على عكس المتوقع، لم تحمل زيارة الموفدين الاميركيين توماس باراك ومورغان اورتاغوس، والتي رافقهما فيها وفد رفيع من أعضاء الكونغرس، أي جديد يتعلق بالانسحاب الإسرائيلي من الجنوب اللبناني بل على العكس جاء مضمونها على شكل تهديد على لسان السيناتور ليندساي غراهام الذي اكد على انه “لا يمكن مطالبة إسرائيل بأي التزامات قبل نزع سلاح حزب الله”.
الى ذلك، يفهم من كلام باراك انه لم يأت ليوصل الرد الاسرائليي على الورقة اللبنانية بل جاء ليحمل رسالة مفادها أن على الحكومة اللبنانية “الانصياع للاوامر الاسرائيلية” اذ اشار الى ان “انسحاب اسرائيل مرهون بخطوات جدية لنزع سلاح حزب الله”، متوجهاً الى المسؤولين بالقول “في نهاية المطاف سيكون عليكم التحدث مع إسرائيل إن كان حول المفاوضات أو التطبيع أو اتفاقية السلام”.
غير أن باراك نسي او تناسى ان لبنان التزم بتنفيذ ما وافق عليه من خلال اتفاق وقف اطلاق النار وبات الآن لزاماً على بلاده الايفاء بتعهداتها والضغط على الاسرائيلي لتنفيذ الجانب المتعلق به من الاتفاق.
باراك الذي اشار الى ان التمديد لقوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل) سيكون لسنة واحدة فقط، تحدث عن قيام منطقة اقتصادية جديدة في الجنوب، والذي اضطر الى قطع زيارته اليه بعد ان مكث لمدة ساعتين في ثكنة الشهيد فرانسوا الحاج التابعة للجيش اللبناني، اثر احتجاجات شعبية قام بها الاهالي في مدينتي الخيام وصور حاملين صور شهدائهم واعلام حزب الله ومنددين بالتدخل الاميركي الحاصل.
على صعيد متصل، تطرق باراك الى العلاقات اللبنانية – السورية، كون الورقة الاميركية تلحظ العلاقة بين البلدين، مشيراً الى ان “الرئيس السوري الانتقالي احمد الشرع يتطلع الى علاقة تاريخية وتعاون مشترك مع لبنان”، الأمر الذي قرأت فيه بعض الاوساط دحضاً لما اشيع عن ان الغاء زيارة الوفد السوري الى لبنان اليوم الخميس، هي جزء من ضغط اميركي على المسؤولين اللبنانيين للانصياع الى رغبات اسرائيل.
هذا وتحدثت المعلومات عن ان الوفد السوري سيزور بيروت مطلع الاسبوع المقبل تحضيراً لزيارة لجنة موسعة تتضمن مسؤولين على مستوى رفيع لبحث مختلف المواضيع العالقة بين البلدين.
اذاً، جاءت الزيارة الاميركية لتعيد التأكيد على ان اعادة الاعمار واي دعم اقتصادي او مادي مرهون بتنفيذ الخطوات العملية لجهة تسليم سلاح حزب الله، مراهنة على الدور الذي سيلعبه الجيش اللبناني في هذه المرحلة وصولاً الى بسط سيطرته على كامل الجنوب. فهل ستتمكن الدولة من الايفاء بتعهداتها ام ان طبول الحرب ستعود لتقرع؟.
موقع سفير الشمال الإلكتروني