعادة ترميم قوّة الردع سياسياً ودبلوماسياً وعسكرياً كي لا يكون الحديث عن الأمن والسلام مجرد أمنيات في بيانات صحفية.


2.رفض الصفقات المجحفة: أي مسار للسلام أو الأمن لا يضع حقوق الشعب وحريته فوق كل اعتبار لن يلقى دعم القيادة أو الشارع. فالصلح الذي يأتي على حساب السيادة هو هروب مؤقت من الحساب.


3.سياسة توازن لا إذعان: منطق المساومة المطلق مع من يتعامل بلغة القوّة هو منطق مدان. العلاقات تُبنى على المصالح ولكن أيضاً على هيبة تُحترم، ولا تُباع تحت الطاولة.


4.إعداد ما أمكن من قوة: الاقتصاد، التعليم، البنية التحتية للدفاع، والشرعية الداخلية، فهي أدوات لصد العدو قبل أن تكون عتاداً للحرب.


قد يخيف خطاب الشرع أسياد المصلحة الذين اعتادوا على التنازل، لكنه يضيء نفوساً أنهكتها عتمة الخيبة بقوله: أن الدولة القوية لا تُقهر، وأن الحقوق لا تُستعاد إلا بمزيج من الصرامة والسياسة الذكية. واضعاً دستوراً عربياً: السلام العادل يحتاج إلى هيبة تسبق التوقيع، والهدنة المؤقتة تحتاج إلى شروط تقنع الشعب أولاً.


 



Related Posts

  1. الذئب.. والخراف!!.. 
  2. قمة الدوحة من دون موقف رادع.. إلى اللقاء بعد عدوان إسرائيلي جديد!.. غسان ريفي
  3. مآلات التباينات السياسية والقانونية بين إسرائيل والدول الغربية والعربية والمحافل والمؤسسات الدولية!.. بقلم: د. عبدالرزاق القرحاني


 


The post قصيدة الشرع السياسية!.. بقلم: د. عاصم عبد الرحمن appeared first on .




موقع سفير الشمال الإلكتروني



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBAANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top