هي ببساطة تعرية لحكومة عاجزة ومتفرجة على التحديات الوجودية والملفات الحياتية. فلا رد على تهديدات وجوودية للبنان، ولا خطط عملية من النزوح السوري وصولاً إلى استعادة أموال المودعين والإصلاح المفقود. فقط تفرُّج كما وصف حالتها رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، وبالتالي العجز في واحدة من أخطر المراحل التي يمرّ بها لبنان.
وفي يوميات جلسة المساءلة النيابية، فنّد باسيل في كلمته كل العجز الحكومي، وصولاً إلى تسليط الضوء على قضية توقيف رولان خوري بسبب رفضه إنشاء صندوق أسود، كما أكد باسيل، وما يؤدي إلى أن تكون التعيينات عبارة عن افتراء. وقد أكد باسيل طرح الثقة بالحكومة، وذلك لكشف الإزدواجية التي تتلطى وراءها الكثير من القوى والنواب الذين يرفعون الصوت شكلاً، ويوافقون مضموناً.
كما شدد نواب من تكتل "لبنان القوي" كسليم عون وسيزار أبي خليل على فشل الحكومة في استكمال التدقيق الجنائي وعرض خطط لاستعادة اموال المودعين، وكذلك في ملفات اللامركزية والغاز واستعادة الجنسية للمستحقين.
في هذا الوقت، كانت اشتباكات السويداء وما رافقها اليوم من مجازر وانتهاكات بحق شيوخ ورموز طائفة بأكملها، تشغل لا السوريين فحسب بل اللبنانيين، ومن بينهم أركان الطائفة الدرزية. وفي الواقع الميداني، كانت الفصائل الدرزية تشن عصر الثلثاء هجمات مضادة أدت إلى استعادة أجزاء كبيرة من مدينة السويداء بعد اقتحامها نهاراً من قبل القوات التابعة للسلطة السورية. لكن الأخطر كانت الإنتهاكات التي وثقتها الفيديوهات والصور التي أثارت الإشمئزاز والمخاوف من تكرار ما حصل في الساحل السوري قبل أشهر.
وفي ردود الفعل اللبنانية، كان رئيس تيار التوحيد العربي وئام وهاب يتحدث عن تشكيل تنظيم عسكري للمواجهة، وفي المقابل أعاد الرئيس السابق للحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط موقفه من خطورة إقحام إسرائيل لحماية دروز سوريا.