كيف ستقرأون كلماتي ؟
"يا من تملكون العين لتقرأ… أرفعوا كلماتي على مسمع من أطفأت الحياة أعينهم، فربما تجد الكلمات طريقها إلى قلوبهم النابضة."
كيف ستقرأون كلماتي اليوم؟
أبحروفٍ مشبعة بالحزن؟ أم بعيونٍ مثقلة بالغصّة؟ أم بقلوبٍ تنبض بذكرى الجرحى الذين خطّوا على أرض البايجر ملحمةً لا تُنسى؟
في هذه الذكرى السنوية، تعود بنا الذاكرة إلى لحظةٍ أراد العدو فيها أن يغتال الحلم، أن يكسر الإرادة، أن يطفئ جذوة العزم. لكنّه لم يدرك أنّ الدماء التي نزفت على تراب البايجر لم تكن دماء هزيمة، بل كانت دماء ولادة جديدة للمقاومة.
ولأن المصاب كان جرحًا في قلوب الجميع، *لم نكن وحدنا في تلك اللحظة. معنا كان الرجل الذي حمل همّ المقاومة في دبلوماسيته، في مواقفه، وفي إنسانيته… معنا كان السفير الشهيد الحيّ مجتبى أماني*، الذي شاركنا الألم يومها حتى صار واحدًا من أهلنا، من بيت المقاومة، ومن الذين يُسجَّل اسمهم في دفتر الكرامة.
أيها الأبطال، يا جرحى البايجر، إنّ جراحكم لم تكن عابرة، بل صارت صرخةً مدوّية في وجه العالم: أنّ المقاومة لا تُكسر، وأنّ الشعوب التي تنجب رجالاً مثلكم، ودبلوماسيين أحرارًا مثل أماني، ستبقى عصيّة على الانحناء.
سلامٌ على جراحكم، وسلامٌ على دمائكم، وسلامٌ على الشهيد الحيّ الذي ما زال بيننا حاضرًا بروحه، يغذّي عزيمتنا، ويذكّرنا أنّ المقاومة وعدٌ لا يُكسر، وأنّ النصر قدرٌ مكتوب بدماء الشهداء وأوجاع الجرحى.