2025- 08 - 06   |   بحث في الموقع  
logo غارة على يارون logo بالفيديو: إستهداف منزل في بلدة تولين logo سلام بحث مع زواره شؤونا عامة logo السيد يرحّب بتعيين مجلس إدارة جديد لمعرض رشيد كرامي logo العمليات الأمنية مستمرة.. وأهالي الشراونة يطلبون التهدئة logo جنبلاط استقبل سفير الصين logo ما صحة استهداف ثكنة الجيش في الهرمل؟ logo الجميّل بحث في التطورات مع سفيرة تشيكيا
خمس سنوات والعدالة لا تزال تحت الركام.. مَن يُطفئ نار 4 آب؟.. صبحية دريعي
2025-08-05 06:58:12

خمسة أعوام مرّت على جريمة العصر، انفجار مرفأ بيروت، الحدث الذي لم يغيّر فقط وجه العاصمة، بل غيّر وجه الوطن بأسره. عند الساعة السادسة وسبع دقائق من مساء الرابع من آب ٢٠٢٠، دوّى الانفجار الأعنف في تاريخ لبنان، ودوّى معه سؤال لم يُجب عليه حتى اليوم: من قتل بيروت؟.



220 شهيدًا، آلاف الجرحى، مئات الآلاف من المتضررين، ومرفأ تحوّل إلى حفرة سوداء. لكن الأخطر من كل ذلك: عدالة معلّقة، وحقيقة مدفونة تحت ركام السياسة، والتدخلات، والصفقات.



منذ ساعات الصباح الأولى، توافدت عائلات الضحايا إلى محيط المرفأ، كما في كل عام. حملوا صور الأحبّة، ورفعوا صرخات لم تخفت، بل ازدادت وجعًا.



أمٌّ وضعت وردة على سور المرفأ وهمست: “ابني كان يحلم بالسفر ومتابعة دراسته… أعادوه إليّ جثة ممزّقة، خمس سنوات وأنا أُعدّ الأيام، أنتظر كلمة حقّ لم تأتِ.”


وأبٌ آخر، يجهش بالبكاء: “خسرت بنتي، ومن بعدها كل شيء فقد معناه. لا عيد، لا فرح، والقاتل لا يزال حرًّا، طليقًا.”



طيلة النهار، شهدت العاصمة بيروت وعدد من المناطق اللبنانية مسيرات رمزية ووقفات احتجاجية شارك فيها أهالي الشهداء، وناشطون، ومناصرون للقضية، وسط لافتات تطالب بكشف الحقيقة كاملة، ومحاسبة كل من تواطأ أو أهمل أو غطّى الجريمة، بلا استثناء ولا حصانة.


وفي لحظة الصمت عند الساعة 6:07 مساءً، ارتفعت صور الشهداء من جديد، وارتفعت معها صرخة أم، دمعة أب، صمت أخ، وردة على سور، وصوت واحد: “لن ننسى، لن نسامح.”


ويليام نون شقيق الشهيد جو نون قال في تصريح لـ””: “أخي استُشهد وهو يلبّي نداء الواجب، ونحن نكمل الطريق بوجه كل منظومة حاولت تدفن الحقيقة.


خمس سنوات مرّت ولم يُحاسب أحد، لكننا لن نتعب، ولن نساوم، ولن نسكت. إما العدالة أو لا دولة.



رنا، والدة أحد شهداء فوج الإطفاء، قالت لـ”””: “ابني نزل ليطفئ نارًا، فعاد في نعش. قالوا لنا: هناك تحقيق وقضاء. أين هو؟ خمس سنوات مرّت، ولم يُحاسب أحد. قتلوا ابني، ثم أرادوا منّا أن نصمت وأنا أقول: لن أصمت، وسأظل أطالب بالحقيقة مهما طال الزمن.”


فؤاد، أحد الجرحى الذين فقدوا أطرافهم، لا يزال حتى اليوم عاجزًا عن العودة إلى عمله أو ممارسة حياته كما كانت. يقول: “فقدت ساقي، لكنّ روحي انكسرت أكثر. من يعوّضني؟ من يعوّضنا جميعًا؟ لا نريد صدقة من أحد. نريد فقط أن نعرف من فعل هذا، من سكت، ومن شارك. نريد الحقيقة… فقط الحقيقة.”



في الذكرى الخامسة، وخلال جولة ميدانية داخل حي الجميزة، لا تزال آثار الانفجار حاضرة في كل زاوية: جدران متصدّعة، أبواب مرمّمة بعشوائية، نوافذ مغطاة بشريط لاصق، ومحال لا تزال مغلقة منذ الرابع من آب.


سمير عطاالله، أحد سكان الحي، يقف أمام منزله الذي ما زال يحمل آثار الانفجار، ويقول:


“مش لازم نكون واقفين هون بعد خمس سنين. الجميزة نزفت دم وبقيت مهجورة. كل زاوية فيها حكاية شهيد أو ناجٍ، واللي فجّر بعده حرّ.”



إلياس حداد، صاحب مقهى دمّر في الانفجار، يتذكّر اللحظة: “كنت عم حضّر القهوة، وانفجر كل شي. ما فهمنا شي. ركضنا نلم الجرحى من الطرقات. صرخة الناس بعدها بآذاني. وبعد خمس سنين، بعدنا منتطلّع بالسما قبل ما نفتح الشباك.”


مع مغيب شمس الرابع من آب، أُضيئت الشموع على شرفات الجميزة، ورُفعت صور الشهداء، ونُثرت الورود عند ركام المرفأ.


على أمل أن تظهر الحقيقة علها تبرد قلب إمٍ إنتظرت عودة إبنها لسنوات ومدى الحياة.

موقع سفير الشمال الإلكتروني





ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top