على وقع التصعيد العسكري في السويداء، حطّ المبعوث الاميركي توم بارّاك رحاله في لبنان، ثلاثة ايام قبل موعد زيارته المحدّد سابقاً، وفي زيارة هي الثالثة منذ شهر حزيران الماضي، لتسلّم الرد اللبناني على رسالته السابقة، وفي محاولة جديدة للضغط على لبنان من اجل الاسراع في نزع سلاح حزب الله.
وتسلّم بارّاك من رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون مشروع المذكرة الشاملة لتطبيق ما تعهد به لبنان منذ إعلان ٢٧ تشرين الثاني ٢٠٢٤، (اي تاريخ سريان تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار مع العدو الاسرائيلي)، مروراً بخطاب القسم للرئيس حتى البيان الوزاري للحكومة، والذي يتمحور حول الضرورة الملحة لإنقاذ لبنان، من خلال بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها، وحصر السلاح بيد الدولة، كما التأكيد على مرجعية قرار الحرب والسلم لدى المؤسسات الدستورية اللبنانية.
كل ذلك، بالتزامن والتوازي مع صون السيادة اللبنانية على حدودها الدولية كافة، وإعادة الإعمار وإطلاق عملية النهوض الاقتصادي، بضمانة ورعاية من قبل أشقاء لبنان وأصدقائه في العالم، بما يحفظ سلامة وأمن وكرامة كل لبنان وجميع اللبنانيين، وفق ما افادت رئاسة الجمهورية.
هذا ولفت بارّاك الى ان زيارته تأتي “بتكليف مباشر من الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يولي الملف اللبناني أهمية بالغة ضمن رؤيته لتحقيق استقرار إقليمي شامل”، أشار الى ان “التركيز على لبنان لأنه يشكّل جزءاً أساسياً من أمن المنطقة ككل”.
واذ نعى بارّاك في تصريح صحفي، اتفاق وقف اطلاق النار بين لبنان والعدو الاسرائيلي، اكد ان “الولايات المتحدة الاميركية لا يمكنها أن تُرغم إسرائيل على القيام بأي شيء”، مختصراً فحوى الرسالة التي اراد ايصالها الى المسؤولين اللبنانيين. ومؤكداً المؤكّد بأن بلاده وحليفتها الرئيسية اسرائيل غير مستعدتان لتقديم اي تنازلات او حتى القيام بأي خطوة ايجابية ما لم ينزع سلاح الحزب.
اشارة ايجابية واحدة بثها المبعوث الاميركي خلال مؤتمره الصحفي حين شدد على ان “نزع سلاح حزب الله مسألة لبنانية داخلية بحتة”، غير انها جاءت مصحوبة بتهديد ضمني مؤجل حول فرض العقوبات على المسؤولين اللبنانيين.
اذاً، هي زيارة قد يضعها البعض في خانة “الانذار الاخير”، كونها تضع الدولة اللبنانية امام خيارين احلاهما مرّ، خاصة مع التطورات الامنية في المنطقة واستمرار الخروقات والاعتداءات الاسرائيلية جنوباً وبقاعاً، فإمّا الاسراع في سحب سلاح حزب الله واما المزيد من الاهمال للبنان على مختلف الاصعدة. بالمختصر هي زيارة التلويح بأن “عودة الحرب لا مفرّ منها”.
موقع سفير الشمال الإلكتروني