2025- 09 - 15   |   بحث في الموقع  
logo بالصورة: العثور على طفلة مرمية في مكب للنفايات logo البستاني: قرار إقفال مكتب "الضمان" في الشوف خطأ مرفوض logo لبنان يشارك في القمة الطارئة.. وكلمة مرتقبة للرئيس عون من الدوحة logo افتتاحية “اللواء”: عون لعمل عربي يتجاوز الإدانة ومطالب لبنان في صلب الإهتمام logo هذا ما جاء في افتتاحية “البناء” logo عراقجي: جئت إلى الدوحة برسالة واضحة من الشعب الإيراني logo جرادي: سحب السلاح من المخيمات خطوة سيادية لكن الاحتفال مبكر جداً logo تفادياً للصدام السياسي والأمني.. اتفاق ضمني بين الرؤساء الثلاثة
لبنان والعرب (1) السعودية… الأب العربي الكبير.. د. عاصم عبد الرحمن
2025-09-15 07:30:39

الشعب السعودي يتميز بقيم أصيلة وعريقة متجذرة في ثقافته وتاريخه. من أبرز سماته: الكرم والشهامة وحب العطاء، إلى جانب التمسك بالقيم الإسلامية والعربية الأصيلة. السعوديون معروفون بقدرتهم على التضامن مع الآخرين، والوفاء بالعهود، والحرص على مصلحة الأمة العربية. هذه السمات جعلت من المملكة العربية السعودية رمزًا للعروبة الحية، وقلبًا نابضًا بالدعم والمساندة لكل أشقائها العرب والمسلمين.


على مر التاريخ، لم تقتصر جهود المملكة على جمع الثروة النفطية لنفسها وحسب، بل استخدمتها كأداة لتقوية التضامن العربي ودعم الدول الشقيقة والصديقة المحتاجة، سواء بالمال أو بالمبادرات السياسية والإنسانية، فقد قدّمَت أكثر من 130 مليار دولار أميركي كمساعدات إنسانية وتنموية لحوالي 169 دولة منذ عام 1950، وهو ما يعكس عمق التزامها بالقضايا العربية والإسلامية والإنسانية عالميًا.


 


الأبوَّة السعودية للعرب


 


امتدَّ الدور السعودي على كامل التراب العربي ليشمل كل الدول الشقيقة، في إطار رؤية شاملة لدعم الاستقرار والتنمية:


1. الدعم الاقتصادي والمالي


قدمت السعودية عبر تاريخها منحًا وقروضًا لدعم ميزانيات دول مثل مصر، الأردن، المغرب، والسودان. ففي عام 2023، بلغت المساعدات الرسمية للتنمية عبر المنظومة الثنائية حوالي 5.3 مليار دولار، فيما بلغت قيمة المشاريع المخطط لها والمنفذة حوالي 4.7 مليار دولار. أما الدعم الاستثماري الذي قدمته إلى سوريا خلال هذا العام فقد بلغ 6.4 مليار دولار. هذه الأرقام تظهر حجم الدور السعودي في دعم استقرار اقتصادات الدول العربية الشقيقة.


 


2. الدعم الإنساني


لم تقتصر جهود المملكة على المال فقط، بل شملت المساعدات الإنسانية العاجلة. فمنذ 1950 تجاوزت قيمة المشاريع الإنسانية والإغاثية 130 مليار دولار، بينها 22 مليار دولار لدعم اللاجئين والمهجَّرين. من أبرز الأمثلة، مساعدات الإغاثة للاجئين السوريين في الأردن ولبنان والعراق، وكذلك الدعم للدول المتضررة من الكوارث الطبيعية كالزلازل والفيضانات، كما دعمت برامج الصحة والتعليم لتخفيف معاناة السكان الأكثر ضعفًا.


 


3. الدعم السياسي والدبلوماسي


تلعب السعودية دور الوسيط العربي في النزاعات، تدعو إلى الحوار وتحل الخلافات سلمياً. كما تدعم الشرعية الوطنية للدول العربية في مواجهة التدخلات الخارجية، وتعزز الاستقرار السياسي في المنطقة.


 


4. الدعم الاستثماري


استثمرت السعودية في مختلف الدول العربية، في مجالات السياحة والخدمات والبنية التحتية، مما ساهم في خلق فرص عمل وتحريك النشاط الاقتصادي المحلي، وعزز التكامل الاقتصادي العربي.


 


السياق التاريخي والسياسي للمؤازرة السعودية


 


منذ تأسيس المملكة على يد الملك عبدالعزيز آل سعود عام 1932، كانت السياسة السعودية تقوم على أساس دعم الوحدة العربية وحماية الأشقاء العرب. مع تصاعد دور القومية العربية في الخمسينيات والستينيات، حافظت المملكة على نهجها المعتدل، وركزت على تقديم الدعم المالي والسياسي والإنساني.


 


في السبعينيات والثمانينيات، ومع صعود أسعار النفط، استخدمت المملكة ثروتها لدعم القضايا العربية الكبرى، بما في ذلك فلسطين ولبنان، وتقديم المساعدات للدول المتضررة من الحروب والنزاعات. خلال العقود الأخيرة، وخصوصًا بعد عام 2000، أصبح الدعم السعودي أكثر تنوعًا واحترافية، ليشمل الاستثمارات الاقتصادية المباشرة، والمبادرات الإنسانية الكبرى، والوساطات السياسية على الصعيد العربي والدولي.


 


فلسطين: القضية السعودية المركزية


 


تمثل فلسطين القضية الجوهرية في السياسة السعودية والشعب السعودي، وقد تجلى دعم المملكة على مستويات متعددة:


1. الدعم المالي والاقتصادي


قدمت السعودية مساعدات مباشرة للسلطة الفلسطينية لدعم رواتب الموظفين والمشاريع الأساسية في الضفة الغربية وقطاع غزة. كما ساهمت المملكة في تمويل مشاريع البنية التحتية لضمان استمرار الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والماء والمدارس والمستشفيات، ما حافظ على استقرار الحياة اليومية للفلسطينيين، فقد بلغ مجموع المساعدات السعودية لفلسطين أكثر من 5 مليارات دولار منذ بدء الدعم المنهجي.


 


2. الدعم الإنساني


خلال الحروب الإسرائيلية على غزة، قدمت المملكة مساعدات عاجلة تشمل الغذاء والدواء والمأوى للمتضررين، كما دعمت برامج تعليمية وصحية عبر وكالة الأونروا، لضمان استمرار التعليم والرعاية الصحية للفلسطينيين في المخيمات.


 


3. الدعم السياسي والدبلوماسي


كانت السعودية دائمًا صوتًا داعمًا للفلسطينيين في المحافل الدولية، مؤكدة على حق العودة وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. كما لعبت دور الوسيط بين الفصائل الفلسطينية للحفاظ على الوحدة الوطنية وتعزيز جهود المصالحة، ما ساعد على الحد من الانقسامات الداخلية، وتشترط المملكة اليوم بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز والأمير محمد بن سلمان قيام الدولة الفلسطينية قبل أي نقاش يفضي إلى التطبيع مع إسرائيل في سياق اتفاقيات إبراهيم.


 


4. الدعم الاستثماري


بالإضافة إلى الدعم المالي، ساهمت المملكة في مشاريع اقتصادية وخدمية محدودة، خاصة في الإسكان والطاقة المتجددة والخدمات الأساسية، لتعزيز البنية التحتية الفلسطينية وتحسين جودة الحياة.


 


السعودية ولبنان: قصة حب لا تنتهي


 


لبنان، الدولة التي واجهت سلسلة من الحروب الداخلية، الأزمات الاقتصادية، والتدخلات الخارجية، كان دائمًا محط اهتمام سعودي مميز:


1. الدعم الاقتصادي والمالي


منذ قيام العلاقات الثنائية، قدمت السعودية للبنان مساعدات مباشرة لدعم ميزانية الدولة، سواء عبر قروض ميسرة أو منح نقدية ما مجموعها أكثر من 2.7 مليار دولار، فخلال أزمات الطاقة والكهرباء والماء، كانت المملكة من الداعمين الرئيسيين للمشاريع الحيوية.


بعد حرب تموز 2006، منحت المملكة 500 مليون دولار لإعادة الإعمار، وأودعت 1 مليار دولار في مصرف لبنان لدعم الاستقرار النقدي.


أما على أثر انفجار مرفأ بيروت عام 2020، قدمت السعودية مساعدات عاجلة لتأمين الاحتياجات الأساسية للمتضررين، بما في ذلك الغذاء والدواء والمأوى، مؤكدة دعمها المستمر للبنان في أوقات المحن.


 


2. الدعم الإنساني


عبر الهلال الأحمر السعودي ومنظمات إنسانية، دعمت المملكة اللاجئين السوريين داخل لبنان، موفرة الغذاء والدواء والمأوى. كما ساهمت في تمويل مستشفيات ومراكز تعليمية للأطفال المتضررين من النزاعات، لتخفيف آثار الأزمات على الفئات الأكثر ضعفًا.


 


3. الدعم السياسي والدبلوماسي


لعبت السعودية دور الوسيط بين القوى السياسية اللبنانية، داعمة للحوار الوطني ومؤسسات الدولة، ومحافظة على استقرار لبنان في مواجهة التحديات الإقليمية من خلال رعايتها لاتفاق الطائف عام 1989. كما ساهمت في تعزيز قدرة لبنان على تلقي مساعدات إضافية من الدول العربية والمجتمع الدولي، محافظًة على استقلاله الوطني.


 


4. الدعم الاستثماري


الاستثمارات السعودية شملت قطاعات السياحة والخدمات والعقارات، وساهمت في خلق فرص عمل وتعزيز النشاط الاقتصادي المحلي، بالإضافة إلى تشجيع مشاريع التنمية المستدامة.


 


في تموز 2024، أعلنت السعودية عن منحة جديدة بقيمة 10 ملايين دولار عبر مركز الملك سلمان للإغاثة لتنفيذ 28 مشروعًا في لبنان.


 


إنَّ مسيرة المملكة العربية السعودية في دعم العالم العربي تجعلها بحق “الأب العربي الكبير”. فالمملكة جمعت بين الكرم الإنساني، الدعم المالي، الاستثمار الاقتصادي، والوساطة السياسية لتعزيز التضامن العربي، وتدافع عن القضايا الوطنية للأشقاء. 


الشعب السعودي، بقيمه وأصالته، يعكس صورة هذا الالتزام، مؤكداً على أن المملكة ليست مجرد دولة غنية بالنفط وحسب، بل القلب النابض بالعروبة، وركيزة أساسية لاستقرار ووحدة الأمة العربية.


 



Related Posts

  1. الدرس الإستراتيجي لعملية "قمة النار".. للإسرائيلي اليد الطُولَى!.. بقلم: العميد منذر الأيوبي
  2. جماهير سيتي تطالب بإظهار الكارت الأحمر لإسرائيل
  3. قتيلان وجرحى باشتباك مسلّح في عكار
  4. قمة الدوحة والخارطة الزرقاء.. كسر حصار غزة هو طريق الدفاع عن السيادة العربية!.. غسان ريفي
  5. قمّة الدوحة لن تردع إسرائيل.. عدوانها سيستمر!.. عبدالكافي الصمد


 


The post لبنان والعرب (1) السعودية… الأب العربي الكبير.. د. عاصم عبد الرحمن appeared first on .




موقع سفير الشمال الإلكتروني



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBAANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top