انعقدت قمة منظمة شنغهاي للتعاون (SCO) في مدينة تيانجين الصينية (31 آب – 1 أيلول) 2025، وسط تحولات جيوسياسية واقتصادية عالمية متسارعة.
ضمّت القمة أكثر من 20 زعيمًا من دول غير غربية، بما في ذلك الصين، روسيا، الهند، إيران، وكوريا الشمالية، مما جعلها من أبرز التجمعات المناهضة للهيمنة الغربية في العقد الأخير.
ولعل من أهم الأسباب والدوافع لهذه القمة:
– إعادة تشكيل النظام العالمي، حيث تسعى الصين وروسيا إلى تقديم نموذج بديل للنظام العالمي القائم، يركز على التعددية القطبية واحترام السيادة الوطنية، بعيدًا عن الهيمنة الغربية.
– مواجهة دول مثل الصين والهند وروسيا ضغوطًا اقتصادية وسياسية من الغرب، بما في ذلك العقوبات والتعريفات الجمركية، مما دفعها لتعزيز التعاون فيما بينها.
– التحولات الاقتصادية، حيث تسعى الدول الأعضاء إلى تقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي وتعزيز استخدام العملات المحلية في التبادلات التجارية، مما يعكس رغبتها في تحقيق استقلالية مالية.
أما في النتائج والمخرجات:
– إطلاق بنك التنمية لمنظمة شنغهاي،حيث تم الاتفاق على تأسيس بنك تنمية خاص بالمنظمة، يهدف إلى تمويل مشاريع البنية التحتية والطاقة في الدول الأعضاء، مما يعزز التكامل الاقتصادي الإقليمي.
– تعزيز التعاون في مجال الطاقة المتجددة، وقد أعلنت الصين عن استثمارات كبيرة في مشاريع الطاقة المتجددة في آسيا الوسطى، مع التركيز على استخدام “اليوان” في تسوية المعاملات، مما يشير إلى محاولة تقليل الاعتماد على الدولار.
– حققت القمة تقاربًا بين الصين والهند، رغم التوترات الحدودية السابقة، حيث أكد الجانبان على أهمية التعاون الاقتصادي وتجاوز الخلافات الثنائية.
– التأكيد على السيادة الوطنية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، مما يعكس توجهًا مشتركًا لمواجهة التدخلات الغربية.
أما الآثار المتوقعة من هذه القمة على النظام العالمي:
– في السياسية: تسعى منظمة شنغهاي إلى تقديم نموذج حوكمة عالمي بديل، يركز على التعددية القطبية واحترام السيادة، مما قد يقلل من النفوذ الغربي في الشؤون الدولية.
– على المستوى الاقتصادي والمالي:
فقد عززت القمة من التعاون الاقتصادي بين الدول الأعضاء، مع التركيز على استخدام العملات المحلية في التبادلات التجارية، مما قد يؤدي إلى تقليل هيمنة الدولار الأمريكي على النظام المالي العالمي.
– إمكانية أن يؤدي هذا التعاون بين الدول الأعضاء إلى تبادل ثقافي واجتماعي، مما يعزز من فهم الشعوب لبعضها البعض ويقلل من التوترات الثقافية.
في الختام: تمثل قمة منظمة شنغهاي للتعاون 2025 خطوة مهمة نحو إعادة تشكيل النظام العالمي الجديد، حيث تسعى الدول الأعضاء إلى تحقيق استقلالية سياسية واقتصادية عن الغرب. ومع ذلك، فإن تحقيق هذه الأهداف يتطلب تجاوز التحديات الخارجية والداخلية، بما في ذلك الخلافات الثنائية بين بعض الدول الأعضاء، بالاضافة الى تجاوز الهيمنة الاقتصادية العالمية.
موقع سفير الشمال الإلكتروني