2025- 08 - 25   |   بحث في الموقع  
logo لضبط مخالفات المولّدات الكهربائية.. أمن الدولة توقف مواطناً في كامد اللوز logo كركي: غسيل الكلى سيبقى على رأس أولويات الضمان الاجتماعي logo قوات الاحتلال تداهم معملاً في مركبا logo أسرار الصحف logo عناوين الصحف logo افتتاحية “الجمهورية”: برّاك يبلغ الردّ الإسرائيليّ غداً… والشرع: لعلاقة من دولة إلى دولة مع لبنان logo مانشيت “الأنباء”: برّاك في بيروت اليوم حاملا الرد الاسرائيلي ومشاورات إضافية في نيويورك حول التجديد لليونيفيل logo بالصورة: قوّة إسرائيلية تُفتّش معملاً في الجنوب وتُحذّر صاحبه
سوريا وإسرائيل.. والولايات المتحدة ثالثتهما!.. بقلم: د. عاصم عبد الرحمن
2025-08-25 05:21:13


لم تكن التطورات التي شهدتها سوريا في كانون الأول 2024 مجرد تبدّل في موازين السلطة الداخلية وحسب، بل مثلت لحظة مفصلية أعادت تحديد موقع دمشق في معادلة الصراع العربي – الإسرائيلي. فمع سقوط نظام بشار الأسد وصعود الرئيس الاسلامي أحمد الشرع، تكثفت الضربات الجوية الإسرائيلية ودخلت سوريا مرحلة جديدة من التعاطي مع إسرائيل، عنوانها: التفاوض المباشر برعاية أميركية ووساطات دولية.


الأقليات مجدداً


رفع إسرائيل لشعار حماية الأقليات في دمشق ومحيطها لم يكن مجرد عنوان استراتيجي، بل رسالة سياسية مزدوجة: فمن جهة تبرر تل أبيب وجودها العسكري المباشر، ومن جهة أخرى تضع ملف الأقليات ورقة ضغط على الحكومة السورية الجديدة، ذلك أن إسرائيل تسعى لترسيخ نفوذها في الجنوب السوري باعتباره عمقها الأمني القومي.


واشنطن من المقعد الخلفي إلى الأمامي


انتقال الولايات المتحدة من موقع المراقب إلى دور “المُخرج” للمفاوضات يعكس دلالتين: الأولى، أن الإدارة الأميركية ترى في الأزمة السورية فرصة لإعادة هندسة المنطقة عبر السلام مع إسرائيل. والثانية، أن دخولها المباشر جاء كرد فعل على احتمال توسع الوساطات البديلة (الإمارات، تركيا، أذربيجان، فرنسا) بما يقلص الدور الأميركي. وهنا يظهر حرص واشنطن على أن تكون المرجع الأخير لأي اتفاق سوري – إسرائيلي محتمل.


التفاوض المباشر: اختراق أم مناورة؟


استضافة العاصمة الأذرية باكو أول حوار مباشر بين الجانبين كان حدثاً لافتاً، لكنه لا يعني بالضرورة تقدماً جوهرياً. فدمشق وضعت شرط معالجة الوجود الإسرائيلي في الجنوب، بينما تل أبيب ربطت أي تنازل أمني باتفاق سلام شامل. ما يعني أن المفاوضات لا تزال تدور في حلقة “الأمن مقابل الشرعية”، وهي المعادلة نفسها التي حكمت محادثات التسعينيات.


الميدان يسبق الطاولة


القصف الإسرائيلي لمواقع حساسة كهيئة الأركان في دمشق يكشف أن لغة القوة ما زالت هي المهندس الأساس لمسار المفاوضات. وهنا تكمن الدلالة الأبرز: إسرائيل تفاوض من موقع الطرف الممسك بالميدان، بينما تسعى دمشق إلى تحييد التصعيد وفرض حد أدنى من شروط السيادة. وهذا التباين يفسر تعثر الجولات وتذبذبها بين التصعيد والدفع الدبلوماسي.


ما قبل الاتفاق: اختبار جدية


بنود الاتفاق التي طُرحت في آب 2025 تبدو في ظاهرها تقنية – وقف إطلاق النار، خفض التصعيد، تفعيل اتفاق 1974 – لكنها في الجوهر اختبار لجدية الطرفين. فإذا نجحت هذه الخطوات، يمكن البناء عليها لفتح ملف أوسع يتعلق بترسيم السلام. أما إذا تعثرت، فإن العودة إلى الميدان كخيار أول ستكون مرجحة.


إن دلالات المفاوضات السورية – الإسرائيلية تكشف ثلاث حقائق:


1.    سعي إسرائيل لترتيب أمنها الجنوبي قبل أي حديث عن سلام شامل.


2.    عودة واشنطن لتتصدر المشهد بعدما شعرت بتزاحم وسطاء منافسين.


3.    قدرة دمشق، رغم تعدد أزماتها، على التفاوض تحت ضغط القوة العسكرية الإسرائيلية.


فهل تنجح هذه الجولة في كسر معادلة “الميدان يحكم الطاولة” وتفتح آفاق السلام، أم أن الصراع سيعيد إنتاج نفسه بصيغة جديدة؟




Related Posts

  1. أوروبا بين "بودابست ثانية" وصراع التحالفات الكبرى.. بقلم: عماد العيسى
  2. إشارات تأجيل الإنتخابات النيابيّة.. جدّيّة أم جسّ نبض؟.. عبدالكافي الصمد
  3. الفساد بين الدين الالهي والدين الشعبي في لبنان!.. بقلم: د. وديعة الأميوني
  4. حزب الله: لن نسلم رصاصة إذا استمر التعامل بنفس الأسلوب
  5. غرق طفل في نهر العاصي




The post سوريا وإسرائيل.. والولايات المتحدة ثالثتهما!.. بقلم: د. عاصم عبد الرحمن appeared first on .




موقع سفير الشمال الإلكتروني



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBAANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top