في خلال عشرة ايام وصلني كتابين لسيرة حياة شخصيتين عصاميتين لا يتحدث عنهما اهل منطقتهما ولبنان الا بالخير.
الكتابان خطهما قلم عميق باسلوب سهل ممتنع يشدك حتى تقرأ وتتابع مجريات السيرة من الصفحة الاول حتى الاخيرة بشغف لانهما لا يحتويان على سيرة حياة فقط وكيفية تسلق صاحبيهما درج الاعمال خطوة خطوة للوصول الى قمة النجاح بل بداخلهما كنز من الاخبار والمعلومات عن منطقتنا معظمنا يجهلها استقاها الكاتب الاديب محسن ادمون يمين من خلال ولعه بنبش الماضي بصوره واخباره وطريقة عيش ابناء المنطقة ويومياتهم.
ليس بغريب على محسن يمين ان يتحفنا بقلمه انما ما يلفت كيف استطاع ان يسيل حبر قلمه بهذه الدقة وباسلوبين مختلفين في الكتابة وبمهلة زمنية متقاربة جداً.
يستحق ميلاد الغزال معوض الذي لم اعرفه عن كثب بل سمعت عن اعماله وتقواه ان تكتب سيرته تحت عنوان ” ايمان ورحمة” هو العصامي المكافح ابن الفقر والقلة في الزمن الصعب الذي لم يخجل من اي عمل قام به وعندما وصل الى ما هو عليه زرع الرحمة والفرح في قلوب الاقربين الأولى بالمعروف على ما يقول الكاتب، وفي قلب كل محتاج لدعم او علم او عمل فاستحق ان يُلقب بابو الفقراء.
لم اشاهد في توقيع اي كتاب مهما عظم شأنه هذا الكم من الحضور على المستوى السياسي والاجتماعي ومن كل المناطق، وهذه اللهفة على الوجوه لسماع كلمات المنتدين من الخوراسقف اسطفان فرنجيه الذي تطوع لتقديم الحفل الاشبه بمهرجان، الى كلمة المطران جوزيف نفاع النابعة من القلب، وبعدها كلمة المطران نبيل عنداري رفيق الدرب، ومن ثم كلمة الكاتب الذي يستحق ان ترفع له القبعة، فكلمة الحفيد حامل الاسم ميلاد جونيور الذي وعد باكمال المسيرة مؤكداً ان حمله لهذا الاسم تشريف ومسؤولية.
اما بعد فان الكتاب الثاني الذي يحمل عنوان المغامرة والحنين
هو ايضاً لرجل عصامي اجبرته الاحداث على الهجرة سعياً وراء الامن والامان فأسس امبراطورية صناعية في فنزويلا وكافح وجاهد من دون ان ينسى مسقط رأسه الذي بات يحمل ثلاثة شوارع باسمه ودارة مشرفة من بلدة ايطو على اهدن وزغرتا وطرابلس الى العديد من الدروع التكريمية وتمويل مشاريع خيرية ومساعدات طلابية واستشفائية وانمائية.
جمال الكتاب في السيرة والصور وتتابع الاحداث انما الاجمل انه كُتب بلغتين العربية والاسبانية ما يعكس ايضا عمق انتمائه لوطنه الثاني فنزويلا وشعوره بالامتنان لهذا البلد الذي احتضنه يافعاً، اما الاهم فهي ان سيرة هذا الرجل الاهدني المغامر كتبت وهو على قيد الحياة ما اتاح له التصويب والتصحيح ورؤية مجريات حياته في دفتي كتاب.
سيرتان مفعمتان بالعطاء والانسانية يشكلان عبرة بان المثابرة والاجتهاد والارادة بامكانهم احداث فرق، وبأن لبنان يذخر بالطاقات ورجال العطاء والخير في كل قرية وبلدة ومدينة.
The post الأديب محسن يمين ينبش الماضي في كتابين.. حسناء سعادة appeared first on .