تشهد بعض بلدات قضاء زغرتا في الآونة الأخيرة تعدّيات خطيرة على البيئة، تمثّلت في قطع أشجار معمّرة يعود عمر بعضها إلى مئات السنين، في مشهد اثار الغضب لدى الأهالي والناشطين البيئيين كون ما يجري يعتبر جريمة بيئية بامتياز.
أمس الاول، حصل تعدِ على أربع اشجار معمرة في منطقة الرويس زغرتا بالقرب من مستشفى سيدة زغرتا حيث قطع احد المواطنين شجرتي ملول وشجرتي سنديان زنة ثلاثة اطنان وعمد بعد وزنهم الى بيعهم في السوق المحلي بفاتورة وصلت الى مبلغ مرقوم من دون ان تحرك اجهزة الدولة ساكناً باستثناء مكتب الاحراج الذي سطر ضبطاً بحق المعتدي.
بالامس ايضاً تم ضبط مخالفة كبيرة لقطع الأشجار الحرجية بين بلدتي مزرعة النهر وعربة قزحيا في قضاء زغرتا حيث اقدم احد الاشخاص على قطع عشرات الاشجار الحرجية من الصنوبر والسنديان والملول وبكميات قُدرت بعشرات الاطنان وقد عمد فريق وزارة الزراعة في زغرتا الى تسطير محضر ضبط بحق المخالف.
يقول صاحب الارض التي اقتطعت منها الاشجار الاربع في زغرتا: ان اشجاره هي ليست خضار وبيئة بل ذاكرة اجيال وان قطعها من دون علمه هو جريمة موصوفة يعاقب عليها القانون لكن لا حياة لمن تنادي، معتبراً ان استباحة الاراضي بهذا الشكل يستدعي تدخلاً سريعاً لمنع التعديات من قبل تجار الحطب الذين يستبيحون اراض ليست ملكهم، متسائلاً: ماذا يفعل النواطير الذين تم تعيينهم لحماية الاراضي من الماشية والسرقات والتعديات؟.
الخطير في الامر أنّ الدولة شبه غائبة، فان اشتكيت للمخفر يحولك الى القاضي المناوب الذي بدوره يحولك الى النيابة العامة، وبالتالي يكون السارق المعلوم باع الحطب والتجأ الى حماية النافذين وتكون اكلت الضرب انت واشجارك.
كثرة التعديات دفعت بأهالي المنطقة الى دق جرس الانذار إذ إن خسارة شجرة معمّرة لا تُعوض بسهولة، بل تحتاج لعشرات السنين كي تنمو مجدداً، من هنا، ترتفع الأصوات المطالبة بمحاسبة الفاعلين وتشديد العقوبات لردع المعتدين.
موقع سفير الشمال الإلكتروني