اشم رائحة تحالف غير مسبوق عالميا..هذا التحالف ان حصل سيكون بين أربعة اقطاب دولية كبيرة لكل منها وزنها الاستراتيجي الهام جدا واعني بها إيران وتركيا ومصر وباكستان والتي يفوق عدد سكانهم جميعا العدد الكلي لأوروبا بمرة ونصف تقريبا اي حوالي الخمسماية وخمسين مليون انسان مع قدرات عسكرية هائلة فضلا عن المواقع الاستراتيجية الأهم في العلاقات الدولية من حيث المواقع الجغرافية التي تسيطر على الممرات البحرية والبرية الدولية.
فكل هذه الدول حاليا صحيح لها تحالفاتها الدولية لكنها بنفس الوقت فهي مستهدفة بشكل مباشر او غير مباشر من حلفاء واعداء بنفس الوقت على سبيل المثال لا الحصر. مصر لها علاقات واضحة مع أمريكا والكيان الزاءل الصهيوني لكنها حاليا تجد واقعها صعبا بسبب حركة التوحش التي تقودها الصهيونية إذ كشفت بعض الوثائق السرية التي حصلت عليها إيران من أرشيف الكيان الكامل الذي وضعت يدها عليه ايران في عملية أمنية تعتبر الاعقد والاضخم والاقوى التي تعرض لها الكيان منذ نشاته وقد اوصلت مضمونها إيران إلى مصر حيث تعد ضدها عمليات تخريب تهدف إلى تقسيمها وضرب جيشها كونه الجيش العربي الأقوى الذي ما زال يهدد الكيان في حال نشوب اي حرب بين الطرفين.
اما تركيا فهي أيضا حاليا بعين العاصفة لأكثر من سبب اولها تصادم المصالح بينها وبين الكيان الصهيوني على سوريا بعد سقوط النظام الذي مهد الطريق أمام مشروع الكيان الهادف إلى شق طريق او ممر دايفيد الذي ينطلق من الجولان المحتل عبر الأراضي السورية ليصل إلى مناطق قسد ثم إلى عمق تركيا اي مناطق تواجد الأكراد الأتراك الذين يبلغ تعدادهم حوالي العشرين مليون ويقطنون على مساحة تقارب ثلث مساحة تركيا وذلك بهدف إقامة الدولة الكردية الكبرى والتي سيكون موقعها الجغرافي خطير جدا على كل الإقليم لأنها ستحتل مساحات كبيرة من أربعة دول هي العراق وايران وتركيا وسوريا.
وهذا الممر يحظى بدعم غربي واضح وقوي لانه سوف يعيد للغرب المتصهين فرصة إمكانية استعادة عاصمة الدولة الرومانية اي القسطنطينية والتي تضم اكبر كنيسة (آجيا صوفيا )والتي لم ينساها الغرب وقد حولها اردوغان الى مسجد في فترة سابقة وهي المسماة حاليا اسطنبول وهي المنطقة الفاصلة بريا بين الشرق والغرب كما انها المنطقة التي أعلن العدو الصهيوني عنها كنقطة استهداف بعد الدوحة إذ قال وبكل صلافة ان اسطنبول ستكون الهدف الثاني واذا لم يكن يعني القسطنطينية بمعناها التاريخي فلماذا لم يقل ان الهدف هو أنقرة كونها عاصمة تركيا. وان ذكرها كهدف ليس عشوائيا بل عن دراسة وتفكير استراتيجي خبيث جدا.
اما باكستان فهي أيضا مستهدفة بالفتن والتقسيم ولا ننسى الحرب الأخيرة بينها وبين الهند حيث منعتها أمريكا من استخدام الأسلحة الأمريكية ضد حليفتها الأخرى. أما الحديث عن استهداف إيران من قبل هذا الوحش الغربي فهو لا يحتاج إلى شرح كون كل العاقلين والمنصفين حينما تذكر العداء الاشرس بين ايران الثورة الإسلامية وامريكا وتوابعها فالشواهد لا تعد ولا تحصى فقط مجرد الذكر يرى الإنسان ما يذهل من الاحقاد الغربية ضد هذه الجمهورية الإسلامية والتي توجت بعدوان مباشر مؤخرا لاثنتي عشرة يوما كانت فاصلة في تاريخ المنطقة فما كان قائما من توازنات قبلها قد دمره هذا العدوان.
ولذلك نتكلم اليوم عن تحالف غير مسبوق في التاريخ وهو ما سيعيد حركة حق الشعوب في تقرير مصيرها والسيادة الحقيقة على استقلالها عبر السيادة الكاملة على ثرواتها الطبيعية والاقتصادية كونها المدخل الأساسي لمفهوم السيادة إذ بدونها لا وجود ولا معنى لكلمة استقلال...والايام القادمة ستخرج للعالم اثقالها.....