2025- 08 - 10   |   بحث في الموقع  
logo كم بلغ العدد الفعلي لمصابي حريق فقرا؟ logo بيان من مختار كفردبيان عن الحريق.. إليكم مضمونه logo يامال يوجه رسالة إلى مارتينيز logo طوني فرنجيه: خيارنا أن ينجح العهد الحالي فينجح لبنان logo عطل في أحد محولات الكهرباء في محطة الذوق logo عبّود يلتقي بخاري في دارته وألاوضاع العامة والشؤون الطرابلسية محور اللقاء logo كرامي يستقبل السفير البخاري في طرابلس logo تشييع رسمي ومهيب لشهداء الجيش الذين قضوا في انفجار مخزن أسلحة أمس (صور)
إسرائيل تتوسل السلام، وحزب الله ليس ضعيفا، غاية امريكا من نزع السلاح مقابل السلام..(ناجي علي امهز)
2025-08-10 15:42:34

كي لا يختلط الأمر على بعض اللبنانيين، وكي لا يذهب لبنان إلى مكان مليء بالتعقيدات، آن الأوان لتوضيح بعض الأمور وما يجري في المنطقة، وأسباب المطالبة بنزع سلاح حزب الله واحتلال غزة وتقسيم سوريا.
لا يمكن لأحد في العالم أن ينكر أن طوفان الأقصى عام 2023 وضع إسرائيل على مفترق السقوط، وكاد أن يقضي عليها. وحتى إن خرجت إسرائيل من هذه الحرب منتصرة كما تزعم هي، واحتلت غزة وقضت على حماس كما تشيع، فإن جسدها قد أُصيب بندوب لن تُشفى منها.
اليوم، تجوب اللوبيات اليهودية العالمية، ومنها بعض الذين نددوا بسياسة نتنياهو تجاه غزة، العالم وهم يهتفون: "نريد السلام، نريد السلام، نريد السلام". وعندما سأل الأمريكيون الديمقراطيون والفرنسيون هؤلاء اليهود كيف يريدون السلام وهم يفعلون ما يفعلون من قتل ودمار وارتكاب مجازر، كانت الإجابات والأسئلة على الشكل التالي. وبعد الاطلاع على الأسئلة والأجوبة، ستعلمون لماذا تحدث بايدن عن حل الدولتين، وبالأمس طالبت به فرنسا. وسر وصول ترامب الى الرئاسة الامريكية، ومقولته "الحرب مقابل السلام".

أكرر، ما أكتبه هو للتوضيح كيف يسوق اليهودي لفكرته وما هي حججه وهذه الاسئلة هي التي سالتها الادارة الامريكية والحكومات الاوروبية:

السؤال الأول: كيف تريدون السلام وأنتم تسعون إلى احتلال المنطقة؟
الجواب: هذا الكلام غير دقيق أبدًا. عندما احتل الجيش الإسرائيلي سيناء فقط، فإن انتشاره غير الآمن كلف إسرائيل أكثر من ثلثي جيشها، حيث تركت الحدود مع الأردن ولبنان، وحتى مع سوريا في الجولان، بقدرة دفاعية منقوصة. فإذا كان احتلال جزء من سيناء فقط يحتاج إلى انتشار ثلثي الجيش، فكيف باحتلال العالم العربي؟ وحقيقة نحن نريد السلام ولم يعد لنا طاقة على الحروب والصراعات وما قاله مناحيم بيغن للسادات " نحن اليهود نعرف معنى السلام، لقد كنا نصلي من أجله منذ ألفي عام" وانه لو لم يأتي السادات بالسلام الينا لذهبنا اليه، بالمقابل، نحن لا ننكر أننا نسعى للسيطرة على هذه المنطقة، لكن ليس بالاحتلالات، بل من خلال السيطرة التكنولوجية والاقتصادية والصناعية وحتى الزراعية، كما هو حالنا في أوروبا وأمريكا. واليوم، التعامل الاقتصادي والاستثمارات المالية والصادرات الزراعية والتكنولوجية إلى العالم العربي هي الأضخم منذ نشوء إسرائيل.

السؤال الثاني: حروبكم على المياه ومحاولة سيطرتكم على المياه في المنطقة؟
الجواب: هذا الكلام غير دقيق أيضًا. يوجد في إسرائيل أكبر عدد من شركات تحلية المياه في الشرق الأوسط، بقدرة إنتاجية تفوق حاجتها بأكثر من مئة بالمئة. وإسرائيل هي الدولة الوحيدة التي لا تستوفي ثمن مياه الري والمصانع لكثرة توفرها، إضافة إلى المياه الصالحة للشرب.

السؤال الثالث: حروبكم ومحاولة سيطرتكم على الثروات الطبيعية من غاز ونفط بالمنطقة؟
الجواب: نحن لا ننكر هذا الأمر لأنه يتعلق بأمن إسرائيل السياسي والاستراتيجي. ونسعى من خلال شركائنا في شركات النفط العملاقة ومنظمة أوبك إلى الحفاظ على إدارة هذه الأسواق العالمية، وإنما ليس بالحروب، بل بالضغط والسياسة. فنحن لم نتقاتل مع مصر، بل قمنا بعقد شراكة في الغاز حيث حافظنا على حقوق مصر المالية وحقوقنا السياسية، وكذلك مع قطر، وهناك تعاون تجاري كبير في هذا الأمر. بينما تتولى أمريكا نفسها السيطرة على هذه القطاعات في بقية الدول العربية ومنها سوريا، إضافة إلى فرنسا التي تسيطر على قطاع النفط في ليبيا وتشارك بالحصة الأكبر في الجزائر.

السؤال الرابع: تهجير الشيعة والأقليات من المناطق الحدودية لإسرائيل؟
الجواب: نعم، هناك صراع تاريخي بين اليهود والكنعانيين، وهم السنة الفلسطينيون، وفي لبنان هناك قسم كبير من الموارنة والشيعة خاصة في الجنوب. ونحن اليهود نعاني من الدم والجين الكنعاني. وشاهد العالم كيف هب شيعة لبنان للدفاع غريزيًا عن إخوتهم الكنعانيين دون معرفة الأسباب الحقيقية. بالمقابل، شاهدتم كيف أن بقية الدماء العربية لم تتفاعل مع ما يجري في غزة لأن دماءها غير كنعانية. إن مشكلة إسرائيل أكبر من عملية عسكرية أو حرب كبرى؛ إنه موروث تاريخي قبل الإسلام والمسيحية. وخلال صراع على مدار 4 آلاف سنة، لم نحقق هذا التهجير، وأصبحنا مؤمنين أنه لا يمكن تهجير الكنعانيين من أرضهم. لكن بالمقابل يجب على الكنعانيين ايضا الاعتراف والتوقف عن محاولة تهجيرنا، بالختام اليهود اقلية وديناتهم مغلقة اما الكنعانيين فانهم يتناسلون ويتكاثرون من حولنا وخلال سنوات قليلة قد نكون امام الملايين من المقاتلين ان لم نصل الى السلام او ايجاد حل نهائي لامان اسرائيل، العالم يتغير، والحروب حصلت على كافة الكرة الأرضية. كيف نضع حدًا لهذه الحروب التاريخية؟ لا يوجد طريقة واحدة اما يقضي احدنا على الاخر او يعم السلام.

هذه هي الأسئلة الأربعة والأجوبة الأربعة التي يعمل عليها اليهود اليوم في العالم. كما أنهم يقدمون دراسات ومستندات تؤكد بأن إسرائيل تعاني من تعطيل في التعليم تجاوز 70%، إضافة إلى نسبة انهيارات نفسية في المجتمع الإسرائيلي بلغت 63%، وهناك خسائر مادية واقتصادية تفوق 40%، وحالة هجرة من إسرائيل بنسبة 13% بسبب طوفان الأقصى وتداعيات الحرب على غزة ولبنان. وحتمًا هذه الأرقام ارتفعت بعد الحرب بين إسرائيل وإيران.

وينتهي التحليل عند نقطة تؤكد أن المشكلة ليست في حركة حماس في غزة أو حتى حزب الله في لبنان، بل في أن الشعب الكنعاني هو شعب مقاتل. وحتى إن انتهت حماس واجتحنا غزة، فهذا لا يعني أنه مع انتهاء حماس لن يقاوم شعب غزة أو أهل الجنوب، لأن حماس هي جزء من شعب غزة، وليست غزة هي من حماس أو أي فصيل مقاوم قد ينشأ في المستقبل. ونفس الأمر ينطبق على لبنان. إسرائيل تعاني بشدة وتريد السلام بأي ثمن ممكن.

وتؤكد الوفود التي تجوب العالم أنها تريد السلام، ولا يوجد مشكلة مع فصائل مسلحة في المنطقة اذا كانت تقبل بالسلام. لذلك نحن إما امام السلام الكامل أو الحرب الكاملة. وإسرائيل مستعدة لتنفيذ أية شروط تضمن أمنها لأطول فترة ممكنة، ويجب أن يكون هناك إبداء حسن نية من الجميع، مما يعني بأن إسرائيل تعترف علانيةً في الغرف المغلقة أنها خسرت الحرب، أو بصيغة أوضح، بأنها لا تريد أية حروب، أقله في المستقبل القريب.

هذه القراءة توصلنا إلى استنتاج بأن هجوم الكيان الإسرائيلي على إيران ليست من منطلق القوة، بل هي عملية انتحارية، لأن الكيان الإسرائيلي وصل إلى نقطة اللاعودة. ولولا تدخل أمريكا في الحرب مباشرة لانقاذ اسرائيل، لكان الكيان الإسرائيلي ربما شُطب عن الخارطة، وهم يعترفون انهم فقدوا قوتهم الدفاعية والهجومية، وانه اليوم تحميهم امريكا، لكن لو كانت امريكا اليوم تعيش فوضى داخلية فمن يحمي اسرائيل. 
اسرائيل بسباق مع الزمن ليس فقط العسكري بل حتى الاجتماعي، وهي تعترف بصمت انها غير قادرة على الاستمرار. وتستنجد العالم انقاذها او خروجها من المنطقة.
ومن خلال هذه الدراسة يمكن فهم واستنتاج بوضوح سبب وصول ترامب والحزب الجمهوري إلى سدة الرئاسة الأمريكية تحت مقولة "الحرب مقابل السلام". لذلك، الذي يقاتل اليوم ويفرض شروطه بالمنطقة هو الأمريكي وليس الإسرائيلي.

الخلاصة:
الغاية من إظهار ما يجري عالميًا، هو توضيح للرأي العام اللبناني والعربي أين وصلت إسرائيل، وأسباب ما يحصل في سوريا ولبنان، وتوضيح أسباب الضغط الأمريكي من أجل نزع سلاح كافة الفصائل الفلسطينية والمقاومة اللبنانية، وحتى قيام منطقة منزوعة السلاح في سوريا عند حدود فلسطين.

فالأمريكي متاكد أن الحكم في سوريا لم يعد يؤثر لا سياسيا او عسكريا على اسرائيل، كما انه اضعف من ان تشكيل خطورة على الأقليات وحتى ان قامت بعض الفصائل التي تنتمي الى الحكومة السورية باعمال ارهابية فانها لا تحقق نتائج سياسية مرجوة فالترهيب لا يصنع كيان سياسي بل بالختام اما سيعاقب اصحابه او سيقتلون بتصفيات داخلية وحروب محدودة. كما أن أمريكا هي التي دفعت ودعمت قيام تحالف الأقليات في سوريا، العلوي والدرزي، إضافة إلى "قسد" وحضور مسيحي لافت (مؤتمر "وحدة الموقف" في الحسكة)، مما يعني فعليًا أن سوريا قد تقسمت، مع مقدمة قيام دولة علوية ومنطقة درزية تحدد توجهها وسياستها مع قادم الأيام، خصوصًا بعد توحيد موقف مشايخ الموحدين في السويداء حول قيام إقليم درزي مستقل.

مع ظهور هذه البوادر وحديث توم براك عن احتمال عودة لبنان إلى "بلاد الشام" هو مجرد تحذير من أجل دفع الأقليات اللبنانية إلى الوحدة كما هو حالهم في سوريا. وحقيقةً، ودون تزييف للحقائق أو تبسيط للكلمات، فإن القرار الأمريكي الأوروبي الموجه إلى الدولة اللبنانية بنزع سلاح الفلسطينيين في المخيمات وحزب الله هو قرار نهائي، وأمريكا مستعدة أن تذهب فيه إلى الأخير، بل وأن تغض الطرف عن قيام إسرائيل بحرب ثانية، وهذا ما تمهد له الدبلوماسية الأمريكية عندما تقول إنها "لا تمون على إسرائيل".

لكن يجب على الجميع أن يعلم بأن أمريكا لا تريد نزع السلاح من أجل نزعه، بل تريده أن يكون مقدمة للسلام. بمعنى أوضح، لو اليوم تعلن المقاومة السلام مع إسرائيل، فإن هذا السلاح وأضعافه يصبح شرعيًا ومطلوبًا ومقبولًا، كما هو حال سلاح الدروز و"قسد" في سوريا.

فالأمريكيون والإسرائيليون يدركون بأن السلاح لم يعد هو نقطة القوة، بل السلام هو الذي يبحث عنه الكيان الإسرائيلي ويريد تحقيقه من خلال الأمريكي. فاليوم، يمكن لصاروخ واحد من اليمن أن يعطل الحركة الملاحية ويشل المدن لساعات، كما أن إرسال عشر طائرات مسيرة من جنوب لبنان أو من الجولان أو الأردن، لا تتجاوز كلفتها مئتي ألف دولار أمريكي، يمكن أن تُكلّف إسرائيل عشرات ملايين الدولارات وخسائر وعدم استقرار يستمر لشهور.
نزع السلاح ليس ما تريده أمريكا وإسرائيل، بل السلام.

الخاتمة:
ختامًا، هي رسالة إلى الشعب اللبناني، ولمن قد يرى من أقلياته في نزع سلاح حزب الله مكسبًا داخليًا. إن ما يجري لا علاقة له بتوازنات لبنان الهشة، بل هو فصل جديد من فصول "الشرق الأوسط الكبير" الذي يُرسم اليوم بالدم والنار.
وعلى العكس تمامًا، فإن المكسب الحقيقي يكمن في فهم هذه المعادلة الدولية واستغلالها لمصلحة لبنان. فبدلاً من التحريض الداخلي الذي لن يُبقي منتصراً، خصوصاً بين الأقليات، فإن الفرصة تكمن في مطالبة الدولة اللبنانية بضمانات دولية حقيقية للمكون الشيعي، وإيجاد آليات لإزالة هواجسه الأمنية. إلا إذا كان البعض يظن أن مستقبله السياسي في رئاسة فرنسا أو برلمان فنزويلا، فإن مصير الجميع مرهونٌ في لبنان الواحد، والقاعدة في المشروع الأمريكي واضحة، الكيانات التي ترفض الانصياع لمنطق السلام، ستجد نفسها على طريق الزوال. لذا أقولها دون مواربة: وجود لبنان بحد ذاته ليس مقدسًا في هذه المعادلة. فإذا كان السلام يمر عبر تقسيمه، تقبل امريكا. وإذا كان يقتضي حربًا مدمرة أو حتى إنهاء الكيان، كذلك ستقبل.
القضية ليست مجرد تسليم سلاح، بل إعلان سلام؛ فلو سُلّم السلاح غداً دون موافقة المكون الشيعي على وقف الحرب، فستشن إسرائيل حربًا جديدة.
اكرر يمكن للدولة اللبنانية ان تفرض قرارتها على الداخل والخارج، والا بحال فتحت قنوات اتصال بين الامريكيين وحزب الله ربما يقدم الامريكي كل الضمانات والتطمينات لحزب الله.
هذا هو الخيار الذي وضعته واشنطن أمام العواصم العربية: إما تطبيع كامل، أو القبول القسري بحالة "اللاحرب" التي تضمن أمن إسرائيل المطلق.
اليوم يكفي الدولة ان تحصل على ضمانات الحزب بالقبول بـ "اللاحرب" على اسرائيل، مقابل حصولها على كل ما تريده من امريكا واوروبا وحتى الدول العربية.
اليوم، لا تبحث إسرائيل عن السلام من منطلق فائض القوة، بل من عمق العجز والإرهاق. إن تل أبيب باتت تحتاج إلى "هدنة استراتيجية" أكثر بكثير مما تريد حربًا جديدة في المنطقة.



ناجي أمهز



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top