خاضت مجموعة من النساء الطرابلسيات انتخابات البلدية في 11 أيار2025، محمّلات بطموحات التغيير والمشاركة في صنع القرارالمحلي. رغم حضورهن الجيد وتطلعاتهن العالية، لم تُكلل جهودهن بالفوز بعضوية المجلس البلدي، وهو ما أثار تساؤلات حول واقع تمثيل المرأة في المدينة.
ورغم الخسارة في الانتخابات، نرى هؤلاء المرشحات حاضرات بخطى ثابتة يسعون للمشاركة الفاعلة في اللجان البلدية المتخصصة، التي تعدّ خطوة مهمة نحو إكتسابهن خبرة في العمل البلدي وفهم لقضايا المدينة عن قرب.
هذه المشاركة في اللجان، رغم أنها لا تعطي صوتًا مباشرًا في المجلس، تُعتبر خطوة إيجابية في بناء القدرات السياسية وتوسيع نطاق تأثير النساء في القرارات المحلية.
ولن ننسى ما واجهته النساء من صعوبات وتحديات أثناء ترشحهن:
فالتركيبة الاجتماعية والثقافية التقليدية وحتى الدينية فضلت الرجال في مواقع القرار.
كما ان ضعف الدعم المادي وعدم توفر الوقت الكافي حالا دون ظهورهن الإعلامي وتنظيمهن لحملاتهن الانتخابية بشكل مدروس .
كما أن تعدد اللوائح الى سبع وأكثر أدى الى تشتت الأصوات.
وبالرغم من بروز تكتل نسائي ضخم ضم العديد من سيدات طرابلس الناشطات في المدينة إجتمعوا جميعا على هدف واحد هو دعم المرشحات وتوفير السبل الكافية لتمثلهن في اللوائح ولوصولهن وفوزهن في الانتخابات إلا أن الذهنية السائدة والصور النمطية بقية مسيطرة، خصوصا” إذا ما أدركنا أن جزءًا كبيرا من النساء الناخبات لم يصوّت للنساء، وهو مؤشر إن دل فإنه يدل على الحاجة الماسة لتعزيز الوعيبأهمية التمثيل النسائي.
رغم هذه التحديات، تبقى الفرصة متاحة للنساء في طرابلس لإثبات وجودهن السياسي مستقبلاً. فالانتخابات القادمة بلدية كانت أم نيابية تمثل فرصة لتوحيد الصفوف، تخطيط أفضل، والاستفادة من التجارب السابقة.
كما أن مشاركة النساء في اللجان البلدية تضعهن على طريق المشاركة الفاعلة في المستقبل، وتجعل صوتهن أكثر تأثيرًا في القرارات المحلية.
لم تفز النساء هذه المرة، لكن وجودهن وتفاعلهن مع شؤون المدينة يشكل بداية واعدة. المستقبل يحمل فرصًا أفضل، مع وعي أكبر ودعم أوسع،للنساء في طرابلس لتكون جزءًا حقيقيًا من السلطة المحلية، وتقديم رؤى مختلفة ونبض حقيقي يعزز من حياة المدينة. .
أصبحت إنتخابات البلدية وراءنا إلا أننا كمرشحات سابقات دون إستثناء “لن نقول لكم وداعا”… بل الى اللقاء”..
The post الطريق الى البلدية أطول مما نظن… ولكن بدأنا السير بخطوات واثقة!.. بقلم: المحامية سوزان سيد appeared first on .