منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أظهرت أستراليا حكومةً وشعباً تعاطفاً ملحوظاً تجاه الوضع الإنساني المأساوي المتدهور في القطاع، خاصة مع استمرار العدوان الغاشم والامعان في قتل البشر تدمير الحجر.
أدركت الحكومة الأسترالية أهمية اتخاذ موقف واضح يُعبّر عن دعمها للمدنيين المتضررين، وقد تجلى ذلك عبر سلسلة خطوات، بدأت بتصريحات رسمية من قبل المسؤولين الأستراليين الذين عبّروا عن قلقهم العميق من تصاعد العنف وما يترتب عليه من آثار إنسانية، حيث أكدت الحكومة على ضرورة توفير الحماية للمدنيين، ودعت إلى وقف إطلاق النار من كلا الجانبين، كما قامت الحكومة الأسترالية بتقديم مساعدات مالية وإنسانية مباشرة لقطاع غزة، في ظل الحصار والعدوان الإسرائيلي.
تفاعل الشعب الأسترالي بشكل كبير مع الأحداث المؤلمة، حيث كانت تشهد المدن الأسترالية تظاهرات أسبوعية حاشدة تجمع المواطنين من مختلف الأديان والخلفيات الثقافية للتعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني مطالبين بإنهاء العدوان الهمجي وفك الحصار والتوقف عن قتل المدنيين والإبادة الجماعية، داعين الحكومة الأسترالية الى التوقف عن دعم إسرائيل.
وبفضل تلك الجهود، بدأ يظهر تغير واضح في موقف الحكومة الأسترالية، التي عبّرت عن التزامها بمبادئ حقوق الإنسان، وأكدت على أهمية الحوار والدبلوماسية في حل النزاعات، حيث كانت أستراليا تسعى جاهدة لتكون صوتاً للسلام والعدالة.
وفي خطوة جريئة تعد الأولى من نوعها، أعلنت وزارة الداخلية الأسترالية عن رفضها منح تأشيرة دخول للنائب الإسرائيلي المتطرف سيمحا روثمان، مما أثار ردود فعل متباينة في الساحة السياسية والإعلامية، فضلا عن إعلان أستراليا الاعتراف بالدولة الفلسطينية مطلع الشهر المقبل.
وأسفر ذلك، عن هجوم كلامي حاد شنّه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ضد الحكومة الأسترالية متهماً نظيره أنطوني ألبانيزي بخيانة إسرائيل وتخليه عن يهود أستراليا، وقد رد البانيزي بالقول: “أتعامل مع قادة الدول الأخرى بإحترام وأتواصل معهم بطريقة دبلوماسية وأضع مصلحة أستراليا في المقدمة. وظيفتي هي تمثيل المصلحة الوطنية الأسترالية، وأعتقد بشدة أن الأستراليين يريدون أمرين: أولاً أن يتوقف الناس عن قتل بعضهم بعضاً سواء كانوا إسرائيليين أو فلسطينيين، ثانياً يريدون أن لا يصل الصراع إلى هنا”.
وضمن هذا الاطار رد وزير الشؤون الداخلية الهجرة الاسترالي طوني بورك على تصريحات نتانياهو قائلاً: “لا تقاس القوة بعدد الأشخاص الذين يمكن تفجيرهم أو عدد الأشخاص الذين يمكن تركهم جائعين”.
وأضاف :إ”ن موقفنا ثابت، نحن من نقرر من يدخل أستراليا”..
ويبقى القول، أن ليس في الأمر عجب إذا اتخذت الحكومة الأسترالية هذا الموقف الإنساني، بل العجب يكمن في عدم اتخاذه. فالنظام السياسي في أستراليا يقوم على الديمقراطية التي تكرّس الحريات وتحمي حقوق الإنسان، وفقاً للإعلان العالمي الصادر عن الأمم المتحدة. كما يلتزم هذا النظام بمبدأ التعددية وقبول الآخر، ومناصرة أصحاب الحقوق المسلوبة لإسترداد حقوقهم.
إن موقف الحكومة الأسترالية بقيادة حزب العمال، الذي أثار امتعاض رئيس وزراء إسرائيل، يُعتبر تجسيداً لمبادئ العدل والإنصاف وحقوق الإنسان، ويعكس التزامها بالقانون الدولي الذي يحارب انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب. فالشعب الفلسطيني له الحق الطبيعي والقانوني في المطالبة بطرد المحتل من أراضيه، وهي قضية تتصدر اهتمامات العالم بأسره.
إن أستراليا، المعروفة بكونها ملاذاً آمناً للشعوب المغلوب على أمرها، يجب أن تولي اهتماماً خاصاً للشعب الفلسطيني، الذي يحتاج إلى دعم المجتمع الدولي في الدفاع عن حقوقه أمام الغاصبين، وعلى رأسهم رئيس حكومة إسرائيل نتنياهو، الذي بات إجرامه الضاري معياراً لأبشع وأفظع أنواع الإجرام في أرض العالم قاطبةً.
The post أستراليا.. صوت للإنسانية في حرب الابادة على قطاع غزة!.. نادين شعّار appeared first on .
كلمات دلالية: الأسترالية أستراليا الحكومة إسرائيل الإنسان الإسرائيلي الفلسطيني رئيس |