في التاسع من هذا الشهر (أيلول 2025)، شهد العالم حدثاً غير تقليدي ذو أبعاد ومآلات سياسية وقانونية واخلاقية واقتصادية، حيث نفذت إسرائيل ضربة جوية في الدوحة استهدفت مقر الوفد المفاوض لحركة المقاومة الاسلامية في فلسطين المحتلة (حماس)
أثارت هذه العملية موجة من التنديدات الدولية، وطرحت تساؤلات حول تداعياتها السياسية والاقتصادية على المنطقة العربية، ومآلاتها القانونية، والأخلاقية، على المستوى الدول الغربية بالإضافة إلى المواقف الدولية.
في السياسة، تُعد الضربة تحولاً خطيراً في السياسة الإسرائيلية، حيث استهدفت دولة ذات سيادة تُعد وسيطاً رئيسياً في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة. وقد أدانت قطر العملية ووصفتها بـ”الإرهاب الدولي”، داعية إلى رد إقليمي موحد. كما أعربت دول عربية وغربية عن استنكارها الشديد، معتبرة الهجوم انتهاكاً صارخاً لكل المعايير الدولية .
أما على المستوى القانوني، فقد أثار الهجوم انتقادات واسعة باعتباره خرقاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، حيث اعتبرته روسيا “انتهاكاً جسيماً” لسيادة قطر. كما أدانت الصين الضربة، معربة عن قلقها من التهاون في احترام المواثيق الدولية ومن تصعيد التوترات في المنطقة.
وفي البُعد الأخلاقي، تُعد الضربة سابقة خطيرة في استهداف قيادات سياسية في دولة مضيفة، مما يثير تساؤلات حول احترام الأعراف الدبلوماسية والأخلاقية. وقد اعتبرت جامعة الدول العربية أن ما فعلته إسرائيل “سلوك دولة مارقة تتجاهل الأعراف والقوانين الدولية”.
أمّا في القراءة الاقتصادية، قد تؤثر الضربة سلباً على الاستقرار الاقتصادي في المنطقة، خاصة في ظل التوترات المتزايدة. كما قد تؤدي إلى تراجع الاستثمارات الأجنبية ليس في قطر فقط بل في كل الخليج العربي، وستؤثر على العلاقات الاقتصادية بين هذه الدول وذلك الكيان الغاصب.
على صعيد المواقف الدولية، فقد أعرب رئيس الولايات المتحدة عن “استيائه الشديد” من الضربة، نافياً أي دور أمريكي فيها، ووصف الاتحاد الأوروبي الهجوم بأنه “خرق للقانون الدولي” و”انتهاك لسيادة قطر”.
وأدانت معظم الدول العربية والغربية والشرقية الهجوم، معتبرة إياه تصعيداً خطيراً يهدد أمن واستقرار المنطقة.
وبناء على ما تقدم، فإن الضربة الإسرائيلية على العاصمة القطريه، تمثل تصعيداً خطيراً في النزاع الإقليمي، وتثير مخاوف واسعة على المستوى الدولي. وقد تؤدي هذه العملية إلى تقويض جهود الوساطة في النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي، وتزيد من التوترات في المنطقة، والخلافات والتباينات في المواقف والقرارات الدولية، مما يستدعي تحركاً دولياً عاجلاً لاحتواء الأزمة. ومنع تدحرج كرة الثلج التي لن تستثني في طريقها أحد ولا كيان ولا وجدان نادى بحقوق الانسان.
The post قراءة أولية لتداعيات ومآلات العدوان والضربة الاسرائيلية!.. بقلم: د. عبدالرزاق القرحاني appeared first on .