الزميلة الصحافية الإعلامية حنان فضل الله تعرف متى تكتب ومتى تعطي رأيها ومتى تصمت، وفي صمتها ذهب الكلام، هي شخصية حاسمة وصريحة وتتمتع بجرأة تليق بالوضوح...غامرت في صوتها وتجربتها مع المسلسل الكرتوني "صندوق هويدا السري"، مغامرة مختلفة، لكنها ناجحة، وتفوقت في تمثيل صوتها واستخدامه بحرفنة، ولفتتنا جميعاً في التصالح مع الشخصية إلى حدود الذوبان...وكان هذا الحوار مع الزميلة حنان فضل الله وجديدها الدرامي مع هويدا :
هل أحببت "هويدا" ؟
- طبعاً أحببتها، وتعاطفت معها، وحملت همّها، وأنتظر يومياتها الجديدة بفارغ الصبر.
لماذا وقع الاختيار عليك حتى تستعير هويدا صوتك واحاسيسك؟
- هويدا لم تستعِر صوتي وأحاسيسي، بل هي ملكتهما بالكامل، حين أمسك النص وأقف خلف الميكروفون لأسجل الحلقة تختفي حنان وتكون هويدا!
وبالعودة لسؤالك دكتور جهاد، حين اتخذنا القرار بالبدء بتنفيذ العمل كان السؤال الكبير "ومين رح تكون هويدا؟" كتمثيل أو أداء صوتي، بادرت للقول:" أنا..".. لشدة اقتناعي بتوليفة كاتبة العمل هلا حداد التي تحرص - للمناسبة على أنني شاركت أيضاً في كتاب العمل، لكن للحقيقية أنا فقط وخلال قراءتي للنص أرتجل جملة من هنا وتعليقاً من هناك، حسب ما أشعر أن هويدا ستقول أو تتفاعل بهذه الجملة أو تلك.. مع هويدا توضّحت قدرتي على تقليد الأصوات التي كنت استعملها للتنمر على هذه الفنانة وتلك الإعلامية او ذلك النجم..!
ما هي الصعوبات التي واجهتك وانت تنفذين هويدا بكل تناقضاتها؟
- قبل التنفيذ كانت الصعوبة في اختيار الكاراكتير، أقصد شكل هويدا، وتفاصيل وجهها وشعرها وجسمها وطولها وملابسها وبالتأكيد عمرها.. ثم تم تركيب كل تلك العناصر على هويدا.. ومن ثم جاء إختيار صوت هويدا.. هذا الصوت العريض مع تلك البحّة التي تسبّب بها التدخين الذي أوقفته مع التقدم بالسن.. جربت عدة طبقات وطبائع صوتية ونغمات، وكنت أعرضها على هلا ككاتبة للنص ومركّبة للشخصية وعلى غارو المخرج، إلى أن اتفقنا على صوت هويدا الحالي الذي احببتموه...
كم تشبهك هويدا، وما الفارق بينكما؟
- هويدا تشبهنا جميعاً، نحن بنات جيل الحرب اللبنانية، أي من وُلَدن في ستينيات وسبعينيات وحتى ثمانينيات القرن العشرين.. هي تلك الحقبة وذاك الجيل من عمر لبنان!
كلنا جيل قُصِف عمره بين قرنين.. وعاش ويلات الحرب في طفولته ومراهقته وفي مرحلة النضوج ولم يهدأ.. حياتنا في خلاطة مستمرة، حياتنا في ولادة دائمة من أجل الأمل المنتظر!
هل نجحت حنان الصحافية في تجسيد هويدا البريئة الحالمة؟
- ممممممم..(بعد تفكير) صراحة أعتقد ذلك.. حنان تعاطفت مع هويدا، وعاشت كل تفاصيلها..
أين نقاط الضعف والقوة في هذا العمل؟
- طموحنا كفريق عمل لـ "صندوق هويدا السري" أكبر بكثير من إمكانياتنا المادية، لا شركة إنتاج تدعمنا، ولا جهة ما.. قدمنا عملاً هو الأول من نوعه" كرتون 3d animation " أخطأنا وصححنا، وسنصحح إن أخطأنا، وضمن الإمكانيات المتاحة تعلمنا، وقدّمنا مسلسلاً كرتونياً بحبكة درامية تقودها هويدا وذاكرتها التي أغنتها ظروف البلد على مدى ستة عقود بما فيها كل الخضّات المعروفة والمؤثرة سياسياً واقتصادياً وعقائدياً وغير ذلك..!
وبصراحة نقاط ضعفنا كانت في الإمكانيات.
هل تقديم الرواية بهذا النمط الأسلوب الفني نجح؟
- أتمنى ذلك.. الـ animation فن عظيم.. شركات انتاج عالمية عظمى اعتمدت عليه ديزني مثلاً (مع ملاحظاتي طبعاً لمدسوسات فكرية وسلوكية يتم دسّها في بعض أفلامها)، أرجو ان لا تظن أنني أشبه هويدا بديزني أو غيرها من الشركات عالمية الكبرى.. اقصد الحديث عن أهمية تقديم قصة هويدا وحيواتها ومراحل عمرها في قالب كرتوني.
كلمة أخيرة إلى هويدا؟
- أقول لها استمري.. تمرّدي كوني أنتِ ولا تتركي سراً في صندوقك إلا وتطلعيننا عليه.. فليس في حياتك ما لا يستحق الحياة من جديد حين تخرجينه "برّا الصندوق"....
طباعة المقال
ارسل إلى صديق
اضافة إلى المفضلة
حفظ الموضوع