“هل كان العالم يحتاج الى فيلم سينمائي ليشعر بوجع شعب بأكمله؟.
فوسط الدموع وهتافات فلسطين حرة وتصفيق تخطى الرقم القياسي (٢٤دقيقة) شهد مهرجان البندقية السينمائي وقفة تضامن مع فلسطين خلال عرض فيلم “صوت هند رجب” للمخرجة التونسية كوثر بن هنية والذي تضمن تسجيلاً صوتياً حقيقياً لهند الطفلة الفلسطينية ذات الخمس سنوات قبل مقتلها على يد الجيش الاسرائيلي مع ستة من اقاربها في ٢٩ كانون الثاني عام ٢٠٢٤ ومنع المسعفين من الوصول لانقاذها.
ببراعة تمكنت المخرجة بن هنية من سرد قصة الطفلة هند رجب وما عاشته في ساعاتها الاخيرة واستغاثاتها الموجعة حين تم قصف السيارة التي كانت تنقلها الى مكان اعتقدوا هي وعمها واولاده وخالتها انه سيكون اكثر أمناً لهم فكانت يد الاجرام سباقة اليهم.
فيلم “صوت هند رجب” الذي يجسد احداث غزة على مدار ١٣ يوماً ويستند إلى تسجيلات حقيقية للمكالمة التي أجرتها هند مع الهلال الأحمر الفلسطيني قبل مقتلها، يشارك فيه ممثلون فلسطينيون ويحظى بدعم كوكبة من نجوم هوليوود، الذين انضموا كمنتجين تنفيذيين ومن بينهم براد بيت، يواكين فينيكس، وروني مارا، إلى جانب المخرجين ألفونسو كوارون وجوناثان غليزر.
الفيلم تمكن من حصد جائزة الاسد الفضي في مهرجان البندقية السينمائي ولكن الاهم من الجائزة حصده لاعتراف عالمي بأن ما يجري في غزة ابادة جماعية لا توفر حتى الاطفال ووضعه فلسطين مرة جديدة في صدارة المشهد العالمي حيث حكت السينما ما عجزت عنه السياسة.
والدة هند التي كانت على تواصل دائم مع صناع الفيلم لم تتمكن من مشاهدته قائلة انها لن تتحمل ان تسمع استغاثة ابنتها مجدداً شاكرة كل من تعب لتخليد ذكرى هند في فيلم سيكون وثيقة مهمة في يد الاجيال القادمة.
الفيلم سيشارك في العديد من المهرجانات السينمائية العالمية ومنها مهرجان تورونتو السينمائي الدولي وسيمثل تونس ايضاً في النسخة المقبلة من الاوسكار ومن المؤكد ان مشاهدته ستحصد ايضاً رقماً قياسياً اوليس وجع غزة قياسي؟!.