لعبت القاعدة الأمريكية في التنف، التي أُنشئت عام ٢٠١١ بذريعة مكافحة الإرهاب، دورًا أعمق بكثير في تشكيل الصراع الإقليمي مما توحي به الروايات السائدة . بموقعها الحيوي عند التقاء حدود سوريا والعراق والأردن، أصبحت التنف أداة جيوسياسية، مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالطموحات الأمريكية الإسرائيلية، وخاصةً مشروع إسرائيل الكبرى وممر داوود.
التنف - ركنٌ من أركان زعزعة الاستقرار
القاعدة الأمريكية في التنف ليست موقعًا عسكريًا معزولًا، بل هي حلقةٌ استراتيجيةٌ في آلةٍ إمبرياليةٍ أوسع نطاقًا. فهي تُغذي الجماعات المسلحة، وتُؤجج الصراعات الداخلية، وتُعيق الوحدة بين جبهات المقاومة. في سياق مشروع إسرائيل الكبرى، لا تُمثل التنف حاميةً للاستقرار، بل حصنًا من التشرذم.
*تأجيج الصراعات الطائفية: التنف وصراع السويداء*
عاد دور التنف للظهور مؤخرًا من خلال تورطه في اشتباكات السويداء.
ووردت تقارير عن مرور شحنات أسلحة وتعبئة سرية للمقاتلين عبر هذه القاعدة، مما أجج التوترات الطائفية تحت ستار النزاعات المحلية.
الهدف واضح: منع المصالحة، وتعميق الانقسام الداخلي، وإبقاء النار مشتعلة في المنطقة.
*التنف: مركز القيادة الجنوبي لحرب سوريا بالوكالة*
شكّلت قاعدة التنف أحد مركزي قيادة رئيسيين في الحرب الأهلية السورية، إلى جانب غرفة العمليات في شمال سوريا. وبينما كان الشمال يُنسّق الهجمات عبر الفصائل المدعومة من تركيا، لعبت التنف دورًا محوريًا في الجنوب، إذ أدّت إلى توجيه الحركات المسلحة، وتسهيل نقل الأسلحة، وكانت بمثابة مركز استراتيجي لعمليات الاستخبارات الأمريكية وحلفائها الهادفة إلى تفتيت البلاد وتطويق محور المقاومة.
الباحث والمحلل السياسي جواد سلهب