اشتدّ الحصار على شعاب علي بن أبي طالب في لبنان، وكأن التاريخ يعيد نفسه بأقبح وجوهه.
شيعة علي بين سندان التهجير أو الموت، وبين نارٍ متأججة تشعلها أيدي الداخل المرتبطين بعتاة الخارج.
لذلك نقول لكم إخبروا أولئك الذين تعهّدوا من يزيد بن فرحان مشروع قتالنا وحصارنا،، إننا اخترنا الموت على الذلّ، وقررنا أن نجعل من الأرض للكافرين حصيراً ومقبرة.
إخبروهم أن هذا الخط لم يعرف في سجله يوماً بند استسلام، ولا فقرة مساومة، ولا جملة خضوع. نحن أبناء مدرسة الحسين، التي خطّت بدمائها معادلة الخلود: هيهات منّا الذلّة. وسنبقى نردد هذه العبارة لطالما هي تؤلمكم.
نحن من صنف الرجال النادرين، الذين خُلقوا ليكسروا صخور الحياة بأظافرهم، وليتحدّوا الطغيان مهما كان اسمه أو حجمه. فلا كلام بعد اليوم معكم.
إلى المتصهينين في الداخل، إلى أولئك الذين باعوا ضمائرهم ورهنوا كرامتهم على أبواب السفارات: لا مجال للحديث معكم بعد اليوم. لا حوار، لا مداراة، لا لقاءات شكلية، ولا منصات نفاق. زمن التسامح قد اضمحلّ وابتعد، والصفحات البيضاء التي فتحتها المقاومة يومًا لكم طواها الزمن ودفنها مع الخونة في مقابر النسيان. لأنكم وجه الصهاينة الآخر.
أنتم لستم سوى الوجه الداخلي للمشروع الإسرائيلي الأميركي. أنتم حطب نارهم، وصوت أبواقهم، وجنودهم المتطوعون بغير أجر إلا الخيانة.
تقتاتون على الفتنة، وتعيشون على الدم، وتتنفّسون غبار الوصاية الأجنبية، ثم تتحدّثون عن سيادة وحرية!
نحن أصحاب الأرض والقرار،
فاعلموا جيدًا إن هذه الأرض أرضنا، وهذه السماء سماؤنا، وهذه الدماء دماؤنا، وهذه المقاومة خيارنا الأزلي. لن تنجحوا في كسرنا لا بحصار ولا بتهديد ولا بتجويع. أنتم مجرد أدوات مؤقتة في مسرحية سوداء كتبها الأميركي والصهيوني والسعودي،
فحين يُقفل الستار، لن يذكركم أحد إلا كخونة أذلاء. وستكون الكلمة الأخيرة لنا بإذن الله،
نحن الذين واجهنا إسرائيل وكسّرنا أسطورتها، فهل نخاف منكم، وأنتم أصغر من ذَرَّات الغبار على أقدام المقاومين؟ أنتم مشروع هزيمة قبل أن تبدأوا، ونحن مشروع انتصار حتى آخر قطرة دم.
إليكم يا أعداء المقاومة في الداخل نقول،، ستبقى كلماتنا في وجوهكم كالرصاص، وصمودنا على صدوركم كالصخر، وإرادتنا سيفًا مشرعًا لا ينكسر.
لقد اخترنا طريقنا المُفضل، طريق الموت على الذلّ، طريق الشرف على الخيانة، وطريق العزّة على العمالة.
فكونوا على يقين لن نهزم، ولن نستسلم، ولن نركع حتى لو اجتمع الكون كله علينا.