هزّ استهداف الوفد الفلسطيني المفاوض في قطر المنطقة بأكملها، ولم يبقَ مجرد خبرا إقليميا، بل ترك صداه واضحاً في الداخل اللبناني لاسيما ان لبنان، بما يحمله من حساسية جغرافية وسياسية، يتأثر مباشرة بأي تطور سلبي بين القوى الكبرى أو الأطراف المتخاصمة في المنطقة.
سياسياً، جاء الاستهداف ليزيد منسوب القلق عند القوى اللبنانية التي كانت تراهن على أن الحوار الخارجي قد يخفف من الاحتقان الداخلي.
ديبلوماسياً، يشكل الاستهداف ضربة قوية لمسار التفاوض والخيار وربما يكون رسالة لإفراغ المفاوضات من مضمونها، وبالتالي إبقاء المنطقة مفتوحة على مزيد من التصعيد.
في الشكل، هو تأكيد على أن التسويات لا يمكن أن تمرّ بسهولة، وأن موازين القوى على الأرض ستبقى هي الحكم، اما في المضمون، فقد ضربت اسرائيل كعادتها القوانين والمواثيق الدولية بعرض الحائط، واكدت المؤكد “لن نسمح لغزة ان تعيش”.
أمنياً، ان أي تعطيل لمسار التفاوض لا بد من ان ينعكس مباشرة على الساحة اللبنانية، خصوصاً أن الحدود الجنوبية ما زالت تعيش على إيقاع التوتر اليومي، حيث تشير التقديرات الأمنية إلى أن أي تعثّر في الحوار الإقليمي سيزيد احتمالات التصعيد الميداني، سواء عبر المزيد من الرسائل الصاروخية أو التوغلات المحدودة حتى الساعة ولكنها قد تخرج عن السيطرة وهذا هو الاخطر.
في المحصلة، استهداف الوفد المفاوض في قطر شكّل رسالة قاسية، مفادها أن مسار الحلول السلمية ما زال هشّاً، وبالتالي فان لبنان، كعادته دائماً، يدفع فاتورة الجغرافيا والسياسة معاً.
The post إنعكاسات إستهداف الوفد المفاوض في قطر على لبنان؟.. حسناء سعادة appeared first on .