2025- 07 - 26   |   بحث في الموقع  
logo قرار قضائي سوري ضد وئام وهاب logo الحرارة تتخطّى الـ 40 درجة.. إليكم تفاصيل الطقس logo أنتوني ألبانيزي يطالب إسرائيل بوقف حصار المساعدات عن غزة ويدعو إلى تحرك عاجل logo توقيف مطلوب في طرابلس بجرائم خطيرة وضبط كميات من الماريغوانا  logo مشاركة حاشدة لحزب الله في تظاهرة “صرخة من أجل غزة” في صيدا logo عناوين الصحف logo افتتاحية “اللواء”: عون يكشف عن اتصالات مع الحزب.. واقتراح أميركي بمنطقة أمنية في الجنوب logo افتتاحية “الديار”: لا حرب… ولا سلم: لبنان في حالة المراوحة القاتلة
خاص - برّاك ودبلوماسية "الأوراق المُفخّخة".. تسوية أم خديعة جديدة؟ (محمّد حميّة)
2025-07-25 19:25:35



لا يختلف مضمون الورقة الأميركية التي حملها المبعوث الأميركي توم برّاك في زيارته الأولى عن فحوى الرد الأميركي الثاني والثالث على مذكرة الملاحظات اللبنانية على الورقة الأميركية في الزيارتين الثانية والثالثة، وإن غُلِفت ببعض المصطلحات وحفلة اللقاءات والمجاملات والعشاوات والعلاقات العامة، لكنها زُرِعت بالفخاخ القاتلة وتحمل هدفاً واضحاً: نزع كل سلاح حزب الله في كل لبنان ومن دون ضمانات وتحت ضغط التهديد بالحرب الإسرائيلية وبعدها نرى ما نفعله!. لكن المتغير الوحيد هو انتقال الموفد الأميركي من المطالبة بالسلاح الذي يهدد أمن إسرائيل أي الصواريخ الثقيلة والمسيرات، الى المطالبة بكل السلاح حتى القنبلة اليدوية! وبعد تحقيق هذا الهدف قد يطلب لاحقاً تفكيك البنية العسكرية والسياسية وحتى الاجتماعية لحزب الله وللمقاومة وصولاً الى فرض مشروع السلام والتطبيع.
يشير مصدر واكب عن قرب مفاوضات الزيارات الثلاثة بين الأميركيين والمسؤولين اللبنانيين، الى أن الورقة الأولى أشبه بصكّ استسلام تتضمن مطالب قاسية وتتعامل مع لبنان كمهزوم وعلى مشارف الإنهيار ولا يملك ترف النقاش سوى ورقة الإنقاذ الأميركية.
ويوضح المصدر لموقع "التيار" أن معادلة "خطوة مقابل خطوة" في الورقة الأميركية الأولى مجحفة بحق لبنان، وهي عبارة عن التالي: "تسليم السلاح من شمال الليطاني حتى نهر الأولي مقابل الانسحاب من التلة الأولى، البقاع الغربي مقابل التلة الثانية، بعلبك -الهرمل حتى الحدود اللبنانية – السورية مقابل التلة الثالثة، الضاحية الجنوبية وبيروت مقابل التلة الرابعة..."، ويضيف المصدر متهكماً: "يغادر حزب الله لبنان مقابل انسحاب إسرائيل من التلة الخامسة". وتتضمن الورقة ايضاً ما مفاده أن أي خرقٍ لبناني للإتفاق لإسرائيل الحق بالرد، فيما تكتفي واشنطن بتوبيخ إسرائيل إن خرقت.
في رده على الورقة الأميركية الأولى حسم حزب الله موقفه بأنها "لا تعنينا وأن هناك اتفاقاً قائماً لوقف إطلاق النار نفذنا ما يتوجب علينا ومطلوب من الإسرائيلي التنفيذ ثم الإنتقال الى بحث مسألة السلاح ضمن استراتيجية الأمن الوطني ووفق المصلحة الوطنية، وليس لدينا تحفظ على شيئ وسنصل الى نتائج بالحوار مع الدولة"، أما في الورقتين الثانية والثالثة فقد شارك الحزب عن بعد وعبر الرئيس نبيه بري.
في زيارته الأخيرة كان برّاك أكثر وضوحاً، بإشارته إلى عدم قدرة واشنطن على تقديم الضمانات التي يطلبها لبنان وأن ليس لدينا أجوبة على كل الأسئلة ولا نستطيع إرغام إسرائيل على فعل أي شيئ ونستعمل نفوذنا وتأثيرنا للوصول الى نهاية، لكن المسألة تعود للحكومة اللبنانية، والمطلوب أن تتخذ القرار بالاجماع بنزع السلاح ووضع جدول زمني وتلتزم به".
يُعرب حزب الله وفق مصادر قريبة عن اطمئنانه للموقف اللبناني الرسمي ويُبدي كل مرونة مع أي سؤال أو مطلب يأتيه من المقرات الرئاسية أو الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية، لكن مسألة السلاح أصبحت وجودية بالنسبة إليه وإلى بيئته والطائفة الشيعية ولكل لبنان، بعد الأحداث الدموية في سورية وتوسع المشروع الإسرائيلي الذي لن يقف عند أعتاب سوريا بل سيشمل كل المنطقة بما فيها لبنان، وبالتالي تجريد لبنان من ورقة القوة المتمثلة بالسلاح هو ضرب من الجنون سيدفع أثمانه الباهظة لعقود.
ويشير الحزب وفق المصادر الى أن معادلة "الخطوة مقابل خطوة" وفق الطرح الأميركي أي مقايضة السلاح بالإنسحاب الإسرائيلي من الجنوب ووقف الخروقات، معادلة خاسرة للبنان ومربحة لإسرائيل، لأن الحزب سيتجرد من السلاح فيما يبقى السلاح مع إسرائيل وتُزوّد بالأطنان منه يومياً من الأميركيين والغرب عبر جسور جوية وبرية ولا يحصل لبنان على حقوقه، فما الذي يمنع حينها من قيام إسرائيل إذا استدعت حاجاتها الإستراتيجية ومشروعها التوسعي أو مصلحة نتانياهو الشخصية، بتنفيذ عدوان جوي كبير على لبنان واجتياح بري الى حدود الليطاني أو الأولي تحت ذرائع وعناوين متعددة؟. وكيف يريد البعض تسليم السلاح في ظل استمرار إسرائيل باحتلال مساحات واسعة من الأرض اللبنانية في الجنوب وفي ظل إقرار برّاك بأن لا ضمانة للانسحاب ووقف العدوان وتوسيع العمليات العسكرية وربما الاجتياح البري؟.
الفخ القاتل وفق مطلعين هو محاولة المبعوث الأميركي انتزاع توقيع من الدولة اللبنانية على ورقة مكتوبة بجدول زمني لتسليم السلاح ولو لم يُنفذ بوقت قريب مع منح مهلة لإقناع حزب الله وتحضير جمهوره نفسياً، وبالتالي الهدف الأميركي تقييد الحكومة الحالية والحكومات المتعاقبة والعهد الحالي بهذه الورقة وبالتالي تحويلها الى قنبلة موقوته يمكن تفجيرها في الداخل اللبناني في أي وقت.
وعلى الرغم من الأجواء الإيجابية الذي طبعت لقاء المبعوث الأميركي مع رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة والحديث عن اقتراح كامل وشامل ومتماسك ومقنع قدمه بري لبرّاك الذي استمهل بري للرد عليه أيام بعد استشارة إدارته وعرضه على إسرائيل ومن الممكن أن يشكل نافذة لتسوية ما مطلع الشهر المقبل، فإن الأخطر وفق المعنيين هو أن يكون الدبلوماسي والتاجر الأميركي المخضرم، يمارس دبلوماسية تضييع الوقت والخداع الأمني، عبر طرح الأوراق الدبلوماسية المفخخة وإظهار السعي الأميركي الى حلول دبلوماسية ونفي فرضية الحرب الإسرائيلية الواسعة على لبنان، وذلك لكي يدفع حزب الله الى الإسترخاء الأمني والعسكري فيما إسرائيل تُعِد العدّة لعدوان عسكري مفاجئ وخاطف على لبنان، شبيه بعدوان 23 أيلول الماضي وما سبقه من تفجيرات أمنية واغتيالات، مع التذكير بمحطتين: الأولى تطمين المبعوث السابق عاموس هوكشتاين المسؤولين اللبنانيين في آب الماضي بتحييد المطار وبيروت والضاحية في أي رد إسرائيلي على حادثة مجدل شمس، فكان اغتيال القيادي الكبير فؤاد شكر، والثانية تسريب أميركي لحزب الله عن موافقة إسرائيلية ونتانياهو تحديداً على هدنة 21 يوماً فأحدث نوعاً من الإطمئنان والاسترخاء الأمني لقيادات حزب الله، في وقت كان نتانياهو يصدر أوامره من نيويورك باغتيال السيد نصرالله، فهل الزيارات المكوكية لبراك خدعة جديدة وغطاء سياسي ودبلوماسي للحرب المقبلة على قاعدة "الله هم أشهد إني بلغت؟".



التيار الوطني الحر



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top